ولم تكن رغبات والده المبكرة لتثنيه عن حلمه الفني، ولم يكن حلمه الفني ليثنيه عن أن ينفذ رغبة والده في الحفاظ على مهنة أجداده، فقد ظلّ يعمل في تجارة الموبيليا "الأثاث" إلى أن اقترن اسمه الفني باسمه التجاري، وكما صارت الجماهير تطالب بالفنان محمود شكوكو لإحياء حفلاتها، ظلت الزبائن تطالب بموبيليا شكوكو ذات السمعة الطيبة.
ولد محمود شكوكو بحي الجمالية سنة 1912. اكتفى والده بتعليمه النجارة، فلم يذهب إلى مدرسة، وظلّ زمناً طويلاً بعد شهرته الفنية لا يجيد القراءة والكتابة، وهو ما كان يسبب له حرجاً كبيراً، فاجتهد وعلم نفسه بنفسه شيئاً فشيئاً وفق المستطاع. ومحمود شكوكو اسم مركب، فهو ليس شهرة ولا لقباً كما يُظن.
بعد فاصل قصير من الغناء مقلداً مشاهير مطربي عصره، اتجه شكوكو إلى فن المونولوج، فبرع فيه وطغت شهرته. وإذ عُرف شكوكو بشخصيته المرحة المناسبة للمنولوجست، وبهيئته المميزة بالجلباب البلدي والطاقية الطويلة التي تشبه طرطور الأراجوز، كان الفنان الوحيد في مصر الذي صَنع له النحاتون تماثيل من الصلصال، أو من الحلوى في المولد، فكان يقبل عليها المعجبون والأطفال. ونظراً لأدائه وهيئته المميزة أطلق عليه النقاد والإعلاميون "شارلي شابلن العرب".
تعرف شكوكو على علي الكسار، وانضم إلى فرقته، فكان يقدم المونولوجات في الفواصل المسرحية، ثم عرف في الإذاعة، فكان ضيفاً دائماً على موجاتها في المناسبات المختلفة. وفي سنة 1946 كوّن فرقته الخاصة، وكان من أعضائها: عبد العزيز محمود وتحية كاريوكا وسميحة توفيق، وكانت فرقة محمود شكوكو تقدم عروضها على مسرح حديقة الأزبكية بالقاهرة.
ومن أشهر مونولجاته: "أنا معلم وابن معلم، جرحوني وقفلوا الأجزخانات، خليكو شاهدين يا بهايم، شارلوك هولمز مين واحنا موجودين، ورد عليك فل عليك وغيرها". ومما يحسب لمحمود شكوكو إحياؤه لفن الأراجوز، وكان يعاونه "علي محمود" أشهر فناني الأراجوز في مصر، حيث زارا الكثير من بلدان العالم بعرائس الأراجوز الخشبية، وقدما عروضاً ناجحة.
Facebook Post |
بدأت رحلة محمود شكوكو مع السينما في 1942 بفيلم "بحبح في بغداد"، وكان آخرها سنة 1974 بفيلم "شلة الأنس" وفيما بينهما قام بالتمثيل والبطولة في عشرات الأفلام مثل: عودة طاقية الإخفاء، وعنتر ولبلب، المرأة شيطان، ظلموني الناس، والأسطى حسن وغيرها. وكان له حضور كبير بصحبة إسماعيل ياسين في الكثير من تلك الأعمال.
في أواخر أيامه اشتد المرض على محمود شكوكو، وظل في المستشفى عدة أشهر، توافد فيها عليه المئات من محبيه، إلى أن توفي في 21 فبراير/ شباط 1985، عن عمر 72 سنة.
Facebook Post |