بنيلوبي كروز، هي النجمة السينمائية الإسبانية الوحيدة، حتى الآن، الفائزة بجائزة أوسكار. وهي استحقت هذا التكريم كأفضل ممثلة في دور ثان، عن مشاركتها في فيلم "فيكي كريستينا برشلونة" للسينمائي الأميركي وودي آلن، في عام 2009. وبالرغم من أنها في الثالثة والأربعين فقط، تعمل بنيلوبي كروز في السينما منذ نحو ثلاثة عقود، فقد اكتشفها أحد كبار وكلاء الفنانين الإسبان وهي في الثالثة عشرة، مانحاً إياها فرصة الظهور في أفلام تطلبت وجود شخصيات نسائية في سن المراهقة. وهكذا لم تكف كروز عن العمل في أفلام مختلفة الجنسيات من أوروبية وأميركية وتحت إدارة عمالقة الإخراج، مثل وودي آلن وبدرو ألمودوفار وروب مارشال وريدلي سكوت وجون مادن وستيفن فريرز وكاميرون كرو وغيرهم. وها هي تؤدي بطولة فيلم "جريمة في الأورينت إكسبريس" المأخوذ عن رواية لأغاثا كريستي، وفي حلته الجديدة، بعد مرور أربعين سنة على ظهور نسخته السينمائية الأولى، وذلك بالمشاركة مع كل من جوني ديب وجودي دنش وميشيل بفايفر وكينيث براناه، الذي تولى أيضاً إخراج الفيلم الذي جاءت كروز إلى باريس للترويج له، فالتقتها "العربي الجديد" وحاورتها.
قال لنا كينيث براناه، مُخرِج فيلم "جريمة في الأورينت إكسبريس" وبطله، إنك ارتبكتِ عندما تولى هو مهمة تعريفك إلى سيدة المسرح البريطاني، جودي دنش، التي تتقاسم معك ومع غيرك البطولة النسائية لهذا العمل، فما تعليقك على كلامه؟
- ليس من حقه أن يفتن هكذا على ممثليه. إنني أمزح بطبيعة الحال. صحيح أنني كنت مرتبكة جداً عندما راح كينيث براناه يعرّف فريق الفيلم كله على جودي دنش فرداً فرداً. وكان قد سبق لي العمل مع دنش في فيلم آخر هو "تسعة"، من إخراج روب مارشال في عام 2009، إلا أننا لم نتقاسم أنا وهي مشاهد مشتركة، وبالتالي لم تكن تعرفني أو تدري بهويتي، بينما قضيت أنا وقتي خارج ساعات تصوير لقطاتي في مراقبتها وتغذية إعجابي الشديد والأصلي بها كامرأة وكفنانة فوق العادة. وعندما تعرفت إليها في أول أيام تصوير "جريمة في الأورينت إكسبريس" تركت العنان لمشاعري، إلى درجة أن الدموع بدأت تسيل فوق خدّيّ ثم تمالكت نفسي، وقلبت البكاء إلى ابتسامة عريضة، بينما لاحظت أن زميلتي ميشيل بفايفر، مثلاً، لم تستطع أن تتمالك نفسها، إذ إنها أجهشت بالبكاء.
هل حاولت تذكيرها بعملكما المشترك السابق في فيلم "تسعة"؟
-أنت تمزح؟ إننا، مثلما قلت لك من قبل، لم نظهر في مشاهد مشتركة، وبالتالي فهي لم تتذكرني إطلاقاً.
حدثينا عن دورك في "جريمة في الأورينت إكسبريس"؟
- إنني أؤدي دور غريتا أولسون المربية والخادمة التي تشرف على البيت الكبير الذي تسكنه عائلة أرمسترونغ، موضع التحقيق من قبل المخبر هرقل بواروه، في شأن جريمة القتل البشعة التي حدثت. وغريتا أولسون هي الشخصية الوحيدة في الحكاية التي يعاملها المخبر بواروه بشيء من الرفق والإنسانية ويعفيها من قسوته المميزة طوال فترة التحقيق.
