كان يُفترض أن تكون هذه الحبة الزرقاء الصغيرة، دواءً للذبحة الصدرية الفجائية، أو أقلّه هذا ما كنت تخطّط له شركة "فايزر" الأميركية لصناعة الأدوية. في مصنعها ببريطانيا، اكتشف العلماء العاملون على هذا الدواء أن كلّ الاختبارات التي أجروها على الأشخاص أن الدواء فشل في معالجة مضاعفات القلب، لكنّه نجح في مكان آخر: انتصاب العضو الذكري عند الرجل. إذ أكد كل الرجال الذين خضعوا لاختبار الحبة الجديدة، على سرعة الانتصاب.
كان ذلك مطلع التسعينيات، عام 1992 تحديداً. بعدها بست سنوات، في 27 مارس/آذار 1998، بات الفياغرا دواء مرخصاً يُسمح ببيعه بوصفة طبية في صيدليات العالم. أما كل ما يلي ذلك، فقصص شبه معروفة. أصاب الدواء العالم بموجات جنون، فحقق أرباحاً تجاوزت مليار دولار، بعد عام من طرحه في الأسواق. تسبّب بعدة وفيات في أرجاء مختلفة من العالم، نتيجة جرعات زائدة، كما أعاد إلى الكثيرين نشاطاً جنسياً ظنوا أنه مستحيل، خصوصاً أنه قبل الفياغرا كان علاج العجز الجنسي يتمّ إما بأساليب تقليدية غير فعالة، أو بعمليات جراحية لا تأتي بنتائج حتمية. وقد كان بيع الدواء في الأشهر الأولى متاحاً فقط في أميركا والمكسيك والمغرب والبرازيل.
اليوم وبعد عشرين عاماً من اكتشاف الفياغرا، أعلنت بريطانيا عن السماح ببيع الدواء في الصيدليات من دون وصفة طبية، للمرة الأولى، وذلك لمنع الرجال من البحث عن بدائل عبر الإنترنت تباع من دون وصفات، وقد تكون مضرّة للصحة. بينما يرى آخرون أن البيع من دون وصفة سببه تراجع مبيعات الدواء، في ظل انتشار بدائل بأسعار مخفضة تباع خارج الصيدليات.
(مصدر الصور: Getty)
(العربي الجديد)