قبل أيام من "ثورة الغلابة"، رفضاً لرفع الأسعار وغلاء المعيشة، المحدد لها يوم الجمعة المقبل، في المحافظات والميادين المصرية، بثّت الإذاعة الداخلية لمترو أنفاق القاهرة، اليوم الأربعاء، منذ ساعات الصباح الباكر، عدداً من الأغاني الوطنية، والتي فسّرها الركاب بأنها دعوة إلى عدم المشاركة في تلك التظاهرات الغاضبة، خصوصاً أن المترو يستقله يومياً أكثر من 4 ملايين مواطن.
والملاحظ في الأغاني أنها قديمة، مثل أغاني أم كلثوم: "والله زمان يا سلاحي"، و"مصر التي في خاطري وفي دمي"، وأغاني شادية: "يا حبيبتي يا مصر"، و"مصر اليوم في عيد". وأغاني عبد الحليم حافظ: "الوطن الأكبر"، و"خلي السلاح صاحي"، و"عدّى النهار"، ما جعل عددا كبيرا ممن يستقلون المترو يرددون بكلمات واحدة "إحنا هنحارب ولا إيه".
واعتاد مرتادو مترو الأنفاق، أخيراً، على سماع الأغنيات الوطنية، خصوصاً بعد أحداث ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011. فبين الحين والآخر تنطلق الأغاني الوطنية داخل المترو، بحسب الأحداث والتظاهرات وقوتها. وترتبط تلك الأغاني أحياناً أخرى بمناسبات وطنية، مثل ذكرى انتصار أكتوبر، أو فوز منتخب كرة القدم على منافس آخر له، إذ تحتل أغنية شادية الشهيرة "مصر اليوم في عيد"، قائمة الأغاني الوطنية.
فيما أكد مسؤول في إدارة مترو أنفاق القاهرة، أن هناك تعليمات بإذاعة تلك الأغاني يومياً، منذ الصباح الباكر، موعد تشغيل المترو، حتى إغلاق أبواب المحطات.
وأثارت تلك الأغاني الوطنية استغراب عدد كبير من الركاب، خصوصاً الشباب والفتيات، وردد البعض "احنا هنحارب"، والبعض الآخر رأى فيها ترفيهاً عن النفس، وآخر اعتبر أنها تُلهي عن ما يدور في مخيلة الجميع من أحداث استعداداً ليوم الجمعة.
وسخر ناشطون، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من هذه المحاولة لإلهاء الناس، فكتب محمد أشرف: "المترو رايق ومشغلين أغاني شادية كمّلها بالستر يا رب". وعلق أحمد الشحري قائلاً: "أنا مش لاقي أي سبب يشغلوا أغاني وطنية في المترو"، وقال محمد مندور: "نازلين نازلين.. مهما كانت الأغاني الوطنية".
وكتب فتحي عبد العزيز ساخرًا: "أغاني وطنية داخل مترو الأنفاق، حاسس إننا داخلين حرب"، واعتبر محمد شوكت أن "تلك الأغاني لن تبث الحب والوطنية في النفوس ولن تمنع الناس من المشاركة بالتظاهرات".