وربما أنها القاتلة إذاً؟
-لا تعتمد علي من أجل أن أجيب على مثل هذا السؤال، وأحرق نهاية الفيلم بالنسبة إلى قراء جريدتكم.
هل تأثرتِ بكون النجمة الهوليوودية الكبيرة، إنغريد برغمان، أدت الشخصية ذاتها في النسخة الأصلية من الفيلم قبل أكثر من أربعين سنة؟
-لا، لأنني لم أشاهد هذا الفيلم مثلما لم أقرأ رواية أغاثا كريستي الأصلية.
لماذا؟
- لم أشاهد الفيلم ولم أقرأ الرواية، من دون أن أعرف لماذا في الأساس. وأعتقد أن الصدفة البحتة هي التي تشكل الجواب الصريح على سؤالك. لكنني حينما تلقيت العرض بالتمثيل في النسخة السينمائية الجديدة من هذه الرواية، تعمدت عدم الوقوع في فخ مشاهدة الفيلم القديم بهدف درسه وتحليله على كل صعيد، وهو شيء فعله بعض الزملاء من الذين شاركوني بطولته.
لماذا تعتبرين الأمر بمثابة فخ؟
- إنه فخ وأكثر من فخ، فكيف يمكن لأي ممثل حالياً أن يعيد إلى الحياة أمام الكاميرا شخصية قام بأدائها أحد عمالقة السينما في هوليوود من دون أن يتأثر بما قدمه هذا الفنان. إنه شيء مستحيل، وأنا ضد التقليد الأعمى، لذا كان من الأفضل ألا أرى إنغريد برغمان وهي تمثل دور غريتا أولسون.
سبق لك العمل إلى جوار جوني ديب في فيلم "قراصنة جزر الكاريبي: نافورة الشباب"، للمخرج روب مارشال، فهل كنت سعيدة بمشاركته بطولة فيلم "جريمة في الأورينت إكسبريس"؟
-نعم، إذ إنني أتمتع بصداقة قوية وطويلة المدى مع جوني (ديب)، تعود حتى إلى ما قبل عملنا المشترك في "قراصنة جزر الكاريبي"، خصوصاً أنّ الفضل يعود إليه في حصولي على بطولة هذا الفيلم النسائية إلى جواره، إثر تنازل الممثلة، كيرا نايتلي، عن الدور لأسباب شخصية. وبالتالي سعدت جداً حينما علمت أننا سنلتقي مرة جديدة أنا وجوني (ديب) أمام الكاميرا.
وهل دار التصوير على ما يرام بشكل عام؟
- الشيء الذي أثار دهشتي في أثناء تصوير هذا الفيلم، هو كوننا عملنا في إطار ديكورات ضيقة داخل عربات القطار الذي تدور فيه الأحداث، وعندما رأيت النتيجة في ما بعد فوق الشاشة الكبيرة، شاهدت ديكورات خلابة تراها الشخصيات وأنا منهن، من خلف النوافذ، بينما لم تكن هذه موجودة أثناء إتمام التصوير، والعملية كلها إذاً مؤثرات وخدع ولا شيء غير ذلك.
ما شعورك تجاه كونك الفنانة الإسبانية الوحيدة الحاصلة على جائزة أوسكار في التمثيل؟
- أنا فخورة بطبيعة الحال، لكنني في الوقت نفسه أشعر بأن هناك قلة إنصاف من جانب لجنة التحكيم الخاصة بجوائز الأوسكار، لأن الممثلات الإسبانيات ممتازات، وأنا لا أتخيل نجمة مثل روسي دي بالما لا تحصد الأوسكار، على الرغم من أدوارها الهائلة.
حدّثينا عن فيلم "الكل يعرف" للسينمائي الإيراني أصغر فرهادي والذي تؤدين بطولته.
