انتعاش سوق الألبومات الغنائية

قبل أيام أعلن بعض الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي أن الفنانة أصالة نصري ستنضم إلى شركة "روتانا"، وستوقع معها في احتفالٍ تقيمه الشركة للفنانة السورية في دبي. لكن وفق مصادر مقربة من الفنانة السورية ومن شركة "روتانا" أوضحت لـ "العربي الجديد"، "لا حفل لانضمام أصالة إلى الشركة، نعم نحن قطعنا شوطاً في التفاوض مع الفنانة لكن لا قرار نهائياً بشأن التوقيع، ومن المُرجح بحسب المصدر أن تمنح أصالة نصري حقوق توزيع الألبوم الخليجي التي عملت عليه طوال الفترة السابقة للشركة السعودية ليتم توزيعه".


في اتصال مع "العربي الجديد"، قالت الفنانة أصالة نصري "نعم كان متوقعاً أن يتم التعاون بيني وبين روتانا، لكن هذا لن يتم في الوقت الحالي". وكان آخر تعاون بين أصالة والشركة السعودية حصل قبل تسع سنوات عندما أنتجت روتانا ألبوم "سواها قلبي" الخليجي في عام 2007 واحتوى على تسع أغنيات. لكن العلاقة انقطعت بين الشركة ونصري، في عام 2009، إثر خلاف كبير مع مدير روتانا سالم الهندي، ثم عادت وتوطدت مجدداً في السنوات الثلاث الأخيرة عندما دعت الشركة أصالة إلى المشاركة في مهرجانات الخريف الشتوية ومنها تحديداً "هلا فبراير" وعقدت لقاءات بين أصالة وسالم الهندي كسرت الجليد بينهما بعد إصدار أصالة لثلاثة ألبومات غنائية، تولت إنتاجها بنفسها والاستعانة بشركات توزيع مصرية، وهي ألبوم خليجي "قانون كيفك" عام 2010، شخصية عنيدة عام 2012 ودقيقة حياة عام 2015.


من جهته، كان الفنان العراقي كاظم الساهر قد أصدر ألبومه الغنائي الخامس والعشرين، وحمل عنوان "كتاب الحب" أخيراً، وتضمن 11 أغنية اختارها الساهر من أشعار نزار قباني بالكامل، ولحّنها بنفسه، وتعاون في توزيعها الموسيقي مع اللبناني ميشال فاضل.
الواضح أن الساهر انتظر طويلاً، ما يقارب السنوات الخمس ليصدر عملاً يعيدنا به إلى بداياته في عالم القصائد الخاصة وهي من نظم الشاعر السوري الراحل نزار قباني، على الرغم من بعض الانتقادات التي طاولت الساهر بعدما أصدر من الألبوم أغنية منفردة قبل وقت وحملت عنوان "عيد العشاق" والتي انتقدت لجهة الكلمات، كونها تُشكل حالة شعرية مُستهلكة، من خلال مجموعة من القصائد المُشابهة التي أداها الساهر في بداياته. كما اتهم بأنه يكرر نفسه في القصيدة، وانتُقد الكليب المصور للأغنية ووصف الساهر بأنه يتصابى على فتاة تصغره. لكن بالطبع سيُشكل ألبوم "حكاية حب" رؤية جديدة لأعمال الساهر بعد غياب دام أربع سنوات عن الألبومات الكاملة. وقد استعان "القيصر" في السنوات السابقة بعدد من الأغنيات المُنفردة والتي أبقت على جديده قبل وبعد توقيعه مع شركة "بلاتينوم ريكوردز". رغم ذلك وفي أول تعليق على عمله الصادر أول من أمس قال الساهر أنه سيختفي عن الأضواء لمدة تتجاوز شهرين، وهو يفعل ذلك عند كل إصدار لألبوم جديد، ليعود ويسمع ردود الفعل، كما اعتبر الساهر الآن في مرحلة إجازة خاصة بعد سلسلة من حفلات الصيف الذي أحياها في أكثر من عاصمة عربية، وُصفت بالناجحة جداً، خصوصاً تلك التي أقيمت في لبنان ونالت نجاحاً كبيراً.


من جهة أخرى، قد يكون ألبوم الفنانة إليسا الذي صدر في التاسع من أيلول/سبتمبر الحالي واحداً من أكثر الألبومات العربية تداولا ومبيعاً اليوم. ووفق إحصاءات وزعها مركز "فيرجين" للموسيقى في بيروت، والقاهرة، إليسا استطاعت أن تنعش سوق الألبومات الغنائية، على الرغم من منافسة منصّات الاستماع والتحميل على مواقع الميديا البديلة. وقال مصدر في شركة "أنغامي" لـ"العربي الجديد" عن ألبوم اليسا، إن كمية الاستماع التي حصدها تعتبر مرتفعة جداً قياساً إلى باقي الأعمال التي تزامنت مع صدور عمل إليسا الغنائي الجديد.
يحتوي ألبوم إليسا على 13 أغنية، وذلك بعد عامين من إصدارها لآخر إلبوم غنائي "حالة حب"، وقد اعتمدت إليسا على أسلوب موسيقي رومانسي، اعتبره البعض مكرراً وشبيه بأعمال صدرت للمغنية قبل سنوات، ولوحظ أيضاً اعتماد أسلوب موسيقي غنائي واحد في الألبوم، شكل القاعدة الأساسية لنجاح إليسا في أعمالها الغنائية وجعلها تتقدم بسرعة، وشكّل لها قاعدة شعبية كبيرة في عدد من الدول العربية.


وكان الفنان وائل جسّار قد أصدر قبل شهر ألبومه الغنائي "عمري وذكرياته" عن شركة " آرابيكا" تضمن 12 أغنية، حافظ فيها جسّار على حضوره باللهجة المصرية، وعرف كيف يحاكي جمهور مصر بطريقة قريبة من الكلام واللحن الذي تميزت به أغنيات العمل الجديد لهذا العام، ولو أن جسّار اعتمد في بعض الأغنيات على تسجيل أو توزيع جيد لجهة الألحان. وقد نُفذ الألبوم بين القاهرة وبيروت، معتمداً على الملحن وليد سعد وشعر أيمن بهجت قمر، بعد سلسلة من النجاحات التي حققتها مع هؤلاء في بداياته الفنية.
أما "فنان العرب" محمد عبده فقد أطلق أول من أمس ألبومه الغنائي الجديد "يا راحلة" مع شركة "روتانا للصوتيات والمرئيات" في دبي، من خلال مؤتمر صحافي، أقامته "روتانا" في فندق "غروفنر هاوس" في دبي. ويتضمن ست أغاني (يا راحلة، سلّم، أبعد، كلي وله، وضوح، راعني) جميعها من كلمات الشاعر ساري، وألحان المطربين والملحنين: ماجد المهندس، ناصر الصالح، أحمد الهرمي ومحمد بودله.

وخلال المؤتمر الصحافي الذي أقيم لإطلاق العمل، تساءل الصحافيون عن سبب إطلاق لقب ألبوم العام على هذا العمل، فكان الجواب أنه "نظراً للقيمة الفنية للألبوم على صعيد الكلمات التي كتبها الشاعر المتميّز "ساري"، وأسماء الملحنين المشاركين في العمل وثقة الجمهور بفنهم، ونظراً لمكانة وتاريخ "فنان العرب محمد عبده"، كل هذه العناصر عندما اجتمعت واتّحدت سوياً، كانت النتيجة تُعلن عن نفسها بأن "يا راحلة" هو ألبوم العام، وفق بيان وزعته شركة روتانا أول من أمس على وسائل الإعلام" وفق ما قال سالم الهندي.