لم يهدأ السجال الإعلامي الصحافي، المتعلّق بالمضمون الدرامي الحكائيّ لـ"لا لا لاند" لداميان شازيل، المُرشَّح لـ14 جائزة "أوسكار"، في الدورة الـ89 لـ"أكاديمية فنون الصورة المتحركة وعلومها"، التي أعلنت نتائجها النهائية مساء أمس الأحد، في 26/2/2017، بتوقيت لوس أنجليس (فجر اليوم الاثنين بتوقيت العالم العربي).
والسجال محتدم منذ الإعلان عن الترشيحات الرسمية، في 24/1/2017، إذْ أخذ كثيرون على الأكاديمية ترشيحه لهذا العدد من الفئات، وبعضها أساسيٌّ، كأفضل فيلم، وأفضل إخراج، وأفضل تمثيل رجالي ونسائي، وأفضل سيناريو أصلي، وغيرها.
وفي مقابل الاحتفال النقدي الصحافي الفرنسي، المتمثّل بتخصيص أغلفة مجلات سينمائية عديدة به، وبنشر مقالات وتحقيقات عنه، وحوارات مع مخرجه وممثليه الأساسيين، راين غوزلينغ وإيما ستون، في هذه المجلات، كما في صحف يومية أساسية، التقى بعض النقد العربي بمثيله الأميركي في الهجوم عليه، متّخذين من التنظير الفكري والإيديولوجي والثقافي أدوات تفكيك وتحليل لا يحتملها الفيلم المنصرف إلى استعادة سينمائية متواضعة وجميلة لزمن السينما الغنائية والموسيقية الهوليوودية، ولعصرها الذهبي في خمسينيات القرن الـ20 تحديداً.
لا شكّ في إمكانية العثور على جوانب غير سينمائية، في السياسة والاقتصاد والاجتماع ومسالك العيش وأنماط الحياة، في أفلام لا تنحو إلى هذا القول المباشر. لكن تحميل فيلمٍ معيّن ما لا يهتمّ به، أو ما لا يسعى إليه، أو ما لا يرتكز عليه، يُصبح تحاملاً ينطلق من أحكامٍ مسبقة وأثقال إيديولوجية، يُراد لها إدانة هوليوود واشتغالها السياسي المناهض لشعوب ومجتمعات وقضايا.
لم يتغاضَ بعض الاحتفال الفرنسي بـ"لا لا لاند" عن هذه الجوانب، لكنه لم يُتح لها، في الوقت نفسه، أكثر من إشارة عابرة، أو تنبيه متواضع، في حين أن بعض الصحافة الأميركية لم تتردّد في إسقاط تحليل سياسي ـ اجتماعيّ عليه، كما في مقالة لأبريل وولف، والمنشورة في "لا ويكلي" الأميركية (23/2/2017)، إذ "تنفي" عن الفيلم صفة "الفاشية" التي أطلقها البعض عليه، كي "تؤكّد" أنه "فيلم بروباغاندا"، وإنْ لم يُدرك داميان شازيل هذا الأمر، كما في المقالة، والتي تذهب بالتحليل إلى الاجتماعي والثقافي، بقولها إنه "يتغاضى عن نقد معاناة الأقليات الأفريقية في هوليوود، في الخمسينيات". وهذا يدفع الناقد السينمائيّ اللبناني، هوفيك حبشيان، إلى التعليق على صفحته على "فيسبوك" (24/2/2017)، بالقول إن الخمسينيات تلك "كانت العصر الذهبيّ لهوليوود، لأن الموهوب كان يصل بموهبته وشطارته، وليس بالـ(كوتا)، التي تدفع بالفاشلين إلى الأمام".
يرى صحافيون أميركيون عديدون أن داميان شازيل (كاتب السيناريو الأصلي أيضاً)، "يتجاهل"، لاحقاً، مشهد الافتتاح (استعراض غنائي راقص بين سيارات متوقّفة عن السير، على أوتوستراد طويل في لوس أنجليس)، والذي يُعتبر "أجمل" ما في الفيلم سينمائياً، مشيرين إلى أن هذا الأوتوستراد، تحديداً، "يمثّل للسكان الأصليين للوس أنجليس رمزاً للفصل العنصري". علماً أن بعض الصحافة العربيّة يصف الفيلم بأنه "بوليوودي بنسخة أميركية".
لكن هذا كلّه غير موجود في معظم الصحافة الفرنسية المتوغلة في الجوانب الفنية والدرامية والجمالية والتقنية للفيلم، إيجاباً وسلباً، وفي مراجعه السينمائية، وفي علاقته الـ"نوستالجية" (إنْ صحّ التعبير) بمرحلة الازدهار الكبير للسينما الموسيقية الأميركية.
