مؤخّراً، أصبح كثير من الناس يستبدلون اسم "ونوس" بالشيطان، في تعبير قريب عن مدى تأثير الفن في المجتمع، إذ استطاع يحيى الفخراني أن ينجح في رسالته، التي عُني بتأديتها، حين قرر أن يكون هو الشيطان.
وفكرة تجسيد الشيطان في الأعمال الفنية ليست جديدة، وقد بلغت حداً كبيراً على المستوى العالمي والمحلي، وتجسدت في أعمال تلفزيونية ومسرحية وإذاعية وسينمائية. ولعل أشهر ظهور سينمائي للشيطان في "هوليوود"، كان لآل باتشينو في فيلم "محامي الشيطان" سنة 1997، عن قصة للروائي الأميركي، أندرو نيدرمان.
في "محامي الشيطان"، يبحث الشيطان لعملائه من المجرمين عمن يدافع عنهم ويخرجهم من قضاياهم، ويجد ضالته في محام شاب واقع في حيرة بسبب اكتشافه أن المتهم الذي هو موكل للدفاع عنه قد ارتكب الجريمة فعلاً. وحسب القانون، لا يستطيع أن يترك الدفاع عنه أو يتنازل عن القضية، وإلا عوقب بالطرد من عمله.
يقنعه الشيطان بالاستمرار في القضية، بل وبالفوز بها والبراءة للمتهم عتيد الإجرام. ثم يكافئه بتجنيده للعمل في شركته التي تتولى الدفاع عن المجرمين، أعوان الشيطان، كأحد المحامين التابعين له، وينقله من حياة فقيرة إلى حياة غنية في نيويورك.
يستمر المحامي الشاب في تولي قضايا الشيطان الذي جسد آل باتشينو شخصيته باقتدار، وينغمس الشاب في العمل، ويستغرقه تماماً حتى ينسى زوجته التي يستحوذ عليها الشيطان وأعوانه وتضيع منه، وتقتل نفسها في النهاية أمام عينيه.
وتبقى رواية "فاوست" للروائي الألماني، يوهان غوته، المصدر الأكبر لكثير من الأعمال التي تعرضت لفكرة عقد صفقة مع الشيطان. وهي الرواية التي عرفها العالم العربي بعد أن ترجمها عبد الرحمن بدوي، وأصلها قصة من التراث الشعبي الألماني. كان فاوست يمثل نموذج الإنسان الساعي إلى المزيد من القوة بوسائل خارجة عن الطبيعة أبرزها السحر.
ولما كان السحر تحدّياً للألوهية، لأنه يدفع إلى خرق النظام الذي خلقته، فإن فاوست استعان بقوى متمردة على الألوهية؛ أي الشيطان. وفي حقل العلاقة الآثمة بين الإنسان والشيطان، يستغل الطرفان كل منهما الآخرَ لتحقيق مآربه؛ وتدور الصفقة حول أن يبيع الإنسان روحه للشيطان، للحصول على لذته التي يبغيها.
في الأربعينيات، اقتحم الشيطانُ السينما المصرية مُتجسّداً في يوسف وهبي عبر فيلم "سفير جهنم" سنة 1945، ليمثل باكورة أفلام الرعب المصرية. كان الفيلم بعيداً في معالجته عن رواية "فاوست" الملهمة. لكن جاء محمود المليجي بعد ذلك بعشر سنوات، ليجسد الشيطان في فيلم "موعد مع إبليس" المأخوذ عن رواية غوته الشهيرة.
ويدور الفيلم حول طبيب تموت زوجته وتترك له أطفالاً يتولى تربيتهم بنفسه، ويتمسك بطيبته وحبه لمساعدة الفقراء في عيادته المتواضعة. ولا يستطيع تلبية احتياجات أطفاله وأحلامهم المتواضعة جداً. ثم يظهر له الشيطان (محمود المليجي) الذي يقوم باستدراجه بأن يهبه القدرة على معرفة مصير المرضى، ومن منهم سيشفى ومن مصيره الموت (مقابل المعرفة الكاملة التي طلبها يوهان جورج فاوست في رواية غوته). وبالفعل، يشتهر الطبيب ويغتني ويقبل عليه الجميع حتى يصل ليوم يجد ولده سيموت، فيلجأ للمليجي الذي يكشف له عن نفسه، ويطلب منه الإيمان به.
الفنان، عادل أدهم، الذي اشتهر بأدوار الشرّ، لم يفته أن يقوم بدور الشيطان، فقدم البطولة في رواية "المرأة التي غلبت الشيطان" عن رواية توفيق الحكيم سنة 1973. يدور الفيلم حول فتاة جميلة تعقد صفقة مع الشيطان بأن تبيع له روحها مقابل عشر سنوات تقضيها في ثراء وجمال وقوة وشباب. وبعد مرور السنوات العشر، يأتي لها الشيطان ليأخذ ثمن صفقته؛ فيبدأ الصراع.
وممن قام أيضاً بدور الشيطان في السينما المصرية، الفنان، فؤاد خليل، في فيلم "التعويذة" سنة 1988، وحسين فهمي في فيلم "اختفاء جعفر المصري" سنة 2002، وهو فيلم مقتبس من مسرحية "قارب بلا صياد"، للكاتب الإسباني أليخاندرو كاسونا، والتي ترجمها د.محمود علي مكي.
