والترجمة غير الحرفية لكلمة #DepressionSucks هي أنّ "الاكتئاب مقرف"، وهكذا استخدمها الناشطون على تويتر للتعبير عن تكاتفهم، والتفافهم حول بعضهم في مواجهة "العدوّ" الذي هو الاكتئاب.
وزراء صحّة في عدد من الدول الأوروبية ارتدوا الجوارب البرتقالية، للدلالة على اهتمامهم بالصحّة النفسية لشعوبهم، وخصوصا في ما يتعلق بحالات الإصابة بالاكتئاب التي تتصاعد بين جيل الأطفال والشباب.
في الدنمارك ارتدت وزيرة الصحة صوفيا لودي تلك الجوارب، مصرة على وضع صورتها على صفحتها وعلّقت: "يجب علينا أن نتشجّع للحديث حين نشعر بالألم، بدل أن نصمت ونحوّل الأمر إلى تابو (محظور). ففي الحالتين لا يمكن لنا عبور مرحلة الاكتئاب".
اقرأ أيضاً: المونولوج السوري بين الاكتئاب والصداقة
Today is European Depression Day - help raise awareness #EDD2015 #DepressionSucks pic.twitter.com/4nsQUx4fZY
— MasterMind Project (@EUMasterMind) October 1, 2015
ما توليه الوزيرة الدنماركية من اهتمام يرتبط أساساً بما تشعر به بقية الدول الأوروبية أيضاً، من زيادة كبيرة في انتشار ما يطلقون عليه "مرض شعبي" بإصابات بالاكتئاب تتراوح نسبه بين متوسّطة وشديدة، ما يؤثّر على الصحّة المجتمعية، ويتسبّب بتكاليف اقتصادية واجتماعية كبيرة.
الأرقام الرسمية فقط في بلد صغير كالدنمارك تفيد بإصابة 500 ألف مواطن تقريباً بمرض الاكتئاب خلال مسيرة حياتهم. وتفيد الأرقام بخطورة إصابة الأطفال واليافعين بذلك المرض النفسي، وانعكاساته على مستقبل جيلين مهمين في مجتمعات باتت تعاني من انخفاض نسبة الشباب وتكاثر نسب كبار السنّ.
بالإضافة إلى تلك الأرقام الدنماركية عن نصف مليون فإنّه سنوياً، وبحسب أرقام صحيّة رسمية، يمرّ ما بين 100 إلى 200 ألف مواطن في حالة اكتئاب بدرجات متفاوتة. وأصعب درجات الإصابة، بحسب وزارات الصحة المختلفة في أوروبا، أن تؤدّي بأصحابها، في الحالات الصعبة، إلى الانتحار وبنسبة تتراوح بين 10 إلى 15 في المائة في الحالات المستعصية إذا لم يتلقَّ المصاب أدوية وعلاجات في الأوقات المناسبة.
I slept for 14 hours yesterday & had a decent night's sleep last night, but all I want to do is go back to sleep. #grieving #depressionsucks
— Laura Q (@catmusic43) September 30, 2015
اقرأ أيضاً: الإنترنت يسبّب الاكتئاب.. لكن لماذا؟
مبادرة الجوارب البرتقالية تحاول في الدول الأوروبية أن تحثّ المواطنين على الانفتاح والتحدث لبعضهم عن الاكتئاب، وخصوصا حين يربط بالتوتر والعزلة وبعض الإساءات التي تعرض لها الأشخاص في طفولتهم ومحيطهم الاجتماعي؛ والتي تكبر معهم لتتحوّل إلى قنبلة موقوتة.
ورغم أنّ الدول الاسكندنافية، مثل الدنمارك والسويد، تعتبر شعوبها من أكثر الشعوب سعادة وفقاً لدراسات دولية طوال الأعوام الماضية، فإنّ انتشار حالات الاكتئاب، خصوصاً بدرجات متدنية، تنتشر مع الخريف وفصل الشتاء، وهو ما يردّه الاختصاصيون إلى عوامل طبيعية مثل غياب الشمس وحلول الظلام بشكل مبكّر.
وتقول أرقام جمعيات مكافحة الاكتئاب مكافحة الاكتئاب في الدنمارك إنّ 33 في المائة من الشباب بين 16 و24 سنة يشعرون أنّهم مكتئبون، وأنّ احتمال الإصابة بالاكتئاب في مرحلة الشباب يمكن أن يزيد مرتين إلى ثلاث عن المراحل المتقدمة في العمر.
There is a light. There is a future. Reach up and overcome the challenge! #depression #depressionsucks pic.twitter.com/Z3JqBBfmKW
— Matt Harwin (@matt_harwin) September 28, 2015
فقط 35 في المائة من الشباب الذين يصابون بالاكتئاب يبحثون عن مساعدة. 60 في المائة ممن يحاولون الانتحار يعتقد أنهم عانوا من الالكتئاب بدون أن يحصلوا على علاج أو يتوجهوا لطلب المساعدة.
اقرأ أيضاً: وَشم عالمي جديد لمكافحة الاكتئاب