في 15 فبراير/ شباط الجاري، بدأت قناة "لنا" السورية بعرض مسلسل جديد بعنوان "ببساطة". العمل هو الإنتاج الدرامي الأول لشركة المحدثة "روي"، التي افتتحها مؤخراً النجم السوري باسم ياخور. ويعتبر "ببساطة" ثالث المسلسلات السورية الجديدة التي تقوم "لنا" بعرضها بشكل حصري منذ افتتاحها في رمضان الماضي، بعد "الواق الواق" و"سايكو"؛ لتؤكد "لنا" مجدداً الدور الفعال الذي تؤديه في الوقت الحالي بتنشيط عجلة الإنتاج الفني في سورية، بعد سنوات من الركود.
وعلى الرغم من أن مشروع ياخور الفني الذي اشتهر به كان "بقعة ضوء"، الذي ابتدأه مع شريكه السابق أيمن رضا، كمسلسل سكيتشات ببطولة جماعية، يكسر نمط مسلسلات السكيتشات التي كانت سائدة بسورية، والتي تعتمد على البطولة الفردية مثل "مرايا"، إلا أننا نجد ياخور في أول مسلسل يقوم بإنتاجه ينتفض ضد مشروعه الفني السابق، فمسلسل "ببساطة" هو مسلسل سكيتشات قصيرة ببطولة فردية، إذ إن ياخور يؤدي دور البطولة في معظم لوحات المسلسل.
وعلى خلاف ما هو متعارف عليه في مسلسلات السكيتشات السورية، فإن حلقات مسلسل "ببساطة" تتكون من سكيتش واحد فقط، محدود من الناحية الزمنية، فلا تزيد مدته عن 10 دقائق. وتقوم قناة "لنا" بعرض حلقتين كل يوم من المسلسل بشكل متقطع، وتعيد عرضهما على مدار الساعة.
ورغم أن التأطير الزمني للوحات المسلسل بمدة محدودة، يبدو كعامل يحدّ من القيمة الدرامية للعمل؛ إلا أن أهمية "ببساطة" تتجلى بكونه المسلسل الذي يمثل العودة الرسمية للكوميديا السوداء السورية، المرتكزة على انتقاد الأوضاع المعيشية بوصفها نتاجاً لفساد متأصل في جذور الدولة، وهو المحتوى الذي افتقدناه في الأعوام الأخيرة بسبب التوجه العام في الدراما السورية نحو إنتاج أعمال ذات صبغة "وطنية"، تحولت فيها الكوميديا لدكانة لبيع الوطنيات وانتقاد المعارضة والشعب الثائر، بعدما كانت في الماضي أداةً للتنفيس والتخدير الشعبي؛ وهو الدور الذي يعود "ببساطة" ليؤديه مجدداً.
المسلسل ينتقد في لوحاته تصرفات المسؤولين في حكومة النظام السوري، أثارت انتقادات الرأي العام، كما يفعل في لوحة "وزير المهمات الصعبة"، التي ينتقد فيها آلية تعاطي المسؤولين في الحكومة السورية مع الهموم الشعبية، ويشير بشكل واضح في إحدى لقطات الحلقة إلى وزير الداخلية محمد الشعار، الذي أشعل مواقع التواصل الاجتماعي قبل فترة بسبب قضية الـ"50 ليرة". كما ينتقد المسلسل بعض القرارات الحكومية التي لم يتقبلها المواطنون، مثل القرار المتعلق بالبطاقات الذكية، الذي خَصص له "ببساطة" حلقة "ذكاء إداري".
اقــرأ أيضاً
وعلى خلاف ما هو متعارف عليه في مسلسلات السكيتشات السورية، فإن حلقات مسلسل "ببساطة" تتكون من سكيتش واحد فقط، محدود من الناحية الزمنية، فلا تزيد مدته عن 10 دقائق. وتقوم قناة "لنا" بعرض حلقتين كل يوم من المسلسل بشكل متقطع، وتعيد عرضهما على مدار الساعة.
ورغم أن التأطير الزمني للوحات المسلسل بمدة محدودة، يبدو كعامل يحدّ من القيمة الدرامية للعمل؛ إلا أن أهمية "ببساطة" تتجلى بكونه المسلسل الذي يمثل العودة الرسمية للكوميديا السوداء السورية، المرتكزة على انتقاد الأوضاع المعيشية بوصفها نتاجاً لفساد متأصل في جذور الدولة، وهو المحتوى الذي افتقدناه في الأعوام الأخيرة بسبب التوجه العام في الدراما السورية نحو إنتاج أعمال ذات صبغة "وطنية"، تحولت فيها الكوميديا لدكانة لبيع الوطنيات وانتقاد المعارضة والشعب الثائر، بعدما كانت في الماضي أداةً للتنفيس والتخدير الشعبي؛ وهو الدور الذي يعود "ببساطة" ليؤديه مجدداً.
المسلسل ينتقد في لوحاته تصرفات المسؤولين في حكومة النظام السوري، أثارت انتقادات الرأي العام، كما يفعل في لوحة "وزير المهمات الصعبة"، التي ينتقد فيها آلية تعاطي المسؤولين في الحكومة السورية مع الهموم الشعبية، ويشير بشكل واضح في إحدى لقطات الحلقة إلى وزير الداخلية محمد الشعار، الذي أشعل مواقع التواصل الاجتماعي قبل فترة بسبب قضية الـ"50 ليرة". كما ينتقد المسلسل بعض القرارات الحكومية التي لم يتقبلها المواطنون، مثل القرار المتعلق بالبطاقات الذكية، الذي خَصص له "ببساطة" حلقة "ذكاء إداري".
وفي ضوء ذلك، يبدو المسلسل وكأنه استجابة درامية للقضايا التي تشغل الشارع السوري، بعدما تفاقمت الأوضاع الداخلية في البلاد مؤخراً وتعالت أصوات الاحتجاجات بسبب الأزمات الاقتصادية المتتالية، التي أدت إلى إفقار الشعب بشكل ممنهج؛ وذلك ما يحاول ياخور أن يؤكده من خلال مشاركته بانتقاد الحكومة السورية مؤخراً بأسلوبه الخاص، إذ نشر على صفحته صورة ساخرة تجمعه بجرّتي غاز، فيما تعاني المدن السورية من أزمة الغاز؛ كما قام بمشاركة بعض المنشورات الساخرة، التي تنتقد بشكل صريح الحكومة السورية، مثل الفيديو الذي يظهر فيه مواطن يلتهم الأعشاب، وأرفقه بعبارة "المواطن المثالي"؛ ليوحي ياخور بأن إنتاجه للمسلسل جاء كتتويج لممارسته الاستعراضية الساخرة والمناهضة للحكومة السورية. ولكن حقيقة الأمر، أن مسلسل "ببساطة" تم إعداده بأسلوب مسلسلات التنفيس والتخدير، ولا يمكن التعامل معه إلا بكونه البوابة التي تعيد الكوميديا السورية لتؤدي مهامّها القديمة.