في لقاء خاص لـ"العربي الجديد" مع دانيال عبد الفتاح، مدير شركة "زاكا ميديا برودكشن" حالياً، والذي شغل سابقاً منصب مدير مشروع الدراما المدبلجة في مجموعة "إم بي سي" ومنصب المدير الإقليمي ومدير تركيا في شركة "أو تري برودكشن" التي تقوم بإنتاج الدراما التركية المدبلجة، دار الحوار التالي حول الدوافع التي شدَّت المنتجين العرب للاستثمار في الدراما التركية، وأثر الدراما التركية على الدراما في العالم العربي.
عن السبب الذي دفع مجموعة "إم بي سي" للاستثمار في الدراما التركية، يقول عبد الفتاح: "فكرة دبلجة المسلسلات الأجنبية لم تكن جديدة، فهي كانت موجودة بالأساس، وكانت لها تجارب كثيرة وناجحة جداً بـ"التيلي فولي" التي عرفت بالمسلسلات المدبلجة اللاتينية. ونحن توجهنا إلى دوبلاج الدراما التركية بسبب الأزمة التي كان يعاني منها الإنتاج العربي، وتحديداً الإنتاج الخليجي والمصري، فكان هناك إشكالية كبيرة في الإنتاج المصري الذي كان يعاني من تكرار السيناريوهات، بالإضافة للأجور المرتفعة جداً لنجوم الدرجة الأولى الذين كانوا يستحوذون على نسبة تعادل من 70 حتى 75 بالمئة من ميزانية كل عمل درامي. ولذلك سقطت الدراما المصرية وانهارت حينها، وخسرت الكثير من جودة الإنتاج. أما الإنتاج الخليجي فكان مكررا، ويعاني أيضاً من مشاكل كبيرة في قضايا الإنتاج، وكانت المشكلة تكمن في علاقة شركات الإنتاج مع المحطات التلفزيونية وشركات التوزيع، والمشكلة الأكبر هي قضية العمل الإنتاجي المسيس، وهي عملية ضغط سياسي كانت تستخدم أيضاً في العمل الدرامي الخليجي. وكانت الدراما السورية هي المسيطرة حقيقةً على السوق حينذاك، وكانت في أوجها، وقد بدأت تؤثر بشكل عميق وتروج لمفاهيم الإعلام السوري، فالدراما السورية كانت تعتبر تاج الإعلام السوري الذي تمكن من الدخول إلى كل بيت في العالم العربي، وتمكن من إعادة بلورة المفاهيم والنظرة العامة للمجتمعات العربية، وهذا كان غير مناسب للكثير من الدول والأنظمة السياسية في العالم العربي".
ويكمل عبد الفتاح: "توجهنا إلى الدراما التركية، لأنها كانت تحتوي على الجديد والمتجدد، وكانت صاحبة اللون والبريق والتميز، وكانت طبعاً تتناسب مع المرحلة الجديدة التي دخل بها العالم العربي، أي مرحلة الحداثة والتطوير، إذْ كان هنالك توجّه نحو علمنة المجتمع والخروج عن دائرة الدين والنطاق الضيق للضغوط الاجتماعية والعادات والتقاليد".
اقــرأ أيضاً
عن السبب الذي دفع مجموعة "إم بي سي" للاستثمار في الدراما التركية، يقول عبد الفتاح: "فكرة دبلجة المسلسلات الأجنبية لم تكن جديدة، فهي كانت موجودة بالأساس، وكانت لها تجارب كثيرة وناجحة جداً بـ"التيلي فولي" التي عرفت بالمسلسلات المدبلجة اللاتينية. ونحن توجهنا إلى دوبلاج الدراما التركية بسبب الأزمة التي كان يعاني منها الإنتاج العربي، وتحديداً الإنتاج الخليجي والمصري، فكان هناك إشكالية كبيرة في الإنتاج المصري الذي كان يعاني من تكرار السيناريوهات، بالإضافة للأجور المرتفعة جداً لنجوم الدرجة الأولى الذين كانوا يستحوذون على نسبة تعادل من 70 حتى 75 بالمئة من ميزانية كل عمل درامي. ولذلك سقطت الدراما المصرية وانهارت حينها، وخسرت الكثير من جودة الإنتاج. أما الإنتاج الخليجي فكان مكررا، ويعاني أيضاً من مشاكل كبيرة في قضايا الإنتاج، وكانت المشكلة تكمن في علاقة شركات الإنتاج مع المحطات التلفزيونية وشركات التوزيع، والمشكلة الأكبر هي قضية العمل الإنتاجي المسيس، وهي عملية ضغط سياسي كانت تستخدم أيضاً في العمل الدرامي الخليجي. وكانت الدراما السورية هي المسيطرة حقيقةً على السوق حينذاك، وكانت في أوجها، وقد بدأت تؤثر بشكل عميق وتروج لمفاهيم الإعلام السوري، فالدراما السورية كانت تعتبر تاج الإعلام السوري الذي تمكن من الدخول إلى كل بيت في العالم العربي، وتمكن من إعادة بلورة المفاهيم والنظرة العامة للمجتمعات العربية، وهذا كان غير مناسب للكثير من الدول والأنظمة السياسية في العالم العربي".
ويكمل عبد الفتاح: "توجهنا إلى الدراما التركية، لأنها كانت تحتوي على الجديد والمتجدد، وكانت صاحبة اللون والبريق والتميز، وكانت طبعاً تتناسب مع المرحلة الجديدة التي دخل بها العالم العربي، أي مرحلة الحداثة والتطوير، إذْ كان هنالك توجّه نحو علمنة المجتمع والخروج عن دائرة الدين والنطاق الضيق للضغوط الاجتماعية والعادات والتقاليد".
أمَّا عن السبب الذي جعل الجمهور العربيّ، يفضل الدراما التركيَّة على العربيَّة، يشير دانيال إلى أن "الأسباب التي جذبت الجمهور العربي، هي نفسها الأسباب التي دفعتنا نحن نحو التوجه للدراما التركية، فموضوع التكرار الموجود في الدراما المصرية وموضوع الواقعية البحتة في الدراما السورية، إضافةً إلى الإشكالية الكبرى في الدراما الخليجية، دفعت المشاهد العربي للبحث عن دراما جديدة. وإضافةً لذلك فإن التقارب الكبير بين المجتمع التركي وعاداته والعالم العربي، وكذلك الموسيقى التركية الجميلة، والمشاهد الجميلة وطريقة التصوير التي كانت تعتمدها الدراما التركية، سهلت من مهمة دخول هذه الدراما للعالم العربي. ولا سيما أن تركيا كانت في تلك المرحلة هي درة التاج في الشرق الأوسط، وكانت تعتبر مقصداً للإعلام العربي وللثقافة العربية. فالجمهور العربي توجه للدراما التركية لأنها كانت تمثل اكتشافا جديدا، وزاد من تعلق الجمهور العربي بالدراما التركية، وجود كم كبير من الحسناوات والجميلات والشباب الأنيقين والوسيمين في هذه الدراما، إضافةً إلى مشاهد القصور ومشاهد الأعمال التجارية الجميلة والفخمة، وقرب العالم العربي من تركيا والتقارب الثقافي أيضاً، ففي تركيا تجدين الحجاب والجامع، وسائر المكونات الثقافية العربية، وتستعرض الدراما بعض العادات والتقاليد، والطقوس الدينية كرمضان وعيد الأضحى".