في وثائقيّ جديد له بعنوان "سنُفجِّر كلّ شيء" (2019)، المُشارك في قسم "نصف شهر المخرجين"، في الدورة الـ72 (14-25 مايو/أيار 2019) لمهرجان "كانّ" السينمائيّ الدولي، يتابع البولندي الأصل (المولود في لندن) ليخ كوفالسكي حكاية 277 عاملاً في الشركة الفرنسية "ج أم وأس" (المعنيّة بصناعة مستلزمات السيارات وأثاثها وإكسسواراتها)، الذين يكافحون للحصول على مستحقّاتهم، بعد قرار الإدارة التصفية القضائية للشركة، عام 2017. يتابع كوفالسكي مساراتهم ونضالاتهم ومواجهاتهم، وأثناء ذلك يكشف انتقال ملكية الشركة إلى إدارة جديدة، تكتفي بالتعاون مع 120 عاملاً منهم فقط.
في تقديمه فيلمه هذا، يكتب ليخ كوفالسكي أنّ "سنُفجِّر كلّ شيء" مزيج من "بلوز" و"روك أند رول"، معتبرًا إياه (المزيج) "سرّ ثورة ناجحة". يُضيف: "عندما وصلت، في قلب فرنسا، إلى مصنع تجهيزات السيارات (ج أم وأس)، المُهدَّد بالإقفال، شعرتُ بأن هناك حفلة موسيقية استثنائية ستُقام، وهذا حاصل: الكلمات التي يبتكرها الموظّفون تتجاوز حدود المُحتَمَل. موسيقى يؤلّفها أناسٌ تهدف إلى قلب القواعد كلّها، بما فيها قواعد النضال. وبما أنّ الصوت كافٍ لجلب وسائل الإعلام الوطنية، فإنّ صدى الحفلة الموسيقية تلك يعمّ البلد كلّه. أنا هناك، حاملاً الكاميرا بيدي، أصنع فيلمي بفضل تلك الغنائية لرجال ونساء منتكسين، لكن معهم أيضًا".
الأهمّ أيضًا، ما يقوله كوفالسكي في حوارات صحافية مختلفة، أبرزها تلخيص رؤيته عالم اليوم، وتحوّلاته وارتباكاته، إذْ يتساءل: "إنْ تُفقِر الرأسماليةُ الناسَ، فأي زبائن يبقى لها؟". يعتبر أنّ هذا هو السؤال الأهمّ، فهو في قلب "مشكلتنا الوجودية". بالنسبة إليه، "الأغنياء يزدادون غنى، لأنهم يرون الناس زبائن محتملين. لكن، في مرحلة معينة، عندما يصل الناس إلى حافة الفقر، كما هي حالنا الآن، لن يوجد إلاّ حل واحد: الثورة".
يقول أيضًا: "إنْ تكن غنيًا، فأنت غير مُشارك في صناعة المجتمع. تتنقّل بسيارة "ليموزين"، فتشعر أنّك فوق الجميع. هذه حياة مملّة جدًا. عليك أن ترى كيف يتسلّى الفقراء، وأيّ موسيقى يسمعون، وكيف يخلقون البهجة. من دونهم، لا مجتمع ولا ثقافة ولا شيء". وينتهي إلى القول إنّه يعتقد بحدوث "كارثة كبيرة"، فالأمور "ستتأزم، وسيتمّ البحث عن علاقة جديدة بين الفقراء والأغنياء، وسيكون النصر لا لمن يملك مالاً، بل لمن يعرف كيف يعيش".