بعد مرور ثماني سنوات على قيام الثورة السورية، بدأ بعض الفنانين السوريين بخلع قناع الحياد الذي ارتدوه منذ سنوات، وصاروا يجهرون بتأييدهم للنظام السوري، بعد أن رست الكفة لصالحه، ليتمكنوا من ممارسة نشاطهم الفني في الداخل السوري. وبدأ العديد من الفنانين الذين حملوا لواء الإنسانية بالأعوام الماضية، ونبذوا العنف، ونادوا بفصل الدين عن السياسة، يرتلون شعارات التأييد والتهليل والتمجيد للأسد.
ومن هؤلاء، الفنانة السورية، فايا يونان التي بدأت مسيرتها الفنية من خلال فيديو يجمعها مع أختها ريحان يونان عام 2014، وكان الفيديو بعنوان "لبلادي"، وهو خليط بين الغناء والسرد يتحدث عن الحروب في كل من سورية ولبنان والعراق وفلسطين.
وتبنى الفيديو، آنذاك، موقفاً وسطيّاً فيه دعوة واضحة للسلام ووقف الحرب. وانتشر الفيديو بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي حينها، لتُعْرَف من خلاله فايا يونان، كوجه غنائي سوري. وسوقت يونان لنفسها على أنها مغنية السلام والحب لدمشق. واستطاعت أن تطلق حملة إلكترونية، جمعت من خلال متابعيها وداعميها مبالغ مالية، وذلك لدعمها في طرح وتصوير أغنيتها الأولى "أحب يديك"، ودخلت يونان كتاب "غينيس" للأرقام القياسيَّة، كونها أول فنانة عربية تحصل على تمويل جماعي عن طريق الإنترنت. وفي اليوم الأول من شهر أغسطس/آب المنصرم، نشرت يونان عبر حسابها الرسمي على إنستغرام منشوراً، عايدت فيه الجيش السوري بمناسبة عيده، وأرفقته بما يلي: "الأطياف والخلفيات والأديان والاثنيات لنبقى وننهض.... فلتحيا سورية ويحيا جيشها". وتناقل الصورة حينها عدد كبير من الناشطين المعارضين، ليهاجموا يونان التي تلمّع صورة النظام السوري. وزاد الأمر سوءاً، أن الصورة نشرت في وقت كان جيش النظام السوري فيه يقوم بحملة إبادة لمدينة إدلب وسكانها.
اقــرأ أيضاً
وعادت يونان لتثير الجدل مجدداً، إذْ قامت قبل أيام بإحياء حفلة غنائية في العاصمة دمشق ضمن "مهرجان الياسمين". وخلال الحفل، ارتدت يونان علم النظام السوري، ونشرت العديد من الصور، وهي ترتديه، على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي. وأظهرت فرحها بعودتها إلى دمشق، وبأنها سعيدة لغناء أغان وطنية ضمنها. وكان خطاب فايا يضمُر دعوات غير مباشرة لعودة اللاجئين في أوروبا إلى سورية، ووضعت نفسها كنموذج لهم.
ومن الفنانين السوريين الذين خلعوا قناع الحياد أخيرًا أيضاً، المغني السوري ناصيف زيتون، الذي بدأ مسيرته الفنية قبيل الثورة السورية، من خلال مشاركته ببرنامج "ستار أكاديمي" عام 2009. وخلال أعوام الثورة، تجنب ناصيف إبداء أي تصريحات سياسية. ففي جميع مقابلاته التي يتم فيها سؤاله عن رأيه السياسي، يذهب ناصيف بجوابه إلى الحياد، وبأنه ضد القتل والعنف. وفي العام الماضي، نشر تغريدة دعا بها لأسماء الأسد بالشفاء، بعد إعلان إصابتها بمرض سرطان الثدي، وقوبلت ببعض الانتقادات. ولكن حتى في هذه التغريدة، كان ناصيف حريصاً على ادعاء الحياد، ولم يبيّن بأي لحظة موافقته على السياسة التي يتبعها النظام السوري. لكن في الأيام الأخيرة، تغير كل شيء، إذْ نشر جمهور زيتون فيديوهات له من حفلاته التي أحياها في الفترة الأخيرة داخل سورية وخارجها، لترصد هذه الفيديوهات الطابع السياسي لحفلات زيتون، إذْ قام برفع علم النظام، ووجه له تحيَّة في مهرجان قرطاج في هذا العام؛ المهرجان الذي أعطى ناصيف استثناءً، ليكون أول فنان عربي يقدم حفلتين في نفس المهرجان.
