فنانات غزة يرسمن "خارج الدائرة" احتفالاً بـ"يوم المرأة العالمي"

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
07 مارس 2019
6890C094-132A-4A5A-B1F3-F6C85AB2C806
+ الخط -
افتتحت لوحة تمثل جسداً مكبلاً لامرأة فلسطينية على أحد حواجز الاحتلال الإسرائيلي، من  أعمال الفنانة الفلسطينية عبير جبريل، معرض "خارج الدائرة" الخاص بلوحات تشكيلية عن المرأة الفلسطينية، ينظمه "آتيلييه غزة للفنانات التشكيليات" التابع لـ "المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية"، بالشراكة مع "جمعية الشبان المسيحية".

وعُرض على جدران القاعة الرئيسية لـ "المعهد الفرنسي" غرب مدينة غزة، عدد من اللوحات التشكيلية التي اتخذت أسلوباً تجريدياً للتعبير عن قضايا المرأة، وآمالها، وآلامها، في ظل الواقع الفلسطيني المتخم بالصعوبات والمعوقات.

(عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)


الأسلاك الشائكة التي تمثل العوائق والحواجز والاحتلال والانقسام والعادات والتقاليد، طغت على اللوحات التي عُرضت في زوايا المعرض، إذ التفّت على أجساد النساء في اللوحات المعروضة، وعلى أحلامهن وحقائب سفرهن لتحقيق أحلامهن، التي رسمتها الفنانة المشاركة إيمان الأشهب.

وتحدثت اللوحات الصمّاء بمجموعة رسائل جسدت واقع المرأة، إذ تجاوزت فتاة في إحدى اللوحات رصاصة وُجهت إلى رأسها بالانحناء، بينما صنعت فتاة أخرى القوارب الصغيرة من رسائلها الورقية، ونبتت داخل فتاة أخرى شجرة، تمثل روحها وتفاصيلها وخصوصياتها.

(عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)


وأوضحت مديرة "آتيلييه غزة"، الفنانة التشكيلية داليا عبد الرحمن، أن المعرض يمثل افتتاح أول مرسم في غزة للفنانات التشكيليات، يجمع نساءً من مختلف الأعمار، مبينة أن فكرته نبعت من عدم وجود مكان يحتضن الفنانات التشكيليات في غزة.

وقالت عبد الرحمن لـ "العربي الجديد": "اجتمعنا نساءً، وأسسنا أول آتيلييه، يضم نحو سبع فنانات، إلى جانب عدد من الصديقات، واخترنا اسم (خارج الدائرة) لأننا يجب أن نكون خارج الدائرة المغلقة للعادات والتقاليد والحصار والأوضاع السيئة"، مشيرة إلى أن المعرض جاء ضمن فعاليات الاحتفال بـ "يوم المرأة العالمي"، الذي يصادف غداً الثامن من مارس/ آذار.

(عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)


وبيّنت الفنانة عبد الرحمن، التي شاركت في مجموعة لوحات ضمن المرأة تعكس واقع المرأة، أن اللوحات المشاركة جاءت نتاج عدد من ورش العمل، التي نظمها المرسم حول واقع المرأة، مبينة أن المعرض يجمع خمس فتيات فلسطينيات، ونحو 35 عملاً فنياً يروي حكايات عن الحصار، والطفولة، والمرأة، وحقوق المرأة.

كما أشارت الفنانة الثلاثينية ميساء يوسف من مدينة غزة، إلى أنها شاركت بثماني لوحات حاولت التعبير عنها عبر "الكولاج" أو القص واللصق. وتحدثت من خلالها عن دائرة الأنثى الخاصة بها، مضيفة: "أحكي عبر اللوحات عن طفولة الأنثى الخالية من المسؤوليات التي تكبر وتكبر معها الأعباء والمسؤوليات".



كما لفتت إلى أنها أشارت للمرأة في إحدى لوحاتها وكأنها رُمانة، تنفرط حباتها نتيجة ضغوط الحياة، معتبرةً أن المعرض خلق مساحة حرة للفنانات للتعبير عن أنفسهن، "في غزة ندرة بالمعارض المشابهة التي تعبّر عن ثقافة المجتمع".

أما الفنانة التشكيلية مرام صقر، فقد اختارت التعبير عن رؤيتها لواقع المرأة عبر ثماني لوحات تحمل سلسلة من الأفكار المترابطة وفق حديثها مع "العربي الجديد"، التي تبدأ من حياة الإنسان جنيناً، ونقطة روح داخل أحشاء المرأة حتى نهاية الحياة.


(عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)


أوضحت فكرة لوحاتها قائلة: "الجنين في اللوحة الأولى يعيش في عالم آخر، وتجسد اللوحة الثانية مسؤولية الأم في الحرب عن روحها وروح جنينها، بينما لم تغفل اللوحات الأخرى عن بثّ الأمل عبر الفاكهة التي تخرج من الغصن اليابس، ولعب الأطفال على الرغم من الظروف الصعبة".

وأشارت إلى أن الفنانات من خلال المعرض، أردن إيصال رسالة أن الفلسطينيات قادرات على تحقيق الإنجازات، وإيصال صوتهن للعالم عبر الرسم والألوان، مضيفة: "من خلال اللوحات أثبتنا أنه رغم الضعف نحن قادرات على الوصول".

 

دلالات

ذات صلة

الصورة
مسيرة في شوارع واشنطن بالأكفان من أجل النساء في غزة - 17 - 10 - 2024

مجتمع

شهدت واشنطن موكباً جنائزياً ومسيرة تضامنية مع النساء في غزة، جابت شوارع العاصمة وصولاً إلى البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية
الصورة
تجمّع عسكري إسرائيلي على حدود لبنان، 30 سبتمبر 2024 (إريك مارمور/Getty)

سياسة

بعد عام على فتح الجبهة اللبنانية تحوّل لبنان من معركة إسناد غزة، إلى الحرب الشاملة، بفعل الاعتداءات الإسرائيلية المتلاحقة، التي بدأت في 23 سبتمبر الماضي.
الصورة
مسرة في جامعة جورج واشنطن دعماً لفلسطين/22 أغسطس 2024(Getty)

سياسة

خرجت مسيرة احتجاجية في شوارع واشنطن، اليوم الأربعاء، تنديداً باستمرار العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية وغزة.
الصورة

مجتمع

اضطرت عائلة في غزة مبتورة الأطراف إلى النزوح باتجاه مخيم النصيرات وسط قطاع غزة بعد تدمير منزلها في مدينة رفح (جنوب) رغم صعوبة الأوضاع والحركة
المساهمون