يستعدّ الممثل السوري نوار بلبل، لتقديم عرض من مسرحية "مولانا"، وذلك ضمن فعاليات مهرجان أفينيون للمسرح في فرنسا، بنسخته السابعة والثلاثين لهذا العام. المسرحية للكاتب الفارس الذهبي، سبق أن عرضت في عدة عواصم عربية. وفي السنة الأخيرة، عمل بلبل على إعطاء النص أبعاداً جديدة تتعلق بالوضع الراهن في سورية، وتقديمه للجمهور الغربي. وجابَ بلبل العديد من الدول، كألمانيا وتركيا وأميركا والنمسا، ويستعد للسفر إلى إيطاليا في سبتمبر/ أيلول المقبل، إلى جانب عشرات العروض التي تمّت في مدن فرنسية، كان آخرها في مدينة مارسيليا. المسرحية ذات الممثل الوحيد تدور أحداثها في دمشق، وتُعْرَض باللغة العربية، ولضمان وصولها إلى الجمهور الغربي تظهر الترجمة باللغة الفرنسية أو الألمانية أو الإنكليزية بحسب كل بلد، على شاشة إسقاط. وفي حديث لـ"العربي الجديد"، قال بلبل إنه يريد تحطيم "التابوهات" الاجتماعية والدينية والسياسية، التي يعتبرها خلطة واحدة، وتقديم الحقيقة كما هي، بدون تجميل ولا "رتوش"، إذْ إن كل العثرات التي تمر بها الثورة السورية اليوم، وكل المآسي التي تحدث، تعود جذورها وأسبابها إلى سنوات طويلة سابقة، عندما تجذَّر حزب البعث في المجتمع، وتم استغلال المؤسسات الدينية من أجل تنفيذ أجندات سياسية، وخاصة في عهد حافظ الأسد، معتبراً أننا نعيش اليوم نتائج تلك المرحلة، على حد تعبير بلبل.
وينتقدُ العمل دور رجال الدين المنقادين للسلطة، ويقول بلبل عن ذاك: "تخرجُ خطبة الجمعة ووعظْة يوم الأحد من أفرع المخابرات في سورية، ويتمّ تسليمها إلى الجوامع والكنائس. وما دامت المخابرات تتحكم في ما يقوله رجال الدين، يفقد الدين معناه وحقيقته". وأعرب بلبل عن أمله كسر تلك العلاقة بين الطرفين، أي بين الدين والسياسة. وقال: "تحدثت على لسان الشخصية عن معاهد الأسد لتحفيظ القرآن، والدور الذي أدّته في المجتمع السوري. أردت تسليط الضوء على جوانب التشوه التي أصابت مجتمعنا في عهد حافظ الأسد والتي أوصلتنا إلى هنا".
ولفت إلى أن نسبةً كبيرة من الغربيين ينظرون إلى ما يحدث في سورية على أنه صراع بين الأسد وداعش. ولذلك، يعتقدون أن الأسد أخفّ الشرّين، لكنّه ومن خلال هذه المسرحية، يأخذ بلبل جمهوره في جولة لاستكشاف تفاصيل الوضع في سورية، ودوافع الثورة. وقال بلبل إنّ كثيرين أبدوا تأثّرهم بالعرض، وفهمهم بشكل أفضل للوضع في بلاده، وتأييدهم للمطالب المحقّة للناس.
