بمناسبة حلول العام الجديد، نشرت الممثلة السورية رنا أبيض منشوراً على صفحتها في موقع "فيسبوك"، لصور تجمعها بالأطفال والعائلات المشردة، التي تقبع في مدينة دمشق، وأرفقت الصور بمقطع شعري طويل، عايدت فيه متابعيها وجميع أبناء الشعب السوري، وخصّت رئيس النظام السوري بشار الأسد وجيشه بوافر الأمنيات، بعد أن سلطت الضوء، في مفهومها، على الجانب المظلم من حياة السوريين في الداخل، الذين تسببت الحرب بتشريدهم. فناشدت مفتي النظام السوري، أحمد بدر الدين حسون، لمساعدة الأطفال، الذين تخوفت أبيض منهم، وتوقعت بأن يحملوا بذور الإجرام في المستقبل إن لم تتم معالجة الأمر. ونوهت في نهاية منشورها بأن "المبدعة" سهى شقير علوش قامت بالاهتمام بمظهرها، وأن "الفوتوغراف" باسل رضوان، هو من التقط الصور المستفزة بعدسته.
استفزت الصور الشارع السوري، من مؤيدي النظام السوري ومعارضيه، مما جعل انتشار صور الأبيض على صفحات السوريين في الموقع الأزرق يوازي كثافة منشورات المعايدة بالعام الجديد. وذلك لأن الصور اتسمت بالتزييف والرياء الاجتماعي بشكل واضح، كما أن ذكر الأبيض للأشخاص الذين أشرفوا على إطلالتها وتصويرها ضمن المنشور ذاته، جعل الأهداف الإنسانية التي تستتر خلفها الأبيض تتلاشى، وتكشف بوضوح أن الأسباب الحقيقية لجلسة التصوير الدرامية هدفها إعلامي وتسويقي، فالأبيض تحاول أن تعود للأضواء التي هجرتها، من خلال الترويج لمساهمتها بالعمل المدني والإنساني.
وانتقدت معظم الصفحات السورية، الإخبارية منها والاجتماعية، رنا أبيض بطريقتها، فالبعض سخر منها، كما فعلت صفحة "ولدي ماهر"، التي علقت على ثياب رنا أبيض، واعتبرت بأنها بالغت بالإغراء للتأثير على قرارات المفتي حسون الذي تناشده.
في حين أن البعض رأى بأن تصرف أبيض، رغم "فقاعته"، لا يختلف بشيء عن الأفعال التي تمارسها المنظمات التي تدعي الإنسانية. فكتبت صفحة شبكة "منقول" الإخبارية: "حال رنا الأبيض ليسَ أفضل من بعض الجمعيات الخيرية والفرق التطوعية التي تستغل حاجة الناس بهدف التصوير".
وبعد ساعات قليلة، قامت رنا أبيض بحذف المنشور والصور، بسبب موجة الغضب العارمة، حاولت بعض الصفحات الداعمة لها أن تبرر الموقف من خلال ادعاء حسن النية، والإضافة والحذف من المنشور المحذوف، إلا أن الصفحات السورية الساخرة على "فيسبوك" تكفلت بحفظ الصورة.
Twitter Post
|