"عاشت فلسطين في قلبه دائماً، على الرغم من أنه كان يعتبر نفسه عربيّاً يحمل هموم الوطن العربي كله".
تحدثت الأخت الصغرى لسلامة كيلة، ماري، عن رغبته الشديدة في زيارة منزل والديه في قرية "بير زيت" بفلسطين أخيراً، وأنها قامت بتجهيز المنزل بعد تلقيه دعوة لحضور معرض الكتاب في مدينة رام الله، إلا أنه لم يتمكن من ذلك بسبب رفض الاحتلال إعطاءه تصريح الدخول، مبينةً أنها لم تكن المرّة الأولى.
رحل الكاتب الفلسطيني سلامة كيلة في الثاني من هذا الشهر بمدينة عمّان دون أن يتمكن من زيارة قريته بفلسطين، أو أن يعود لمنزله في دمشق الذي عاش فيه لسنوات طويلة قبل اعتقاله من قبل النظام السوري وإبعاده عنه قسراً.
وعن مرضه في الفترة الأخيرة، بيّن صديقه فادي عميره، أنه من الأشخاص الذين قاوموا السرطان بقوّة جعلته يتغلب على المرض مرتين سابقاً، ويضيف فادي:"لم يكن يشكو إلا قليلاً جدًا من مرضه، رغم أنه كان يعاني كثيراً، ما كان يتذمّر منه أحيانًا هو فقدانه لقدرته على التركيز بالقراءة والكتابة".
كما وصفه فادي بأنه من أكثر الأشخاص تفاؤلاً بالتغيير وثباتاً على النضال بالرغم من صعوبته وطول طريقه، ويرى أن سلامة ترك خلفه جيلاً مقاوماً وواعياً من الشباب الذين تأثروا بفكره.
وعن أحلام سلامة وأمنياته، تحدّث صديقه الروائي السوري خيري الذهبي "الحق أني لم أعرف لهذا الرجل أمنيات خاصة، لكنه دائماً ما تمنى أن يعيش إلى اليوم الذي يرى فيه فلسطين وقد تحررت، والوحدة العربية وقد تحققت، وأن تعمّ العدالة في المنطقة، وأن يعود للفقير الحق في أن يكون سعيداً".