من ناحيته، قال كاتب المسرحيَّة الفارس الذهبي لـ"العربي الجديد": "تتخذ مسرحية مولانا من حي الشيخ محيي الدين مكاناً روحياً لبطلها، الذي تتنازعه الدوافع بين التيارات الدينية في تلك البيئة المغلقة. عابد البطل المطلق للمسرحية، يقع في دوامة الانجراف خلف أسلوب والده المتشدد في الحياة، الذي يعتمد على السلف في فهمه تطورات الحياة، وبين الصخب الصوفي المتشعب في حيّ المدارس في شارع الشيخ محيي الدين. تسلب الصوفية لب عابد، وتجذبه وتسانده في قصة حبه ومواجهة صعوبات الحياة السياسية والدينية والاجتماعية". وأضاف الذهبي أن مسرحية "مولانا" استطاعت الوصول بنجاح كبير إلى الجمهور العربي والفرنسي والأوروبي عموماً، لأنها تتحدث عن "ثيمة" إنسانية مفهومة لدى الجميع، تتجسد في صراع الفرد مع مجتمعه، وأردف: "لقد كان لافتاً تواصل الكثير من الجمهور مع لحظات في العرض لدرجة البكاء والتأثر العاطفي، حتى قام أحد المسارح الفرنسية بتصنيف العرض على أنه مؤثر عاطفياً، من شدة التصعيد الانفعالي للشخصية والأداء الذي يصيب المشاهدين بصدمة شعورية يبدو أنها شديدة". ويُعدّ مهرجان أفينيون أحد أهم الأحداث المسرحية في العالم، وهو المهرجان الأقدم والأعرق في فرنسا، وينطلق هذه السنة في الرابع من يوليو/ تموز ويستمر حتى الثالث والعشرين منه.
اقــرأ أيضاً
وينتقدُ العمل دور رجال الدين المنقادين للسلطة، ويقول بلبل عن ذاك: "تخرجُ خطبة الجمعة ووعظْة يوم الأحد من أفرع المخابرات في سورية، ويتمّ تسليمها إلى الجوامع والكنائس. وما دامت المخابرات تتحكم في ما يقوله رجال الدين، يفقد الدين معناه وحقيقته". وأعرب بلبل عن أمله كسر تلك العلاقة بين الطرفين، أي بين الدين والسياسة. وقال: "تحدثت على لسان الشخصية عن معاهد الأسد لتحفيظ القرآن، والدور الذي أدّته في المجتمع السوري. أردت تسليط الضوء على جوانب التشوه التي أصابت مجتمعنا في عهد حافظ الأسد والتي أوصلتنا إلى هنا".
ولفت إلى أن نسبةً كبيرة من الغربيين ينظرون إلى ما يحدث في سورية على أنه صراع بين الأسد وداعش. ولذلك، يعتقدون أن الأسد أخفّ الشرّين، لكنّه ومن خلال هذه المسرحية، يأخذ بلبل جمهوره في جولة لاستكشاف تفاصيل الوضع في سورية، ودوافع الثورة. وقال بلبل إنّ كثيرين أبدوا تأثّرهم بالعرض، وفهمهم بشكل أفضل للوضع في بلاده، وتأييدهم للمطالب المحقّة للناس.
من ناحيته، قال كاتب المسرحيَّة الفارس الذهبي لـ"العربي الجديد": "تتخذ مسرحية مولانا من حي الشيخ محيي الدين مكاناً روحياً لبطلها، الذي تتنازعه الدوافع بين التيارات الدينية في تلك البيئة المغلقة. عابد البطل المطلق للمسرحية، يقع في دوامة الانجراف خلف أسلوب والده المتشدد في الحياة، الذي يعتمد على السلف في فهمه تطورات الحياة، وبين الصخب الصوفي المتشعب في حيّ المدارس في شارع الشيخ محيي الدين. تسلب الصوفية لب عابد، وتجذبه وتسانده في قصة حبه ومواجهة صعوبات الحياة السياسية والدينية والاجتماعية". وأضاف الذهبي أن مسرحية "مولانا" استطاعت الوصول بنجاح كبير إلى الجمهور العربي والفرنسي والأوروبي عموماً، لأنها تتحدث عن "ثيمة" إنسانية مفهومة لدى الجميع، تتجسد في صراع الفرد مع مجتمعه، وأردف: "لقد كان لافتاً تواصل الكثير من الجمهور مع لحظات في العرض لدرجة البكاء والتأثر العاطفي، حتى قام أحد المسارح الفرنسية بتصنيف العرض على أنه مؤثر عاطفياً، من شدة التصعيد الانفعالي للشخصية والأداء الذي يصيب المشاهدين بصدمة شعورية يبدو أنها شديدة". ويُعدّ مهرجان أفينيون أحد أهم الأحداث المسرحية في العالم، وهو المهرجان الأقدم والأعرق في فرنسا، وينطلق هذه السنة في الرابع من يوليو/ تموز ويستمر حتى الثالث والعشرين منه.