فور انتهاء الموسم الخامس من برنامج المسابقات الغنائي "THE VOICE" الذي تبثه قناة إم بي سي السعودية، باشرت الأخيرة في الترويج لإطلاق برنامجها الجديد "ذا فويس سينيور" THE VOICE SENIOR، ثم أعلنت على صفحتها الخاصة على تويتر في وقت لاحق عن أسماء اللجنة التحكيمية، التي تضم كلا من الفنان المصري هاني شاكر والفنانة المغربية سميرة سعيد، واللبنانيين نجوى كرم وملحم زين.
البرنامج، كغيره من الإصدارات السابقة، مخصص لاكتشاف المواهب الغنائية العربية، ولكن هذه المرة ستعنى النسخة بالمواهب التي تجاوزت أعمارها الستين عامًا. وهي فكرة قد تكون جديدة على مستوى الوطن العربي، لكنها لا تختلف عن باقي الإصدارات الغربية المستوردة التي تطرحها القناة على شاشتها، كالنسخ الهولندية والألمانية والبلجيكية والتايلندية. وبالفعل، بدأت دعوات المشاركة ترسل إلى أصحاب الموهبة الغنائية الذين سيتسابقون خلال فترة زمنية مدتها أربع حلقات فقط سيتم عرضها بدءًا من 10 يناير/كانون الثاني القادم؛ أي بعد أسبوع من انطلاق الموسم الثالث لـ"ذا فويس كيدز" عبر المحطة ذاتها. لكن ما الغاية من طرح هذا البرنامج في ظل غياب تام لمواهب كثيرة أطلقتها برامج فنية شبيهة تبثها القناة؟
لا شك أن مثل هذه البرامج قد تخطت المعقول في حدود تقديمها وإصداراتها التي ما تزال مستمرة منذ أكثر من عشرة أعوام، وإن شهدت بعض الإصدارات حالة من التنوع، من حيث الشكل والمحتوى، واستقبلت شبانًا وأطفالًا من مختلف الجنسيات، إلا أن هذا الإصدار القادم يجعلنا في صدد طرح تساؤلات حول مستقبله ومستقبل مشتركيه بالمقارنة مع نماذج سابقة أخرجت مواهب كثيرة ظنت أنها ستحقق الشهرة من خلالها (دون أن ننكر نجاح هذا النوع من البرامج في النسخ الأولى منها).
جل هذه البرامج تهدف إلى تحقيق حضورها ونجاحها في السوق الفني أكثر مما تهتم بنجاح تلك المواهب، وهو ما كان واضحًا، نتيجة غياب المتابعة والعناية الفنيتين لعدد كبير من المشتركين ممن نالوا المراكز الأولى، وحققوا حضورًا آنيًا كان لا بد أن ينتهي مع انتهاء الموسم، باستثناء بعض الأسماء التي برزت في المواسم الأولى وحققت نجاحًا مقبولًا محليًا وعربيًا، أمثال المغني الفلسطيني محمد عساف الذي حاز على اللقب في الموسم الثاني من برنامج "أراب آيدول" عام 2011 ، في حين غابت أسماء أخرى فائزة عن باقي المواسم اللاحقة، وكذا مواسم أخرى لبرامج مختلفة مثل "إكس فاكتور" و" أراب غوت تالنت" و"ذا فويس كيدز".
جاء نجاح المواسم الأولى تبعًا لمعطيات خاصة، مرتبطة بصدمة الجمهور مع هذا النوع الجديد من البرامج بالتزامن مع انفتاح العالم العربي أمام دخول السوشال ميديا وتقنياتها ومنافعها العينية والربحية، بشكل واسع، بعد أن كان معتادًا على نوع مختلف من برامج المسابقات التلفزيونية، مثل "سوبر ستار" الذي فتح المجال للعالم العربي في موسمه الأول عام 2003، للتعرف على نجمين ناجحين، وهما اللبناني ملحم زين والسورية رويدا عطية. ولا ننسى "استديو الفن" للمخرج اللبناني الراحل سيمون أسمر الذي أخرج للعالم عددا كبيرا من نجوم الغناء الحاليين أمثال أليسا وماجدة الرومي ووليد توفيق ونوال الزغبي ورامي عياش، وغيرهم في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي. حيث كانت المواهب وقتذاك تتلقى كامل حقوقها من حيث التسويق والإعلان والدعم الفني قبل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وخدمات البث الرقمي الحديثة.
