دانت الممثلة الإيرانية غولشفيته فرحاني، ما وصفته بأنه وضع "رهيب" عاشته إيران، أثناء الاحتجاجات الأخيرة، منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، والتي قالت إنها أدت إلى مقتل المئات.
وقالت أثناء لقاء الجمهور في "المهرجان الدولي للفيلم بمراكش": "إنها مجزرة، لقد قتل مئات الأشخاص".
وتابعت غولشيفته "لا يمكن أن نتوقع ما قد يحصل غداً في إيران. لم أكن أنتظر أن يتضاعف ثمن البنزين ثلاث مرات بين ليلة وضحاها. أعرف أنّ الشعب يعاني على المستوى الاقتصادي والسياسي، وعندما يكابد شعب ما مثل هذه المعاناة، فإنّ الأمور يمكن أن تنفجر في أي لحظة".
واندلعت الاحتجاجات في إيران التي ترزح تحت عقوبات فرضتها عليها الولايات المتحدة، في 15 نوفمبر/تشرين الثاني، بعد رفع الحكومة أسعار البنزين.
وأشارت منظمة "العفو" الدولية إلى قتل القوات المسلحة 208 أشخاص على الأقل في أعمال العنف، بينما تحدّث الموفد الأميركي الخاص لشؤون ايران، بريان هوك، عن أكثر من 1000 قتيل. لكن السلطات الإيرانية رفضت تلك الأرقام التي نشرتها "منظمات معادية" واعتبرتها "محض أكاذيب". وأكدت حتى الآن مقتل أربعة من رجال الأمن على أيدي "مثيري الشغب" ومدني واحد.
وبدأت غولشفيته، وهي ابنة المخرج والكاتب بزهاد فرحاني، خطواتها الفنية في استديوهات السينما في السن 14 عندما مثلت في فيلم "لي بواريي" (1997) لمخرجه داريوش مهروجي.
وانطلق مشوارها الدولي في السينما مع فيلم "أكاذيب دولة" لريدلي سكوت (2008)، وهي أول إيرانية تعمل في هوليوود منذ ثورة 1979. ولم ينل هذا الفيلم رضى السلطات الإيرانية، فضلاً عن الانتقادات التي طاولتها لظهورها مكشوفة الذراعين في صور إلى جانب بطله ليوناردو دي كابريو، ما اضطرها إلى اللجوء إلى الولايات المتحدة ثم فرنسا الحاصلة على جنسيتها.
وتوضح "أدركت أنني أفضّل العيش في أوروبا، وسط العالم (...) العيش في المنفى يشبه العيش وسط محيط حيث السباحة الخيار الوحيد للنجاة من الموت". وتضيف "لا أملك جواز سفر إيرانياً حالياً، لأنني لا أستطيع استخدامه في أي شيء. في نفس الوقت أعرف أنه ليس بإمكاني العودة إلى إيران لأنني لن أستطيع مغادرتها بسبب أفلامي، ولكوني لا أرتدي الحجاب". وتستطرد "كل ما قمت به منذ مغادرتي إيران أصبح بمثابة عمل سياسي، بينما هو ليس كذلك. لم أكن سياسية ولا ناشطة بل فقط ممثلة، امرأة ممثلة. لو كنت رجلاً لكان مساري مختلفاً".
وكشفت أنّ اختيارها لأداء أدوار اعتباراً "لأصولها" الإيرانية كان من الصعوبات التي واجهتها في بداية مشوارها الفني، حيث كان يتم "انتقاؤها دائما للعب أدوار نساء ينتمين للشرق الأوسط". وتضيف "لم يكن ذلك سهلاً". وتشرح قائلة "البدايات هي المرحلة التي نكون فيها أكثر هشاشة، لكنني سعيدة لأنني استطعت تحقيق مشوار فني لم يقتصر على أدوار نساء من الشرق الأوسط، بل أوسع من هذا الإطار (...) أفتخر لكوني لم أخن أبدا قناعاتي".
(فرانس برس)