على ضفاف نهر دجلة، وخلف شارع المتنبي، ثمة بناية قديمة تعود إلى القرن التاسع عشر ميلادي، يستنشق زائروها من خلال أروقتها عبق الزمن الجميل، حيث تروي جدران الغرف وممراتها البساطة والرقي، بمشاهد مختلفة تسرد حياة بغداد في خمسينيات القرن الماضي.
في حديثٍ إلى "العربي الجديد"، يقول جاسم سدخان البيضاني مدير المتحف البغدادي: "تعتبر بناية المتحف البغدادي من البنايات التراثية الفلكلورية في العاصمة العراقية؛ حيث أُنشئت هذه البناية عام 1869 في عهد الدولة العثمانية في زمن والي بغداد، آنذاك، مدحت باشا، وتأسست آنذاك كمطبعة للدولة العثمانية ومن ثم استخدمت في أغراض أخرى".
وأضاف سدخان: "في منتصف الستينيات من القرن الماضي، قرر أمين بغداد أن تكون هذه البناية هي المتحف البغدادي، وذلك لقربها من ضفاف نهر دجلة، وكونها في الرصافة القديمة التي تضم شارع المتنبي، وتم افتتاح هذا المبنى في الأول من ديسمبر/كانون الثاني عام 1970. يضم المتحف أكثر من 75 مشهداً تمثل عادات وتقاليد العائلة البغدادية، وأضيفت الحرف والمهن البغدادية في ثمانينيات القرن الماضي".
يوضّح البيضاني في حديثه إلى "العربي الجديد": "استخدمت مادة الجبس لصناعة التماثيل في بداية افتتاح المتحف، ولكن مع تأثيرات الزمن تتغير وتتأثر التماثيل بالعوامل الطبيعية، كالحرارة والرطوبة، فبدأت بالتآكل، وبعد عام 2003 ومن خلال مشاهداتنا للمتاحف العالمية، نمت فكرة استبدال صناعة التماثيل بالجبس إلى مادة المودموكس، وهي مادة طرية وقريبة إلى ملمس الإنسان وقوامه المادي؛ فعملت ورشة المتحف المتكونة من نحاتين ورسامين ومصممين من خريجي كلية الفنون الجميلة، على صناعة التماثيل وتغطية المشاهد البغدادية والحرف المقرر عرضها في المتحف، وتقوم هذه الورشة بعمل صيانة مستمرة ودورية للتماثيل".
اقــرأ أيضاً
يقول البيضاني: "لحسن الحظ، فإن المتحف يحظى باستحسان الزائرين المحليين والأجانب، كما أننا شاركنا في العديد من المهرجانات المحلية، ولنا القدرة على تغطية المهرجانات الدولية".
وأعرب نزار الزيدي عن فرحه لـ"العربي الجديد" قائلاً: "جميل جداً أن نجد في بغداد اليوم هذا المتحف الذي يذكرنا بالأجواء البغدادية القديمة، وكيف كانت تتم مراسيم الزواج آنذاك والمقهى البغدادي والذي يضم مستويات المجتمع العراقي من "الأفندية" (لقب تشريفي تركي كان يطلق في عهد الدولة العثمانية على صغار موظفي الحكومة ويعني السيّد، والناس البسطاء الذين يزاولون لعبة "الزار" ومشاهد أخرى لطيفة).
يقول الزيدي: "نتمنى من أمانة بغداد أن تزيد من اهتمامها بهذا المتحف التاريخي، الذي يحكي بين جدرانه حياة بغداد وأهلها في خمسينيات القرن الماضي".
إلى جانب المسؤولين، التقت "العربي الجديد"، أيضاً، ببعض الزّوار. تحدّثنا إلى محمد عبد الكريم. يقول: "بوابة المتحف هي عبارة عن بوابة زمن، بدخولها نعود إلى أيام الطفولة وأيام آبائنا والأجداد؛ حيث تجول في ذاكرتنا دروب الأعظمية والكاظمية، وكنت أزور أقاربي وكنت أرى شيئاً من الشناشيل البغدادية. كانت أياماً جميلة تتسم بالبساطة والعفوية".
من جهتها، تقول أم سالم مواهب عمار، في حديث إلى "العربي الجديد": "لأول مرة أزور المتحف البغدادي، ورأيت مشاهد لطيفة عادت بذاكرتي إلى حكايات أمي وأبي لما لهذه المشاهد من تجسيد حقيقي لحياة البغداديين القدماء. رأيت كل العادات والتقاليد من مراسيم الزفاف والمقهى البغدادي والخبز بواسطة تنور الطين وعملية طحن الحبوب، وأنا عشت بعض هذه الحياة، وقصت لي أمي حكاية حياتها، وحين زرت المتحف نشطت ذاكرتي واستعدت تلك الأيام".
يُشار إلى أن المتحف يحتوي مكتبة ضمت خزائنها وثائق ومراجع ومصادر عن مدينة بغداد بلغ عددها 4830 كتاباً، تضم الحكايات والعادات والتقاليد التي اشتهر بها البغداديون.
إلى جانب ذلك، في المتحف مجموعة من اللوحات الفنية لعدد من الفنانين العراقيين الرواد، مثل كل من الراحلين حافظ الدروبي وفرج عبو، إضافة إلى فنانين آخرين من أجيال لاحقة، مثل الفنان سعد الطائي وماهود أحمد وصلاح جياد ونعمان هادي ومحمد مهر الدين وطالب العلاق وفريد اسعد وميسر القاضلي وإبراهيم الكمالي وشاكر الشاوي وجودت حسيب ووليد شيت وكنعان هادي وعقيل الالوسي وعلاء الشبلي ومحيي خليفة.
