لم يبق في المملكة المتحدة سوى ثلاثة مطاعم للشيف البريطاني الشهير جيمي أوليفر، بعد إغلاق 22 مطعما من أصل 25، ما أدّى إلى فقدان ألف موظف عملهم.
نقلت صحيفة "ذا غارديان" أن الطاهي الشهير قال إنّه "يشعر بالحزن العميق" من الضربة التي أصابت إمبراطوريته، التي بدأت بافتتاح 15 مطعماً في لندن في عام 2002. وستبقى ثلاثة من مطاعمه في مطار جاتويك فقط قيد التشغيل، حيث يبحث المسؤولون عن مشترٍ. بيد أنّ هناك 300 وظيفة أخرى مهدّدة معظمها بالخطر في هذه المطاعم الصامدة في جاتويك.
لم يبق أمام أوليفر (43 عاماً) سوى التعبير عن شكره للموظفين والموردين الذين "وضعوا قلوبهم وأرواحهم في العمل". وقال: "أقدّر مدى صعوبة هذا الأمر بالنسبة لجميع المتضررين"، مضيفاً: "أطلقنا "جيميز إيطاليان" في عام 2008 بهدف إيجابي يسعى إلى تعطيل تناول الطعام في الأسواق في الشارع الرئيسي في المملكة المتحدة، مع إضافة قيمة كبيرة للغذاء وعناصر ذات جودة أعلى بكثير... فريق مذهل شاركني شغفي الكبير في الطعام والخدمات".
انهيار إمبراطورية جيمي أوليفر يؤثر على ما يزيد عن 61 مطعماً في الخارج، بما في ذلك 25 من "جيميز إيطاليان"، ومطعم "فيفتين" في كورنوال التي تديرها شركات الامتياز. لكن تنجو منها صفقة مدتها 10 سنوات مع متعهّد التموين الأميركي "أرامارك" التي تقوم على فتح مطاعم في الجامعات والمستشفيات والمواقع الأخرى في المملكة المتحدة وخارجها.
تجدر الإشارة، إلى أنّ الشركة كانت تبحث عن مشترين في الأشهر الأخيرة، بعد أن قرّر أوليفر البيع، وسط منافسة شديدة في سوق الطعام غير الرسمي، ومع إغلاق سلاسل أخرى للعديد من المطاعم، مثل كارلوشيو وبييرون برغر وجورميه برغر كيتشن.
يبدو أنّ الازدهار الذي زاد عدد المطاعم المتسلسلة بمقدار الربع خلال خمس سنوات، قد آل إلى نهاية مفاجئة، حيث بلغ عدد الإغلاقات الصافية حوالي ستة كل شهر، خلال العام الماضي. وفي مارس/آذار، كان لدى بريطانيا 5785 من سلسلة المطاعم، أي أقل بنسبة 1.1 في المائة عن الشهر ذاته من العام الماضي، وفقا لبحث أجرته CGA والشركة الاستشارية "أليكس بارتنر".
تتحمل مطاعم الخدمات الكاملة، مثل "جيميز إيطاليان"، وطأة التغيير في سلوكيات الناس، حيث انخفضت المبيعات بنسبة 6% سنة بعد سنة، وفقًا لشركة "كانتار" لأبحاث السوق.
وقال سايمون كويرك، متخصص المستهلك في "كانتار"، إنه في ظل عدم اليقين الاقتصادي والسياسي، تحوّل الكثير من الناس الذين كانوا يرتادون المطاعم لتناول الوجبات الفاخرة، إلى طعام أرخص في المقاهي، أو ذهبوا لتجارب أكثر إثارة، مثل تناول العشاء في الأسواق أو المقاهي الموجودة في المتاجر.
وتراجعت المبيعات في شركة جيمي بنسبة 11% تقريباً في العام الماضي، فخسر 101 مليون جنيه إسترليني، حيث أغلق 12 مطعماً، وفقد قرابة 600 شخص وظيفتهم باعتبارهم زائدين عن الحاجة.
انهيار هذه الإمبراطورية كان ضربة قاسية لأوليفر، الذي كان يعمل في مقهى "ريفر" في هامرسميث في عام 1997، وارتاح عندما رصده فريق تلفزيوني زائر، حيث بدأ بتقديم عرضه الخاص "ذا نيكيد شيف". وواصل بناء إمبراطوريته عبر التلفزيون والمطاعم، لكنّها شهدت تقلبات كبيرة.
وفي أكتوبر/تشرين الأول عام 2017، توقفت مجلته الغذائية "جيمي" عن النشر بعد 10 سنوات. وتراجعت أعماله التجارية بخسارة تقارب 20 مليون جنيه إسترليني في العام الماضي.