أمام هذه التحولات والمعطيات تستمر هذه البرامج التي تطرحها MBC في تقديم إصداراتها السنوية ذات القالب الواحد في أهدافها التجارية، بالرغم من أنها فقدت بريقها وجاذبيتها خلافًا لما كانت عليه في البدايات، وباتت الموهبة العربية رغم إقبالها على هذا النوع من البرامج تؤمن بأن حظوظها آنية ومحفوفة بالصعوبات وغير مؤهلة أو منصفة في سبيل التقدم والنجاح، مع العلم أن وجود شبكات التواصل قد اختصر الكثير من المسافات لكثير من المشاهير ممن انطلقوا بمشاريعهم من خلالها.
لذا، لا يمكن أن نعتبر رؤية القناة الجديدة باختيار مواهب غنائية من كبار السن رؤية شفافة وطامحة تخدم مصالح المشتركين قبل مصالحها، فالبرنامج سينزلق نحو التكرار بداية وسيعود على المشتركين والمتقدمين بالسوء والفشل لأسباب ظاهرة متعلقة بمسألة العمر، فما حاجة أولئك المشتركين للالتحاق بهذه المسابقة التي لن تقدم لهم غير الترفيه وقليل من المتابعين كأقصى حد؟
اقــرأ أيضاً
إضافة إلى ذلك، أليس من البديهي أن هذه المواهب، طوال سنين حياتها الفنية، قد خاضت تجاربها الخاصة وامتثلت، في وقت ما، لمنطق الشارع الفني وتحدياته، ما جعلهم ينضوون طوعًا ضمن سياق فئوي معين، للاستقرار والقبول بما يملكون من مكانة فنية وقاعدة جماهيرية متواضعة؟ ألن تكون هذه البادرة الفنية موضع خطر لما تبقى من مستقبلهم الفني الذي يفترض أن أسست له مدة طويلة من الزمن؟
البرنامج، كغيره من الإصدارات السابقة، مخصص لاكتشاف المواهب الغنائية العربية، ولكن هذه المرة ستعنى النسخة بالمواهب التي تجاوزت أعمارها الستين عامًا. وهي فكرة قد تكون جديدة على مستوى الوطن العربي، لكنها لا تختلف عن باقي الإصدارات الغربية المستوردة التي تطرحها القناة على شاشتها، كالنسخ الهولندية والألمانية والبلجيكية والتايلندية. وبالفعل، بدأت دعوات المشاركة ترسل إلى أصحاب الموهبة الغنائية الذين سيتسابقون خلال فترة زمنية مدتها أربع حلقات فقط سيتم عرضها بدءًا من 10 يناير/كانون الثاني القادم؛ أي بعد أسبوع من انطلاق الموسم الثالث لـ"ذا فويس كيدز" عبر المحطة ذاتها. لكن ما الغاية من طرح هذا البرنامج في ظل غياب تام لمواهب كثيرة أطلقتها برامج فنية شبيهة تبثها القناة؟
لا شك أن مثل هذه البرامج قد تخطت المعقول في حدود تقديمها وإصداراتها التي ما تزال مستمرة منذ أكثر من عشرة أعوام، وإن شهدت بعض الإصدارات حالة من التنوع، من حيث الشكل والمحتوى، واستقبلت شبانًا وأطفالًا من مختلف الجنسيات، إلا أن هذا الإصدار القادم يجعلنا في صدد طرح تساؤلات حول مستقبله ومستقبل مشتركيه بالمقارنة مع نماذج سابقة أخرجت مواهب كثيرة ظنت أنها ستحقق الشهرة من خلالها (دون أن ننكر نجاح هذا النوع من البرامج في النسخ الأولى منها).