في حديثٍ إلى "العربي الجديد"، يقول جاسم سدخان البيضاني مدير المتحف البغدادي: "تعتبر بناية المتحف البغدادي من البنايات التراثية الفلكلورية في العاصمة العراقية؛ حيث أُنشئت هذه البناية عام 1869 في عهد الدولة العثمانية في زمن والي بغداد، آنذاك، مدحت باشا، وتأسست آنذاك كمطبعة للدولة العثمانية ومن ثم استخدمت في أغراض أخرى".
وأضاف سدخان: "في منتصف الستينيات من القرن الماضي، قرر أمين بغداد أن تكون هذه البناية هي المتحف البغدادي، وذلك لقربها من ضفاف نهر دجلة، وكونها في الرصافة القديمة التي تضم شارع المتنبي، وتم افتتاح هذا المبنى في الأول من ديسمبر/كانون الثاني عام 1970. يضم المتحف أكثر من 75 مشهداً تمثل عادات وتقاليد العائلة البغدادية، وأضيفت الحرف والمهن البغدادية في ثمانينيات القرن الماضي".
يوضّح البيضاني في حديثه إلى "العربي الجديد": "استخدمت مادة الجبس لصناعة التماثيل في بداية افتتاح المتحف، ولكن مع تأثيرات الزمن تتغير وتتأثر التماثيل بالعوامل الطبيعية، كالحرارة والرطوبة، فبدأت بالتآكل، وبعد عام 2003 ومن خلال مشاهداتنا للمتاحف العالمية، نمت فكرة استبدال صناعة التماثيل بالجبس إلى مادة المودموكس، وهي مادة طرية وقريبة إلى ملمس الإنسان وقوامه المادي؛ فعملت ورشة المتحف المتكونة من نحاتين ورسامين ومصممين من خريجي كلية الفنون الجميلة، على صناعة التماثيل وتغطية المشاهد البغدادية والحرف المقرر عرضها في المتحف، وتقوم هذه الورشة بعمل صيانة مستمرة ودورية للتماثيل".
يقول البيضاني: "لحسن الحظ، فإن المتحف يحظى باستحسان الزائرين المحليين والأجانب، كما أننا شاركنا في العديد من المهرجانات المحلية، ولنا القدرة على تغطية المهرجانات الدولية".
وأعرب نزار الزيدي عن فرحه لـ"العربي الجديد" قائلاً: "جميل جداً أن نجد في بغداد اليوم هذا المتحف الذي يذكرنا بالأجواء البغدادية القديمة، وكيف كانت تتم مراسيم الزواج آنذاك والمقهى البغدادي والذي يضم مستويات المجتمع العراقي من "الأفندية" (لقب تشريفي تركي كان يطلق في عهد الدولة العثمانية على صغار موظفي الحكومة ويعني السيّد، والناس البسطاء الذين يزاولون لعبة "الزار" ومشاهد أخرى لطيفة).
يقول الزيدي: "نتمنى من أمانة بغداد أن تزيد من اهتمامها بهذا المتحف التاريخي، الذي يحكي بين جدرانه حياة بغداد وأهلها في خمسينيات القرن الماضي".
إلى جانب المسؤولين، التقت "العربي الجديد"، أيضاً، ببعض الزّوار. تحدّثنا إلى محمد عبد الكريم. يقول: "بوابة المتحف هي عبارة عن بوابة زمن، بدخولها نعود إلى أيام الطفولة وأيام آبائنا والأجداد؛ حيث تجول في ذاكرتنا دروب الأعظمية والكاظمية، وكنت أزور أقاربي وكنت أرى شيئاً من الشناشيل البغدادية. كانت أياماً جميلة تتسم بالبساطة والعفوية".
من جهتها، تقول أم سالم مواهب عمار، في حديث إلى "العربي الجديد": "لأول مرة أزور المتحف البغدادي، ورأيت مشاهد لطيفة عادت بذاكرتي إلى حكايات أمي وأبي لما لهذه المشاهد من تجسيد حقيقي لحياة البغداديين القدماء. رأيت كل العادات والتقاليد من مراسيم الزفاف والمقهى البغدادي والخبز بواسطة تنور الطين وعملية طحن الحبوب، وأنا عشت بعض هذه الحياة، وقصت لي أمي حكاية حياتها، وحين زرت المتحف نشطت ذاكرتي واستعدت تلك الأيام".
يُشار إلى أن المتحف يحتوي مكتبة ضمت خزائنها وثائق ومراجع ومصادر عن مدينة بغداد بلغ عددها 4830 كتاباً، تضم الحكايات والعادات والتقاليد التي اشتهر بها البغداديون.
إلى جانب ذلك، في المتحف مجموعة من اللوحات الفنية لعدد من الفنانين العراقيين الرواد، مثل كل من الراحلين حافظ الدروبي وفرج عبو، إضافة إلى فنانين آخرين من أجيال لاحقة، مثل الفنان سعد الطائي وماهود أحمد وصلاح جياد ونعمان هادي ومحمد مهر الدين وطالب العلاق وفريد اسعد وميسر القاضلي وإبراهيم الكمالي وشاكر الشاوي وجودت حسيب ووليد شيت وكنعان هادي وعقيل الالوسي وعلاء الشبلي ومحيي خليفة.