أياً يكن، فإن "لا لا لاند" يقع في "مرمى نيران" متبادلة بين المدافعين عنه بشراسة، والمتحاملين عليه بقوّة. فهو، بمدّته الطويلة (126 د.)، يُعاني إطالةً في سرد أحداثٍ، وخللاً في البناء الفني والدرامي والحكائي لأحداثٍ أخرى، ما يعني أنه محتاجٌ إلى إعادة توليف تُزيل عنه بعض الشوائب.
اقــرأ أيضاً
وفي مقابل الاحتفال النقدي الصحافي الفرنسي، المتمثّل بتخصيص أغلفة مجلات سينمائية عديدة به، وبنشر مقالات وتحقيقات عنه، وحوارات مع مخرجه وممثليه الأساسيين، راين غوزلينغ وإيما ستون، في هذه المجلات، كما في صحف يومية أساسية، التقى بعض النقد العربي بمثيله الأميركي في الهجوم عليه، متّخذين من التنظير الفكري والإيديولوجي والثقافي أدوات تفكيك وتحليل لا يحتملها الفيلم المنصرف إلى استعادة سينمائية متواضعة وجميلة لزمن السينما الغنائية والموسيقية الهوليوودية، ولعصرها الذهبي في خمسينيات القرن الـ20 تحديداً.
لا شكّ في إمكانية العثور على جوانب غير سينمائية، في السياسة والاقتصاد والاجتماع ومسالك العيش وأنماط الحياة، في أفلام لا تنحو إلى هذا القول المباشر. لكن تحميل فيلمٍ معيّن ما لا يهتمّ به، أو ما لا يسعى إليه، أو ما لا يرتكز عليه، يُصبح تحاملاً ينطلق من أحكامٍ مسبقة وأثقال إيديولوجية، يُراد لها إدانة هوليوود واشتغالها السياسي المناهض لشعوب ومجتمعات وقضايا.
لم يتغاضَ بعض الاحتفال الفرنسي بـ"لا لا لاند" عن هذه الجوانب، لكنه لم يُتح لها، في الوقت نفسه، أكثر من إشارة عابرة، أو تنبيه متواضع، في حين أن بعض الصحافة الأميركية لم تتردّد في إسقاط تحليل سياسي ـ اجتماعيّ عليه، كما في مقالة لأبريل وولف، والمنشورة في "لا ويكلي" الأميركية (23/2/2017)، إذ "تنفي" عن الفيلم صفة "الفاشية" التي أطلقها البعض عليه، كي "تؤكّد" أنه "فيلم بروباغاندا"، وإنْ لم يُدرك داميان شازيل هذا الأمر، كما في المقالة، والتي تذهب بالتحليل إلى الاجتماعي والثقافي، بقولها إنه "يتغاضى عن نقد معاناة الأقليات الأفريقية في هوليوود، في الخمسينيات". وهذا يدفع الناقد السينمائيّ اللبناني، هوفيك حبشيان، إلى التعليق على صفحته على "فيسبوك" (24/2/2017)، بالقول إن الخمسينيات تلك "كانت العصر الذهبيّ لهوليوود، لأن الموهوب كان يصل بموهبته وشطارته، وليس بالـ(كوتا)، التي تدفع بالفاشلين إلى الأمام".
يرى صحافيون أميركيون عديدون أن داميان شازيل (كاتب السيناريو الأصلي أيضاً)، "يتجاهل"، لاحقاً، مشهد الافتتاح (استعراض غنائي راقص بين سيارات متوقّفة عن السير، على أوتوستراد طويل في لوس أنجليس)، والذي يُعتبر "أجمل" ما في الفيلم سينمائياً، مشيرين إلى أن هذا الأوتوستراد، تحديداً، "يمثّل للسكان الأصليين للوس أنجليس رمزاً للفصل العنصري". علماً أن بعض الصحافة العربيّة يصف الفيلم بأنه "بوليوودي بنسخة أميركية".
لكن هذا كلّه غير موجود في معظم الصحافة الفرنسية المتوغلة في الجوانب الفنية والدرامية والجمالية والتقنية للفيلم، إيجاباً وسلباً، وفي مراجعه السينمائية، وفي علاقته الـ"نوستالجية" (إنْ صحّ التعبير) بمرحلة الازدهار الكبير للسينما الموسيقية الأميركية.
أياً يكن، فإن "لا لا لاند" يقع في "مرمى نيران" متبادلة بين المدافعين عنه بشراسة، والمتحاملين عليه بقوّة. فهو، بمدّته الطويلة (126 د.)، يُعاني إطالةً في سرد أحداثٍ، وخللاً في البناء الفني والدرامي والحكائي لأحداثٍ أخرى، ما يعني أنه محتاجٌ إلى إعادة توليف تُزيل عنه بعض الشوائب.