تنتهي حقبة سيارات الأجرة السوداء الكلاسيكية، مع توقّف شركة تاكسي لندن رسمياً عن إنتاجها في مايو/أيار 2017. شكّلت هذه السيارات، رمزاً لمدينة الضباب لما يقارب السبعين عاماً، وحازت شهرة عالمية مثل ساعة بيغ بن ومبنى البرلمان. وتعتبر واحدة من أكثر السيارات المستخدمة في عالم السينما والتلفزيون في أي مكان في العالم، وفي أفلام لمشاهير مثل جيمس بوند، ودكتور هو، وشيرلوك هولمز. وهذه السيارات السوداء المصمّمة بطريقة كلاسيكية في مرحلة زوالها، لتحل مكانها، أخرى مختلفة وأكثر حداثة.
يعود تاريخ عربات الأجرة في لندن، إلى 400 عام مضت، مع ظهورها لأول مرة في الشوارع في عهد الملكة إليزابيث الأولى، وكانت عبارة عن حصان يجر عربة، تعرف باسم "هاكني". ولا يزال هذا المصطلح يستخدم من قبل الكثير من الناس للتعريف بسيارات الأجرة السوداء التقليدية.
بيد أنّ هذه الخدمة كانت غير منظمة، وواجهت انتقادات كثيرة، بسبب الأسعار العشوائية والباهظة والنوعية الرديئة. ما دفع كابتن جون بايلي، إلى إنشاء أول سيارة أجرة منظّمة رسمياً في عام 1634، وعيّن أربعة سائقين للعمل وارتداء زي واحد ووحّد الأسعار وفق كل رحلة.
ألهم مشروع بايلي الكثيرين ممّن قلّدوا الفكرة، حتى أصدر البرلمان قانونا تنظيميا لسيارات الأجرة في عام 1654، رداً على المضايقات وفوضى سائقي الحافلات في وسط لندن.
اللافت أنّ السيارات التي تعمل على الكهرباء، وتشجّع بريطانيا اليوم على استخدامها في البلاد، كانت موجودة في لندن منذ عام 1897. لكنّها أبعدت عن الشوارع في عام 1900، بعد أن أثبتت أنّها مكلفة للغاية ومشكوك فيها. وبعد ثلاث سنوات، دخلت أول سيارات أجرة تعمل على وقود البترول إلى لندن، ومستوردة من فرنسا. على الرغم من أنّ سيارات الأجرة المبكرة، كانت قد صنعت من قبل شركات بريطانية مثل فوكسهول وهيرالد.
أصبحت هذه السيارات تعرف رسمياً باسم سيارات الأجرة في عام 1906، حين ألزم جميع السائقين بتركيب العدّاد. بيد أنّ FX3 السيارة التي صنعت في عام 1948 لاقت النجاح الأكبر. وتعتبر FX3، النموذج الأوّل لسيارات الأجرة السوداء، بمظهرها الكلاسيكي الذي نعرفه اليوم. وكانت في الأصل مدعومة بمحركات تعتمد على البنزين، لكن ثبت أنّها غير اقتصادية بالنسبة للسائقين الذين يقودون أميالاً كثيرة، لذلك تمّ تبديلها في عام 1954 إلى محركات ديزل.
بيد أنّ هذه السيارات التي نقلت المسافرين لما يقارب السبعة عقود، وشكّلت المحطة الأولى لكل من يزور لندن والمحطة الأخيرة لمن يودّعها، توقف تصنيعها في مايو/أيار. ومن المقرّر أن يكون البديل، سيارات بمحرك كهربائي ومحرك بنزين صغير، قادرة على السفر على الطاقة الكهربائية وحدها لأكثر من 70 ميلا.
أمام هذه التغييرات الجذرية، يواجه سائقو سيارات الأجرة السوداء الكلاسيكية، وضعاً جديداً. وفي هذا الشأن، يقول جو (61 عاماً)، سائق سيارة أجرة سوداء منذ 17 عاماً، لـ "العربي الجديد"، إنّ صلاحية سيارته تنتهي بعد عام تقريباً، لتشهد عيد ميلادها الـ 15، كما يعرفونه في بريطانيا، ويمنع من استخدامها بموجب القانون كسيارة أجرة. لذلك عليه إمّا أن يشتري إحدى السيارات الجديدة التي تصل تكلفتها إلى أكثر من 50 ألف جنيه إسترليني، ويشير إلى أنّ الدولة في هذه الحال تقدّم له مساعدة مالية قيمتها 5 آلاف جنيه، مقابل تسليم سيارته القديمة، أو يستأجر سيارة جديدة، كونه عاجزا عن دفع مبلغ كبير في الوقت الرّاهن، خاصّة مع تدنّي مدخوله إلى أقل من النصف بسبب دخول (أوبر) إلى البلاد منذ خمس سنوات. ويتابع أنّ الخيار الثالث هو شراء سيارة قديمة لم تبلغ عامها الـ 15، ولا تزال تمتلك بضع سنوات، موضحاً أنّ قيمة كل سنة حوالي ألفي جنيه، لذلك إن اشترى سيارة عمرها 13 عاماً مثلاً، عليه أن يدفع مبلغ 4 آلاف جنيه ليستخدمها لفترة عامين فقط.