اقــرأ أيضاً
وفكرة تجسيد الشيطان في الأعمال الفنية ليست جديدة، وقد بلغت حداً كبيراً على المستوى العالمي والمحلي، وتجسدت في أعمال تلفزيونية ومسرحية وإذاعية وسينمائية. ولعل أشهر ظهور سينمائي للشيطان في "هوليوود"، كان لآل باتشينو في فيلم "محامي الشيطان" سنة 1997، عن قصة للروائي الأميركي، أندرو نيدرمان.
في "محامي الشيطان"، يبحث الشيطان لعملائه من المجرمين عمن يدافع عنهم ويخرجهم من قضاياهم، ويجد ضالته في محام شاب واقع في حيرة بسبب اكتشافه أن المتهم الذي هو موكل للدفاع عنه قد ارتكب الجريمة فعلاً. وحسب القانون، لا يستطيع أن يترك الدفاع عنه أو يتنازل عن القضية، وإلا عوقب بالطرد من عمله.
يقنعه الشيطان بالاستمرار في القضية، بل وبالفوز بها والبراءة للمتهم عتيد الإجرام. ثم يكافئه بتجنيده للعمل في شركته التي تتولى الدفاع عن المجرمين، أعوان الشيطان، كأحد المحامين التابعين له، وينقله من حياة فقيرة إلى حياة غنية في نيويورك.
يستمر المحامي الشاب في تولي قضايا الشيطان الذي جسد آل باتشينو شخصيته باقتدار، وينغمس الشاب في العمل، ويستغرقه تماماً حتى ينسى زوجته التي يستحوذ عليها الشيطان وأعوانه وتضيع منه، وتقتل نفسها في النهاية أمام عينيه.
وتبقى رواية "فاوست" للروائي الألماني، يوهان غوته، المصدر الأكبر لكثير من الأعمال التي تعرضت لفكرة عقد صفقة مع الشيطان. وهي الرواية التي عرفها العالم العربي بعد أن ترجمها عبد الرحمن بدوي، وأصلها قصة من التراث الشعبي الألماني. كان فاوست يمثل نموذج الإنسان الساعي إلى المزيد من القوة بوسائل خارجة عن الطبيعة أبرزها السحر.
ولما كان السحر تحدّياً للألوهية، لأنه يدفع إلى خرق النظام الذي خلقته، فإن فاوست استعان بقوى متمردة على الألوهية؛ أي الشيطان. وفي حقل العلاقة الآثمة بين الإنسان والشيطان، يستغل الطرفان كل منهما الآخرَ لتحقيق مآربه؛ وتدور الصفقة حول أن يبيع الإنسان روحه للشيطان، للحصول على لذته التي يبغيها.
في الأربعينيات، اقتحم الشيطانُ السينما المصرية مُتجسّداً في يوسف وهبي عبر فيلم "سفير جهنم" سنة 1945، ليمثل باكورة أفلام الرعب المصرية. كان الفيلم بعيداً في معالجته عن رواية "فاوست" الملهمة. لكن جاء محمود المليجي بعد ذلك بعشر سنوات، ليجسد الشيطان في فيلم "موعد مع إبليس" المأخوذ عن رواية غوته الشهيرة.
ويدور الفيلم حول طبيب تموت زوجته وتترك له أطفالاً يتولى تربيتهم بنفسه، ويتمسك بطيبته وحبه لمساعدة الفقراء في عيادته المتواضعة. ولا يستطيع تلبية احتياجات أطفاله وأحلامهم المتواضعة جداً. ثم يظهر له الشيطان (محمود المليجي) الذي يقوم باستدراجه بأن يهبه القدرة على معرفة مصير المرضى، ومن منهم سيشفى ومن مصيره الموت (مقابل المعرفة الكاملة التي طلبها يوهان جورج فاوست في رواية غوته). وبالفعل، يشتهر الطبيب ويغتني ويقبل عليه الجميع حتى يصل ليوم يجد ولده سيموت، فيلجأ للمليجي الذي يكشف له عن نفسه، ويطلب منه الإيمان به.
الفنان، عادل أدهم، الذي اشتهر بأدوار الشرّ، لم يفته أن يقوم بدور الشيطان، فقدم البطولة في رواية "المرأة التي غلبت الشيطان" عن رواية توفيق الحكيم سنة 1973. يدور الفيلم حول فتاة جميلة تعقد صفقة مع الشيطان بأن تبيع له روحها مقابل عشر سنوات تقضيها في ثراء وجمال وقوة وشباب. وبعد مرور السنوات العشر، يأتي لها الشيطان ليأخذ ثمن صفقته؛ فيبدأ الصراع.
وممن قام أيضاً بدور الشيطان في السينما المصرية، الفنان، فؤاد خليل، في فيلم "التعويذة" سنة 1988، وحسين فهمي في فيلم "اختفاء جعفر المصري" سنة 2002، وهو فيلم مقتبس من مسرحية "قارب بلا صياد"، للكاتب الإسباني أليخاندرو كاسونا، والتي ترجمها د.محمود علي مكي.