مطاعم جيمي أوليفر لم تنهر وحدها، بل إنّ سلسلة مطاعم سترادا الإيطالية، التي كانت منافسة لجيمي، انخفض عددها إلى ثلاثة فروع فقط، في حين اضطرت سلسلة كارلوشيو إلى إغلاق ما يقرب من ثلث مطاعمها، بعد خسارتها عشرات الملايين من الجنيهات.
ولم تكن حال سلسلة مطاعم برغر ذات العلامة التجارية بايرون، وسلسلة المطاعم الفرنسية كافيه روج، ومطاعم زيزي وبريزو، أفضل بكثير. لكن الموظفين في جيمي كانوا لا يزالون يأملون في أن يكون هناك تحوّل في الأفق.
تقول لوسي، التي تعمل في فرع جلاسجو لأكثر من ثلاث سنوات: "لقد أدركنا أن هذا لم يكن جيدًا كما كنا نريده". بحسب ما أوردت هيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي.
وتوضح أن الموظفين اعتقدوا أن المسألة مجرّد تجديد، لكن بدلاً من ذلك تلقّوا بريدًا إلكترونيًا بسيطًا.
تضيف لوسي، التي طلبت عدم ذكر اسمها الحقيقي: "كان من المفترض أن يكون شريكي في العمل هذا الصباح. قيل له في اللحظة الأخيرة ألا يأتي، لأنه تم تغيير الأقفال". تضيف: "لقد دُعينا بعد ذلك للانضمام إلى مكالمة جماعية، وقيل لنا إننا أصبحنا جميعًا زائدين عن الحاجة، وإن هذا القرار يبدأ فعاليته على الفور".
يتفق العديد من المحلّلين في أن شركات الأسهم الخاصة التي بدأت تهتم بشدة بسلسلة المطاعم، خلال السنوات القليلة الماضية، دفعت إلى التوسع السريع لزيادة الأرباح، ممّا أضر بتجربة تناول الطعام.
تقدّر شركة البيانات CGA أن عدد سلسلة المطاعم في المملكة المتحدة ارتفع بنسبة تقارب 30 في المائة في السنوات الخمس، حتى مارس/آذار 2019. وزادت أيضًا المراجعات السيئة والمخاوف بشأن جودة المكونات في العديد من سلاسل المطاعم، بما في ذلك سلسة مطاعم جيمي أوليفر.
وتم وضع اليد على شركة جيمي أوليفر، في عملية طلب لحوم من قبل المورد، راسل هيوم، الذي وجدت وكالة معايير الأغذية أنه "غير قادر على إثبات الامتثال لقواعد النظافة الغذائية".
(مصدر الصور: Getty)
نقلت صحيفة "ذا غارديان" أن الطاهي الشهير قال إنّه "يشعر بالحزن العميق" من الضربة التي أصابت إمبراطوريته، التي بدأت بافتتاح 15 مطعماً في لندن في عام 2002. وستبقى ثلاثة من مطاعمه في مطار جاتويك فقط قيد التشغيل، حيث يبحث المسؤولون عن مشترٍ. بيد أنّ هناك 300 وظيفة أخرى مهدّدة معظمها بالخطر في هذه المطاعم الصامدة في جاتويك.
لم يبق أمام أوليفر (43 عاماً) سوى التعبير عن شكره للموظفين والموردين الذين "وضعوا قلوبهم وأرواحهم في العمل". وقال: "أقدّر مدى صعوبة هذا الأمر بالنسبة لجميع المتضررين"، مضيفاً: "أطلقنا "جيميز إيطاليان" في عام 2008 بهدف إيجابي يسعى إلى تعطيل تناول الطعام في الأسواق في الشارع الرئيسي في المملكة المتحدة، مع إضافة قيمة كبيرة للغذاء وعناصر ذات جودة أعلى بكثير... فريق مذهل شاركني شغفي الكبير في الطعام والخدمات".
انهيار إمبراطورية جيمي أوليفر يؤثر على ما يزيد عن 61 مطعماً في الخارج، بما في ذلك 25 من "جيميز إيطاليان"، ومطعم "فيفتين" في كورنوال التي تديرها شركات الامتياز. لكن تنجو منها صفقة مدتها 10 سنوات مع متعهّد التموين الأميركي "أرامارك" التي تقوم على فتح مطاعم في الجامعات والمستشفيات والمواقع الأخرى في المملكة المتحدة وخارجها.
تجدر الإشارة، إلى أنّ الشركة كانت تبحث عن مشترين في الأشهر الأخيرة، بعد أن قرّر أوليفر البيع، وسط منافسة شديدة في سوق الطعام غير الرسمي، ومع إغلاق سلاسل أخرى للعديد من المطاعم، مثل كارلوشيو وبييرون برغر وجورميه برغر كيتشن.
