جمعت سلوى عثمان 22 لوحة لها في معرض عن قرية الدامون المهجرة. فهي تنتمي إلى الجيل الثاني من النكبة، وتعيش في قرية كابول، والتي تبعد عن الدامون رمية حجر تبعد قرية الدامون المهجرة مسافة 11 كم جنوب شرق مدينة عكا، فوق أرض سهلية. وتم تدمير وتطهير عرقي للقرية من قبل عصابات الاحتلال الصهيوني، مثلما حصل مع أكثر من خمسمائة قرية فلسطينية في عام النكبة. عين النبع في الدامون ما زالت صامدة، فنقلتها سلوى بريشتها كما هي على لوحة زيتية كدلالةٍ على البقاء، وللحفاظ على الذاكرة. هناك من يروي حكايته، ويؤرّخها بالكتب والخطابات والروي والسرد، وهناك من يرسمها بالزيت على لوحات "الكنفاس".
سلوى عثمان 47 عاماً، هي معلمة فنون في الروضة، وهي ناشطة سياسيَّة، وتتطوع في مجالات شتى، وأم لأربعة أولاد. رسمت سلوى الطبيعة والحياة الريفية في لوحاتها، كما أنّها رسمت والدتها التي ولدت في الدامون، وتتمنى أن تُدفَن فيها، ورسمت لوحة أخرى لوالدها. درست سلوى عثمان الرسم فقط في السنتين الأخيرتين، وهي معلّمة فنون الآن. أصرَّت عثمان أن ترسم وتنمّي موهبتها، كي تطلق أوّل معرضٍ فردي لها. مشروع المعرض الأساسي كان رسم قرية الدامون المهجرة، واستغرق التحضير للمعرض حوالي عامين تقريبًا.
وفي حديث معها، قالت سلوى لـ "العربي الجديد": "ارتباطي بوالدي ووالدتي كبير. إذْ أثرا فيّ كثيرًا، وغرسا بداخلي حب قريتنا الدامون. أشعر من خلال والدتي أنني أريد العودة والعيش في هذه القرية التي سمعتُ عنها كثيراً، وترعرعتُ على قصصها". وأضافت: "ألوان اللوحات هي ألوان الطبيعة. لونُ السماء الأزرق الصافي. المعرضُ يظهر لوحاتٍ من فصلي الصيف والربيع، ومشاهد أخرى من فترة الحصاد والحياة الريفيّة القديمة قبل الحداثة، وأيضاً ثمَّة لوحة بعنوان: مفتاح العودة". أما عن عائلتها، أشارت سلوى: "ولدنا أنا وأخوتي في قرية كابول. وأبنائي يزورون الدامون بشكل دائم مع النشاطات التي تتم بواسطة المهجرين من القرية، أي السكان الأصليين العرب. لنا تاريخ في القرية، إذْ نزورُ قبور أجداد أمي في المقبرة. والدتي ولدت بالدامون، وما زالت تزور القرية كل فترة، ونقوم بطهو الطعام هناك أثناء زياراتنا".
أما عن العودة والحلم بالعودة، فقالت سلوى: "الدامون بالنسبة لي هي حلم عودة. أتمنى أن نعود إليها. ارتباط والدتي القوي بالدامون، هو كل شيء في الحياة، وهو الأمر الذي جعلني أتشبَّث بقريتي". افتتح المعرض بيوم الأرض في نادي الصداقة في طمرة. وسينتقل عرضه المرة القادمة يوم 18 أبريل/ نيسان، في قرية الدامون المهجرة في يوم العودة، من خلال خيمة كبيرة ستعلق سلوى اللوحات عليها. واختتمت سلوى كلامها قائلة: "نحن نسمع حتى اليوم كلمة لاجئ في قرية كابول، وهي القرية التي لجأ إليها أهلنا من الدامون، ما زال الناس يشعرون بأنهم سيعودون".