فيما يُعرَض مسلسل "زوجتي أنا" على تلفزيون "الجديد"، يستمرُّ فريق العمل بتصوير الحلقات تباعاً. العمل هو من كتابة كريستين بطرس، وإخراج إيلي السمعان. ويضمُّ عدداً كبيراً من الممثلين، مثل مازن معضم وجويل داغر وجورج شلهوب وإلسي فرنيني وجيسكار أبي نادر ورانيا عيسى وأدوار الهاشم ومنى كريم وليلى قمري ومجموعة أخرى من الممثلين. من مكان التصوير، وبينما ينهمكُ الفريق التقني بتغيير ديكور المشهد الذي يجمع الممثّل جورج شلهوب وجيسكار أبي نادر وإدوار الهاشم. التقت "العربي الجديد" مع الممثّل، جورج شلهوب، للحديث عن دوره في هذا العمل، وآخر نشاطاته وأعماله الفنيَّة.
يلعبُ جورج شلهوب في المسلسل، دورَ رجل أعمالٍ ثريّ لديه ولدان، أحدهما مرتبط، والآخر ولدٌ عاقٌّ غير مسؤول. ويقول شلهوب عن المخرج إيلي سمعان الذي يعمل معه للمرة الأولى: "إيلي ممتاز. يعمل من قلبه على الرغم من الظروف الصعبة التي نعيش ونعمل فيها في لبنان. ليس لدينا كل ما يلزم من أجل الاستمرار. نعاني من نقصٍ في بعض الخدمات التي يجب أن تتوفر، والتي تؤمن الراحة للممثل، بالإضافة إلى ضغط الوقت بسبب التسليم السريع للحلقة. لكننا نعمل المستحيل لنكون بحجم المستوى المطلوب".
كما في مسلسل "أحمد وكريستينا"، اليوم، أيضاً، نجدُ هذا "الديو" مع الممثِّلة، إلسي فرنيني، التي تلعب دورَ الزوجة المتسلّطة، إذ يشكّلان معاً، أي إلسي وشلهوب، ثنائيّاً ناجحاً. يقول شلهوب في ذلك: "إلسي ممثلة بارعة ولديها حضور قوي، وأنا أقولُ ذلك بكلّ صراحة". وعن الممثّل جيسكار، وهو أيضاً بطلٌ مشاركٌ في العمل، يضيف شلهوب: "لديه طلّة حلوة. كما أنَّه يمتلك الرغبة لكي يتقدّم. فهو يأخذ بجديَّة ويلتزِم بالملاحظات التي تُعطَى له. إنَّه مُطواع، وهذا الأمر ينفعه". ويشير شلهوب بأنَّ الدور في الجزء الثاني من مسلسل "متل القمر" أعجبه جدًا، وبأنّه لم يكن ليشارك في العمل لو لم يكن معجباً في الدور. وعن سؤاله عن أعماله الجديدة، ردّ شلهوب: "ربَّما يكون هذان العملان، آخرَ عملين تلفزيونيين لي".
وجديرُ بالذكر، أنَّ التلفزيون في لبنان والعالم العربي، هو أسير الإنتاج، أي بالأحرى، تصريف الإنتاج اللبناني على المحطات اللبنانية، لأنَّه محدود الكلفة. ومحدوديَّة الكلفة تمنعُ المنتج أن يكون سخيّاً بالإنفاق على المسلسل. "على الأقل يجب أن يوازي مستوى الإنفاق في الدراما اللبنانية، مستوى الإنفاق في المسلسلات العربية والإقليمية. سورية تنفق على الإنتاج الدرامي أكثر، وكذلك مصر، والدعم من قبل الدولة أكبر هناك. كما أنَّنا نرتكب خطأ كبيراً. نقولُ إن بلدنا صغيرٌ، وهذا تبرير في غير محله في حالة عدم الإنفاق الكافي. أولاً، لدينا قنوات فضائيَّة أكثر من القنوات الأرضيَّة. وهذا يعني أنَّ هنالك مدخولا فضائيا غير المدخول الأرضي. والإعلانات والاشتراكات خارج الحدود اللبنانيّة ليست مجانية. عندما نقدّم عملاً جيّداً متكاملاً من الناحية الإنتاجية. سيخرُق أي مكان، ونحن تقنياً وبشرياً (من ممثلين وتقنيين وكتّاب) لدينا القدرة للقيام بأفضل الأعمال في العالم العربي، حتى أننا نستطيع أن ننافس الأعمال الأجنبية. نحن فقط بحاجة إلى إنتاج جيد، واختيار جيد للمواضيع وللعناصر لتأمين العمل".
وتقول شركات الإنتاج دوماً، بأنَّ المشكلة في الدراما اللبنانيَّة، هي قلّة عدد الكتاب، يرّد شلهوب بخصوص ذلك: "لدينا كتّاب برعوا بالكتابة التلفزيونية، هذا ليس سبباً مقنعاً. لكن سأقول ما ينقصنا. لم يكن هنالك في السابق، أي حركة في النص الدرامي. ما يحصل، أن الخلفية التاريخية التي يأخذ الكتاب منها مواضيعهم، محصورة دوماً في مكانٍ ضيق. هذا الأمر فعلاً لا يعطي غنى. مثلاً، إذا كتبنا قصة époque في الستينيات، نبحث عن شخصية رئيس الجمهورية، وشخصية رئيس الحكومة. ولكننا ننسى كيف كان وضع الشعب، أي الناس العاديين، لنرى خلفية القصة، لا أن نعيش في بوتقة داخلية ضيقة. هذا الأمر يتطلّب أبحاثاً وكذلك يتطلب الأمر التدقيق في الملابس والسيارات واللافتات، كي نرى أشياء لها علاقة بالزمان والمكان، وحتى يكون هناك تكامل ودقة في تنفيذ العمل. عندها ممكن أن ندبلج ونبيع للخارج".
وذكر شلهوب بأنَّ عَمَلَي "زوجتي أنا" و "متل القمر"، هما آخر عملين دراميين له، وبأنّه يفكِّر في السينما، رغم أنَّ السينما تحتاجُ إلى ميزانيَّة ماليَّة عالية. يشير في ذلك: "باستطاعتنا دخول المنافسة السينمائيَّة في المهرجانات بعملٍ جيد. أنا لدي قصة تنطلق من لبنان وتنتقل إلى باريس وكندا وقبرص، تتخللها ثلاث لغات، هي الإنكليزية والفرنسية والعربية. في أميركا، ميزانية تنفيذ هذا النوع من الأعمال تقارب 10 ملايين دولار، لكن، أستطيع تنفيذه فعلاً بمليون دولار فقط".
وعند سؤالنا لشهلوب، عن رأيه في الأعمال العربيّة المُشتركة، علماً أن بعض المنتجين ذكروا أنَّها ستنحسِر، أجاب شلهوب: "برأيي ليس الموضوع أنْ نقدِّم عملاً مشتركاً، ونركّبه بطريقة غير منطقيّة بهدف تجاري. كأن يكون الوالد سوريّاً، والأم لبنانية، والأولاد مصريين، هذا غير منطقي. في حين أعرف أشخاصاً من أصول سورية، تزوّجوا في لبنان، ولهجتهم لبنانية، كذلك بالنسبة للمصريين. لست ضد الأعمال المشتركة، إذا كان الكاتب يضع كلّ شخصيّة في مكانها الحقيقي. بمعنى أن تكون الخلطة منطقية ومبررة".