-إنه أول فيلم يحمل الهوية الإسبانية المشتركة الذي ينجزه أصغر فرهادي، فهو نفّذ في الماضي أعمالاً تحمل هوية بلده أو فرنسية إيرانية مشتركة، وحصد الجوائز القيمة في المناسبات الدولية، مثل مهرجان "كان" وغيره. وأنا أتقاسم بطولة "الكل يعرف" مع خافيير بارديم، وهو زوجي في الحياة اليومية. والسيناريو مبني على حبكة اجتماع عائلي من المفروض أن يلم شمل جميع أفراد العائلة المعنية، إلا أن المناسبة تنقلب إلى دراما وتسلط الضوء على الفوارق والمشاغبات والأسرار القديمة الخفيّة لدى هؤلاء المجتمعين. وسيرى الفيلم نور صالات العرض في الفصل الأول من العام المقبل.
اقــرأ أيضاً
قال لنا كينيث براناه، مُخرِج فيلم "جريمة في الأورينت إكسبريس" وبطله، إنك ارتبكتِ عندما تولى هو مهمة تعريفك إلى سيدة المسرح البريطاني، جودي دنش، التي تتقاسم معك ومع غيرك البطولة النسائية لهذا العمل، فما تعليقك على كلامه؟
- ليس من حقه أن يفتن هكذا على ممثليه. إنني أمزح بطبيعة الحال. صحيح أنني كنت مرتبكة جداً عندما راح كينيث براناه يعرّف فريق الفيلم كله على جودي دنش فرداً فرداً. وكان قد سبق لي العمل مع دنش في فيلم آخر هو "تسعة"، من إخراج روب مارشال في عام 2009، إلا أننا لم نتقاسم أنا وهي مشاهد مشتركة، وبالتالي لم تكن تعرفني أو تدري بهويتي، بينما قضيت أنا وقتي خارج ساعات تصوير لقطاتي في مراقبتها وتغذية إعجابي الشديد والأصلي بها كامرأة وكفنانة فوق العادة. وعندما تعرفت إليها في أول أيام تصوير "جريمة في الأورينت إكسبريس" تركت العنان لمشاعري، إلى درجة أن الدموع بدأت تسيل فوق خدّيّ ثم تمالكت نفسي، وقلبت البكاء إلى ابتسامة عريضة، بينما لاحظت أن زميلتي ميشيل بفايفر، مثلاً، لم تستطع أن تتمالك نفسها، إذ إنها أجهشت بالبكاء.
هل حاولت تذكيرها بعملكما المشترك السابق في فيلم "تسعة"؟
-أنت تمزح؟ إننا، مثلما قلت لك من قبل، لم نظهر في مشاهد مشتركة، وبالتالي فهي لم تتذكرني إطلاقاً.
حدثينا عن دورك في "جريمة في الأورينت إكسبريس"؟
- إنني أؤدي دور غريتا أولسون المربية والخادمة التي تشرف على البيت الكبير الذي تسكنه عائلة أرمسترونغ، موضع التحقيق من قبل المخبر هرقل بواروه، في شأن جريمة القتل البشعة التي حدثت. وغريتا أولسون هي الشخصية الوحيدة في الحكاية التي يعاملها المخبر بواروه بشيء من الرفق والإنسانية ويعفيها من قسوته المميزة طوال فترة التحقيق.
وربما أنها القاتلة إذاً؟
-لا تعتمد علي من أجل أن أجيب على مثل هذا السؤال، وأحرق نهاية الفيلم بالنسبة إلى قراء جريدتكم.
هل تأثرتِ بكون النجمة الهوليوودية الكبيرة، إنغريد برغمان، أدت الشخصية ذاتها في النسخة الأصلية من الفيلم قبل أكثر من أربعين سنة؟
-لا، لأنني لم أشاهد هذا الفيلم مثلما لم أقرأ رواية أغاثا كريستي الأصلية.
