كبُر الشاب الفلسطيني يحيى برزق مع ذكريات كثيرة حفظها في طفولته، فلم تُنسه إياها سنوات الدراسة الطويلة لمجال الملتميديا في غزة. مؤخراً، عاد الشاب الفلسطيني بذاكرته إلى أبرز الذكريات، حين كان ينجذب لتفاصيل صور الأطفال المعلقة على جدران غرف النوم في منزله، فشريط الذكريات هذا أوصله حديثاً ليكون مصوراً فوتوغرافياً للمواليد.
برزق (28 عاماً)، من مدينة غزة، يعتبر أن سوق غزة ممتلئ بالمصورين الفوتوغرافيين، ما جعله يبحث عن شيءٍ مختلف يشق به طريقه المحبب. يقول لـ"العربي الجديد": "بعدما كنت أنجذب إلى صور الأطفال المعلقة على الجدران في بيتي، قررت الدخول في مجال تصوير الأطفال المفقود هنا. أنا الآن أمتلك كاميرا واستوديو خاصاً لتصوير المواليد".
ظل برزق يبحث كثيراً في مجال صناعة صور الأطفال المواليد الاحترافية، وهو المجال المنتشر بشكل واسع عبر العالم، حتى إنه تواصل مع مصورين في هذا المجال طالباً المساعدة، حتى تكوّنت الصورة لديه، وانتظر خوض تجربته الأولى، ولم يجد أقرب من موعد ولادة أخته لطفلها، حتى وصف تلك التجربة بـ"الناجحة".
يضيف برزق: "كنت قد نشرت صور التجربة الأولى على حسابي في موقع فيسبوك، وأبدى المتابعون إعجابهم. هذا الأمر أعطاني دفعة أكبر لكي أستمر، ونفّذت عدة جلسات بعدها على ابن أختي، حتى بدأ الناس يتواصلون معي لتصوير أطفالهم. وشيئاً فشيئاً زاد عدد المتابعين وعدد الجلسات. ثم فزت بجائزة لدعم المشاريع الريادية، وافتتحت أول وأكبر استوديو متخصص في تصوير الأطفال حديثي الولادة".
(عبد الحكيم أبو رياش)
والتفت الشاب الغزّي إلى هذا المجال لكونه غير متوفر في قطاع غزة، ويقول: "كنت أثق في أن السوق متعطش لمثل هذا النوع من التصوير، هذا الأمر تُرجم في إقبال الناس الشديد على تصوير أطفالهم منذ افتتاح الاستوديو الخاص"، مشيراً إلى أنه في السابق كان يلجأ إلى التصوير في منزله، وكان الأمر تعترضه الكثير من الصعوبات.
اقــرأ أيضاً
يستعرض الشاب الغزّي شيئاً من هذه الصعوبات، والتي تتمثل في أزمة الكهرباء وحاجة هكذا مجال إلى التدفئة، بينما يواجه برزق تحدياً في توفير الإكسسوارات الخاصة بالتصوير، والتي تباع عبر مواقع التسوق الإلكتروني، والتي نفسها تقود نحو مشكلة أخرى، وهي التأخير في عمل البريد في غزة، حيث قد تصل الطلبات بعد عدة أشهر، وربما لا تصل في أحيان أخرى.
ومجال تصوير المواليد يتطلب خبرة في التعامل مع الطفل أكثر من التعامل مع الكاميرا، لذا لجأ برزق إلى طلب المساعدة من زوجته وأخواته. يوضح أنّ الجميع يتعلمون من بعضهم البعض، وهم يرافقونه في كل جلسة، ولا يمكن تنفيذ جلسة تصوير من دونهم، نظراً إلى أن تصوير الطفل الواحد يصل إلى 4 ساعات، ما يتطلب توفير سبل الراحة له ولأمه.
(عبد الحكيم أبو رياش)
يعترف برزق بأن افتتاح الاستوديو الخاص به كان تحدياً وحلماً لم يتوقع تحقيقه خلال عام واحد فقط من طرح الفكرة، في ظل ما تعانيه غزة من أوضاع معيشية واقتصادية صعبة، غير أنه يتمنى الخروج منها في زيارة يريد من خلالها التعمق أكثر في مجال تصوير المواليد، لكسب المزيد من الخبرات والمهارات في إخراج صور احترافية وبأفكار جديدة.
برزق الذي ربما نجا جزئياً من طابور البطالة المتفشية من خلال مشروعه الخاص، يكرر تجربة كثيرين في القطاع حاولوا النجاة من شبح البطالة وباتوا أكثر نشاطاً في ممارسة أعمالٍ خاصة ومشاريع ذاتية، وفّرت لهم مصدر دخل، بخلاف آخرين قد أعاقت البطالة أحلامهم وأحكمت انطلاقهم في سوق العمل من دون إفلات بعد.