جل هذه البرامج تهدف إلى تحقيق حضورها ونجاحها في السوق الفني أكثر مما تهتم بنجاح تلك المواهب، وهو ما كان واضحًا، نتيجة غياب المتابعة والعناية الفنيتين لعدد كبير من المشتركين ممن نالوا المراكز الأولى، وحققوا حضورًا آنيًا كان لا بد أن ينتهي مع انتهاء الموسم، باستثناء بعض الأسماء التي برزت في المواسم الأولى وحققت نجاحًا مقبولًا محليًا وعربيًا، أمثال المغني الفلسطيني محمد عساف الذي حاز على اللقب في الموسم الثاني من برنامج "أراب آيدول" عام 2011 ، في حين غابت أسماء أخرى فائزة عن باقي المواسم اللاحقة، وكذا مواسم أخرى لبرامج مختلفة مثل "إكس فاكتور" و" أراب غوت تالنت" و"ذا فويس كيدز".
جاء نجاح المواسم الأولى تبعًا لمعطيات خاصة، مرتبطة بصدمة الجمهور مع هذا النوع الجديد من البرامج بالتزامن مع انفتاح العالم العربي أمام دخول السوشال ميديا وتقنياتها ومنافعها العينية والربحية، بشكل واسع، بعد أن كان معتادًا على نوع مختلف من برامج المسابقات التلفزيونية، مثل "سوبر ستار" الذي فتح المجال للعالم العربي في موسمه الأول عام 2003، للتعرف على نجمين ناجحين، وهما اللبناني ملحم زين والسورية رويدا عطية. ولا ننسى "استديو الفن" للمخرج اللبناني الراحل سيمون أسمر الذي أخرج للعالم عددا كبيرا من نجوم الغناء الحاليين أمثال أليسا وماجدة الرومي ووليد توفيق ونوال الزغبي ورامي عياش، وغيرهم في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي. حيث كانت المواهب وقتذاك تتلقى كامل حقوقها من حيث التسويق والإعلان والدعم الفني قبل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وخدمات البث الرقمي الحديثة.
أمام هذه التحولات والمعطيات تستمر هذه البرامج التي تطرحها MBC في تقديم إصداراتها السنوية ذات القالب الواحد في أهدافها التجارية، بالرغم من أنها فقدت بريقها وجاذبيتها خلافًا لما كانت عليه في البدايات، وباتت الموهبة العربية رغم إقبالها على هذا النوع من البرامج تؤمن بأن حظوظها آنية ومحفوفة بالصعوبات وغير مؤهلة أو منصفة في سبيل التقدم والنجاح، مع العلم أن وجود شبكات التواصل قد اختصر الكثير من المسافات لكثير من المشاهير ممن انطلقوا بمشاريعهم من خلالها.
لذا، لا يمكن أن نعتبر رؤية القناة الجديدة باختيار مواهب غنائية من كبار السن رؤية شفافة وطامحة تخدم مصالح المشتركين قبل مصالحها، فالبرنامج سينزلق نحو التكرار بداية وسيعود على المشتركين والمتقدمين بالسوء والفشل لأسباب ظاهرة متعلقة بمسألة العمر، فما حاجة أولئك المشتركين للالتحاق بهذه المسابقة التي لن تقدم لهم غير الترفيه وقليل من المتابعين كأقصى حد؟
إضافة إلى ذلك، أليس من البديهي أن هذه المواهب، طوال سنين حياتها الفنية، قد خاضت تجاربها الخاصة وامتثلت، في وقت ما، لمنطق الشارع الفني وتحدياته، ما جعلهم ينضوون طوعًا ضمن سياق فئوي معين، للاستقرار والقبول بما يملكون من مكانة فنية وقاعدة جماهيرية متواضعة؟ ألن تكون هذه البادرة الفنية موضع خطر لما تبقى من مستقبلهم الفني الذي يفترض أن أسست له مدة طويلة من الزمن؟