لماذا؟
- لم أشاهد الفيلم ولم أقرأ الرواية، من دون أن أعرف لماذا في الأساس. وأعتقد أن الصدفة البحتة هي التي تشكل الجواب الصريح على سؤالك. لكنني حينما تلقيت العرض بالتمثيل في النسخة السينمائية الجديدة من هذه الرواية، تعمدت عدم الوقوع في فخ مشاهدة الفيلم القديم بهدف درسه وتحليله على كل صعيد، وهو شيء فعله بعض الزملاء من الذين شاركوني بطولته.
لماذا تعتبرين الأمر بمثابة فخ؟
- إنه فخ وأكثر من فخ، فكيف يمكن لأي ممثل حالياً أن يعيد إلى الحياة أمام الكاميرا شخصية قام بأدائها أحد عمالقة السينما في هوليوود من دون أن يتأثر بما قدمه هذا الفنان. إنه شيء مستحيل، وأنا ضد التقليد الأعمى، لذا كان من الأفضل ألا أرى إنغريد برغمان وهي تمثل دور غريتا أولسون.
سبق لك العمل إلى جوار جوني ديب في فيلم "قراصنة جزر الكاريبي: نافورة الشباب"، للمخرج روب مارشال، فهل كنت سعيدة بمشاركته بطولة فيلم "جريمة في الأورينت إكسبريس"؟
-نعم، إذ إنني أتمتع بصداقة قوية وطويلة المدى مع جوني (ديب)، تعود حتى إلى ما قبل عملنا المشترك في "قراصنة جزر الكاريبي"، خصوصاً أنّ الفضل يعود إليه في حصولي على بطولة هذا الفيلم النسائية إلى جواره، إثر تنازل الممثلة، كيرا نايتلي، عن الدور لأسباب شخصية. وبالتالي سعدت جداً حينما علمت أننا سنلتقي مرة جديدة أنا وجوني (ديب) أمام الكاميرا.
وهل دار التصوير على ما يرام بشكل عام؟
- الشيء الذي أثار دهشتي في أثناء تصوير هذا الفيلم، هو كوننا عملنا في إطار ديكورات ضيقة داخل عربات القطار الذي تدور فيه الأحداث، وعندما رأيت النتيجة في ما بعد فوق الشاشة الكبيرة، شاهدت ديكورات خلابة تراها الشخصيات وأنا منهن، من خلف النوافذ، بينما لم تكن هذه موجودة أثناء إتمام التصوير، والعملية كلها إذاً مؤثرات وخدع ولا شيء غير ذلك.
ما شعورك تجاه كونك الفنانة الإسبانية الوحيدة الحاصلة على جائزة أوسكار في التمثيل؟
- أنا فخورة بطبيعة الحال، لكنني في الوقت نفسه أشعر بأن هناك قلة إنصاف من جانب لجنة التحكيم الخاصة بجوائز الأوسكار، لأن الممثلات الإسبانيات ممتازات، وأنا لا أتخيل نجمة مثل روسي دي بالما لا تحصد الأوسكار، على الرغم من أدوارها الهائلة.
حدّثينا عن فيلم "الكل يعرف" للسينمائي الإيراني أصغر فرهادي والذي تؤدين بطولته.
-إنه أول فيلم يحمل الهوية الإسبانية المشتركة الذي ينجزه أصغر فرهادي، فهو نفّذ في الماضي أعمالاً تحمل هوية بلده أو فرنسية إيرانية مشتركة، وحصد الجوائز القيمة في المناسبات الدولية، مثل مهرجان "كان" وغيره. وأنا أتقاسم بطولة "الكل يعرف" مع خافيير بارديم، وهو زوجي في الحياة اليومية. والسيناريو مبني على حبكة اجتماع عائلي من المفروض أن يلم شمل جميع أفراد العائلة المعنية، إلا أن المناسبة تنقلب إلى دراما وتسلط الضوء على الفوارق والمشاغبات والأسرار القديمة الخفيّة لدى هؤلاء المجتمعين. وسيرى الفيلم نور صالات العرض في الفصل الأول من العام المقبل.