ويأتي ذلك في ظل دخول قطاع غزة في مرحلة الانهيار الاقتصادي، بحسب تقرير أصدره البنك الدولي في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، وذكر أن الخدمات الأساسية المقدمة للسكان تتعرض للخطر، في ظل شح السيولة، كاشفاً عن أن فرداً واحداً من أصل اثنين في القطاع يعاني من الفقر. كما لفت إلى أن معدل البطالة بين السكان، الذين يغلب عليهم الشباب، وصل إلى أكثر من 70%، كما بلغ معدل النمو بالسالب 6%، في الربع الأول من العام الجاري 2018.
(عبد الحكيم أبو رياش)
ظل برزق يبحث كثيراً في مجال صناعة صور الأطفال المواليد الاحترافية، وهو المجال المنتشر بشكل واسع عبر العالم، حتى إنه تواصل مع مصورين في هذا المجال طالباً المساعدة، حتى تكوّنت الصورة لديه، وانتظر خوض تجربته الأولى، ولم يجد أقرب من موعد ولادة أخته لطفلها، حتى وصف تلك التجربة بـ"الناجحة".
يضيف برزق: "كنت قد نشرت صور التجربة الأولى على حسابي في موقع فيسبوك، وأبدى المتابعون إعجابهم. هذا الأمر أعطاني دفعة أكبر لكي أستمر، ونفّذت عدة جلسات بعدها على ابن أختي، حتى بدأ الناس يتواصلون معي لتصوير أطفالهم. وشيئاً فشيئاً زاد عدد المتابعين وعدد الجلسات. ثم فزت بجائزة لدعم المشاريع الريادية، وافتتحت أول وأكبر استوديو متخصص في تصوير الأطفال حديثي الولادة".
(عبد الحكيم أبو رياش)
والتفت الشاب الغزّي إلى هذا المجال لكونه غير متوفر في قطاع غزة، ويقول: "كنت أثق في أن السوق متعطش لمثل هذا النوع من التصوير، هذا الأمر تُرجم في إقبال الناس الشديد على تصوير أطفالهم منذ افتتاح الاستوديو الخاص"، مشيراً إلى أنه في السابق كان يلجأ إلى التصوير في منزله، وكان الأمر تعترضه الكثير من الصعوبات.
يستعرض الشاب الغزّي شيئاً من هذه الصعوبات، والتي تتمثل في أزمة الكهرباء وحاجة هكذا مجال إلى التدفئة، بينما يواجه برزق تحدياً في توفير الإكسسوارات الخاصة بالتصوير، والتي تباع عبر مواقع التسوق الإلكتروني، والتي نفسها تقود نحو مشكلة أخرى، وهي التأخير في عمل البريد في غزة، حيث قد تصل الطلبات بعد عدة أشهر، وربما لا تصل في أحيان أخرى.
ومجال تصوير المواليد يتطلب خبرة في التعامل مع الطفل أكثر من التعامل مع الكاميرا، لذا لجأ برزق إلى طلب المساعدة من زوجته وأخواته. يوضح أنّ الجميع يتعلمون من بعضهم البعض، وهم يرافقونه في كل جلسة، ولا يمكن تنفيذ جلسة تصوير من دونهم، نظراً إلى أن تصوير الطفل الواحد يصل إلى 4 ساعات، ما يتطلب توفير سبل الراحة له ولأمه.
(عبد الحكيم أبو رياش)
يعترف برزق بأن افتتاح الاستوديو الخاص به كان تحدياً وحلماً لم يتوقع تحقيقه خلال عام واحد فقط من طرح الفكرة، في ظل ما تعانيه غزة من أوضاع معيشية واقتصادية صعبة، غير أنه يتمنى الخروج منها في زيارة يريد من خلالها التعمق أكثر في مجال تصوير المواليد، لكسب المزيد من الخبرات والمهارات في إخراج صور احترافية وبأفكار جديدة.
برزق الذي ربما نجا جزئياً من طابور البطالة المتفشية من خلال مشروعه الخاص، يكرر تجربة كثيرين في القطاع حاولوا النجاة من شبح البطالة وباتوا أكثر نشاطاً في ممارسة أعمالٍ خاصة ومشاريع ذاتية، وفّرت لهم مصدر دخل، بخلاف آخرين قد أعاقت البطالة أحلامهم وأحكمت انطلاقهم في سوق العمل من دون إفلات بعد.
ويأتي ذلك في ظل دخول قطاع غزة في مرحلة الانهيار الاقتصادي، بحسب تقرير أصدره البنك الدولي في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، وذكر أن الخدمات الأساسية المقدمة للسكان تتعرض للخطر، في ظل شح السيولة، كاشفاً عن أن فرداً واحداً من أصل اثنين في القطاع يعاني من الفقر. كما لفت إلى أن معدل البطالة بين السكان، الذين يغلب عليهم الشباب، وصل إلى أكثر من 70%، كما بلغ معدل النمو بالسالب 6%، في الربع الأول من العام الجاري 2018.
(عبد الحكيم أبو رياش)