يبدو أنّ الازدهار الذي زاد عدد المطاعم المتسلسلة بمقدار الربع خلال خمس سنوات، قد آل إلى نهاية مفاجئة، حيث بلغ عدد الإغلاقات الصافية حوالي ستة كل شهر، خلال العام الماضي. وفي مارس/آذار، كان لدى بريطانيا 5785 من سلسلة المطاعم، أي أقل بنسبة 1.1 في المائة عن الشهر ذاته من العام الماضي، وفقا لبحث أجرته CGA والشركة الاستشارية "أليكس بارتنر".
تتحمل مطاعم الخدمات الكاملة، مثل "جيميز إيطاليان"، وطأة التغيير في سلوكيات الناس، حيث انخفضت المبيعات بنسبة 6% سنة بعد سنة، وفقًا لشركة "كانتار" لأبحاث السوق.
وقال سايمون كويرك، متخصص المستهلك في "كانتار"، إنه في ظل عدم اليقين الاقتصادي والسياسي، تحوّل الكثير من الناس الذين كانوا يرتادون المطاعم لتناول الوجبات الفاخرة، إلى طعام أرخص في المقاهي، أو ذهبوا لتجارب أكثر إثارة، مثل تناول العشاء في الأسواق أو المقاهي الموجودة في المتاجر.
وتراجعت المبيعات في شركة جيمي بنسبة 11% تقريباً في العام الماضي، فخسر 101 مليون جنيه إسترليني، حيث أغلق 12 مطعماً، وفقد قرابة 600 شخص وظيفتهم باعتبارهم زائدين عن الحاجة.
انهيار هذه الإمبراطورية كان ضربة قاسية لأوليفر، الذي كان يعمل في مقهى "ريفر" في هامرسميث في عام 1997، وارتاح عندما رصده فريق تلفزيوني زائر، حيث بدأ بتقديم عرضه الخاص "ذا نيكيد شيف". وواصل بناء إمبراطوريته عبر التلفزيون والمطاعم، لكنّها شهدت تقلبات كبيرة.
وفي أكتوبر/تشرين الأول عام 2017، توقفت مجلته الغذائية "جيمي" عن النشر بعد 10 سنوات. وتراجعت أعماله التجارية بخسارة تقارب 20 مليون جنيه إسترليني في العام الماضي.
مطاعم جيمي أوليفر لم تنهر وحدها، بل إنّ سلسلة مطاعم سترادا الإيطالية، التي كانت منافسة لجيمي، انخفض عددها إلى ثلاثة فروع فقط، في حين اضطرت سلسلة كارلوشيو إلى إغلاق ما يقرب من ثلث مطاعمها، بعد خسارتها عشرات الملايين من الجنيهات.
ولم تكن حال سلسلة مطاعم برغر ذات العلامة التجارية بايرون، وسلسلة المطاعم الفرنسية كافيه روج، ومطاعم زيزي وبريزو، أفضل بكثير. لكن الموظفين في جيمي كانوا لا يزالون يأملون في أن يكون هناك تحوّل في الأفق.
تقول لوسي، التي تعمل في فرع جلاسجو لأكثر من ثلاث سنوات: "لقد أدركنا أن هذا لم يكن جيدًا كما كنا نريده". بحسب ما أوردت هيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي.
وتوضح أن الموظفين اعتقدوا أن المسألة مجرّد تجديد، لكن بدلاً من ذلك تلقّوا بريدًا إلكترونيًا بسيطًا.
تضيف لوسي، التي طلبت عدم ذكر اسمها الحقيقي: "كان من المفترض أن يكون شريكي في العمل هذا الصباح. قيل له في اللحظة الأخيرة ألا يأتي، لأنه تم تغيير الأقفال". تضيف: "لقد دُعينا بعد ذلك للانضمام إلى مكالمة جماعية، وقيل لنا إننا أصبحنا جميعًا زائدين عن الحاجة، وإن هذا القرار يبدأ فعاليته على الفور".
يتفق العديد من المحلّلين في أن شركات الأسهم الخاصة التي بدأت تهتم بشدة بسلسلة المطاعم، خلال السنوات القليلة الماضية، دفعت إلى التوسع السريع لزيادة الأرباح، ممّا أضر بتجربة تناول الطعام.
تقدّر شركة البيانات CGA أن عدد سلسلة المطاعم في المملكة المتحدة ارتفع بنسبة تقارب 30 في المائة في السنوات الخمس، حتى مارس/آذار 2019. وزادت أيضًا المراجعات السيئة والمخاوف بشأن جودة المكونات في العديد من سلاسل المطاعم، بما في ذلك سلسة مطاعم جيمي أوليفر.
وتم وضع اليد على شركة جيمي أوليفر، في عملية طلب لحوم من قبل المورد، راسل هيوم، الذي وجدت وكالة معايير الأغذية أنه "غير قادر على إثبات الامتثال لقواعد النظافة الغذائية".
(مصدر الصور: Getty)