ويبقى اللون الأسود، مهيمناً على سيارات الأجرة الجديدة، بعد أن مال الناس إلى شرائه في عام 1948، كونه اللون الأرخص، وعجز الكثيرون عن دفع التكاليف الإضافية لامتلاك سيارة أجرة ملونة، خاصّة أصحاب الشركات الذين عادة ما يشترون أعداداً كبيرة، تحوّل فارق السعر إلى مبالغ باهظة.
وبدأ استخدام النماذج الأولى لسيارات الأجرة الجديدة، في لندن في شهر أوكتوبر/تشرين الأول الحالي، بعد أن كشف الرئيس التنفيذي لشركة "ليفك" كريس كوبي، أنّهم تلقوا طلبات دولية رئيسية.
اقــرأ أيضاً
بيد أنّ هذه الخدمة كانت غير منظمة، وواجهت انتقادات كثيرة، بسبب الأسعار العشوائية والباهظة والنوعية الرديئة. ما دفع كابتن جون بايلي، إلى إنشاء أول سيارة أجرة منظّمة رسمياً في عام 1634، وعيّن أربعة سائقين للعمل وارتداء زي واحد ووحّد الأسعار وفق كل رحلة.
ألهم مشروع بايلي الكثيرين ممّن قلّدوا الفكرة، حتى أصدر البرلمان قانونا تنظيميا لسيارات الأجرة في عام 1654، رداً على المضايقات وفوضى سائقي الحافلات في وسط لندن.
اللافت أنّ السيارات التي تعمل على الكهرباء، وتشجّع بريطانيا اليوم على استخدامها في البلاد، كانت موجودة في لندن منذ عام 1897. لكنّها أبعدت عن الشوارع في عام 1900، بعد أن أثبتت أنّها مكلفة للغاية ومشكوك فيها. وبعد ثلاث سنوات، دخلت أول سيارات أجرة تعمل على وقود البترول إلى لندن، ومستوردة من فرنسا. على الرغم من أنّ سيارات الأجرة المبكرة، كانت قد صنعت من قبل شركات بريطانية مثل فوكسهول وهيرالد.
أصبحت هذه السيارات تعرف رسمياً باسم سيارات الأجرة في عام 1906، حين ألزم جميع السائقين بتركيب العدّاد. بيد أنّ FX3 السيارة التي صنعت في عام 1948 لاقت النجاح الأكبر. وتعتبر FX3، النموذج الأوّل لسيارات الأجرة السوداء، بمظهرها الكلاسيكي الذي نعرفه اليوم. وكانت في الأصل مدعومة بمحركات تعتمد على البنزين، لكن ثبت أنّها غير اقتصادية بالنسبة للسائقين الذين يقودون أميالاً كثيرة، لذلك تمّ تبديلها في عام 1954 إلى محركات ديزل.
بيد أنّ هذه السيارات التي نقلت المسافرين لما يقارب السبعة عقود، وشكّلت المحطة الأولى لكل من يزور لندن والمحطة الأخيرة لمن يودّعها، توقف تصنيعها في مايو/أيار. ومن المقرّر أن يكون البديل، سيارات بمحرك كهربائي ومحرك بنزين صغير، قادرة على السفر على الطاقة الكهربائية وحدها لأكثر من 70 ميلا.
أمام هذه التغييرات الجذرية، يواجه سائقو سيارات الأجرة السوداء الكلاسيكية، وضعاً جديداً. وفي هذا الشأن، يقول جو (61 عاماً)، سائق سيارة أجرة سوداء منذ 17 عاماً، لـ "العربي الجديد"، إنّ صلاحية سيارته تنتهي بعد عام تقريباً، لتشهد عيد ميلادها الـ 15، كما يعرفونه في بريطانيا، ويمنع من استخدامها بموجب القانون كسيارة أجرة. لذلك عليه إمّا أن يشتري إحدى السيارات الجديدة التي تصل تكلفتها إلى أكثر من 50 ألف جنيه إسترليني، ويشير إلى أنّ الدولة في هذه الحال تقدّم له مساعدة مالية قيمتها 5 آلاف جنيه، مقابل تسليم سيارته القديمة، أو يستأجر سيارة جديدة، كونه عاجزا عن دفع مبلغ كبير في الوقت الرّاهن، خاصّة مع تدنّي مدخوله إلى أقل من النصف بسبب دخول (أوبر) إلى البلاد منذ خمس سنوات. ويتابع أنّ الخيار الثالث هو شراء سيارة قديمة لم تبلغ عامها الـ 15، ولا تزال تمتلك بضع سنوات، موضحاً أنّ قيمة كل سنة حوالي ألفي جنيه، لذلك إن اشترى سيارة عمرها 13 عاماً مثلاً، عليه أن يدفع مبلغ 4 آلاف جنيه ليستخدمها لفترة عامين فقط.
ويبقى اللون الأسود، مهيمناً على سيارات الأجرة الجديدة، بعد أن مال الناس إلى شرائه في عام 1948، كونه اللون الأرخص، وعجز الكثيرون عن دفع التكاليف الإضافية لامتلاك سيارة أجرة ملونة، خاصّة أصحاب الشركات الذين عادة ما يشترون أعداداً كبيرة، تحوّل فارق السعر إلى مبالغ باهظة.
وبدأ استخدام النماذج الأولى لسيارات الأجرة الجديدة، في لندن في شهر أوكتوبر/تشرين الأول الحالي، بعد أن كشف الرئيس التنفيذي لشركة "ليفك" كريس كوبي، أنّهم تلقوا طلبات دولية رئيسية.