كما تم تداول تسجيل لزيتون التقط له في حفلته الأخيرة في دمشق، يغني فيه موّالاً يتغزَّل ببشار الأسد، يقول فيه: "وبقول يا بشار أنت النور، لا تترك العينين تعبانة، مطرح ما بدك نام يا دكتور، ودي من ترابه دواء للعالم صارت عيون العالم عميانة".
وتبنى الفيديو، آنذاك، موقفاً وسطيّاً فيه دعوة واضحة للسلام ووقف الحرب. وانتشر الفيديو بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي حينها، لتُعْرَف من خلاله فايا يونان، كوجه غنائي سوري. وسوقت يونان لنفسها على أنها مغنية السلام والحب لدمشق. واستطاعت أن تطلق حملة إلكترونية، جمعت من خلال متابعيها وداعميها مبالغ مالية، وذلك لدعمها في طرح وتصوير أغنيتها الأولى "أحب يديك"، ودخلت يونان كتاب "غينيس" للأرقام القياسيَّة، كونها أول فنانة عربية تحصل على تمويل جماعي عن طريق الإنترنت. وفي اليوم الأول من شهر أغسطس/آب المنصرم، نشرت يونان عبر حسابها الرسمي على إنستغرام منشوراً، عايدت فيه الجيش السوري بمناسبة عيده، وأرفقته بما يلي: "الأطياف والخلفيات والأديان والاثنيات لنبقى وننهض.... فلتحيا سورية ويحيا جيشها". وتناقل الصورة حينها عدد كبير من الناشطين المعارضين، ليهاجموا يونان التي تلمّع صورة النظام السوري. وزاد الأمر سوءاً، أن الصورة نشرت في وقت كان جيش النظام السوري فيه يقوم بحملة إبادة لمدينة إدلب وسكانها.
وعادت يونان لتثير الجدل مجدداً، إذْ قامت قبل أيام بإحياء حفلة غنائية في العاصمة دمشق ضمن "مهرجان الياسمين". وخلال الحفل، ارتدت يونان علم النظام السوري، ونشرت العديد من الصور، وهي ترتديه، على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي. وأظهرت فرحها بعودتها إلى دمشق، وبأنها سعيدة لغناء أغان وطنية ضمنها. وكان خطاب فايا يضمُر دعوات غير مباشرة لعودة اللاجئين في أوروبا إلى سورية، ووضعت نفسها كنموذج لهم.
ومن الفنانين السوريين الذين خلعوا قناع الحياد أخيرًا أيضاً، المغني السوري ناصيف زيتون، الذي بدأ مسيرته الفنية قبيل الثورة السورية، من خلال مشاركته ببرنامج "ستار أكاديمي" عام 2009. وخلال أعوام الثورة، تجنب ناصيف إبداء أي تصريحات سياسية. ففي جميع مقابلاته التي يتم فيها سؤاله عن رأيه السياسي، يذهب ناصيف بجوابه إلى الحياد، وبأنه ضد القتل والعنف. وفي العام الماضي، نشر تغريدة دعا بها لأسماء الأسد بالشفاء، بعد إعلان إصابتها بمرض سرطان الثدي، وقوبلت ببعض الانتقادات. ولكن حتى في هذه التغريدة، كان ناصيف حريصاً على ادعاء الحياد، ولم يبيّن بأي لحظة موافقته على السياسة التي يتبعها النظام السوري. لكن في الأيام الأخيرة، تغير كل شيء، إذْ نشر جمهور زيتون فيديوهات له من حفلاته التي أحياها في الفترة الأخيرة داخل سورية وخارجها، لترصد هذه الفيديوهات الطابع السياسي لحفلات زيتون، إذْ قام برفع علم النظام، ووجه له تحيَّة في مهرجان قرطاج في هذا العام؛ المهرجان الذي أعطى ناصيف استثناءً، ليكون أول فنان عربي يقدم حفلتين في نفس المهرجان.
كما تم تداول تسجيل لزيتون التقط له في حفلته الأخيرة في دمشق، يغني فيه موّالاً يتغزَّل ببشار الأسد، يقول فيه: "وبقول يا بشار أنت النور، لا تترك العينين تعبانة، مطرح ما بدك نام يا دكتور، ودي من ترابه دواء للعالم صارت عيون العالم عميانة".