منذ الإعلان عن رغبتهما في أن يؤدّي الممثل الأميركي ليوناردو دي كابريو (1974) دور الشاعر الصوفي جلال الدين الرومي (1207 ـ 1273 م.)، يتعرّض الأميركيان، السيناريست ديفيد فرانزوني والمنتج ستيفن جويل براون، لحملة يحاول القائمون بها "نهيهما" عن استكمال مشروعهما السينمائيّ الجديد، الذي يروي سيرة الشاعر الأشهر في التاريخ الشعري والصوفيّ، احتجاجاً على اختيار ممثل أبيض لتأدية الشخصية هذه. كما أن السيناريست فرانزوني أكد رغبته في التعاون مع الممثل الأميركي روبرت داوني جونيور (1965)، لتأدية دور شمس التبريزي (1185 ـ 1248 م)، "المعلّم الروحي للرومي".
ومع انتشار خبر الفيلم واختيار الممثل، قام الرسّام الإيراني شهاب جعفر نجاد بوضع تخطيط لدي كابريو بعينيه الزرقاوين، يرتدي فيه عمامة الرومي وجلبابه. وانتشر الرسم على مواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم، بحسب ما يشير تقرير لـ "دوتشيه فيليه" الألمانية.
بداية الضجة حول الأمر كانت في 6 يونيو/ حزيران 2016، حين أكد السيناريست والمنتج رغبتهما في التعاون مع الممثل الشاب، الفائز بـ "أوسكار" أفضل ممثل عن دوره في "المنبعث" (2015) للمكسيكيّ أليخاندرو غونزاليس إينّاريتو، للقيام بدور الرومي في الفيلم الذي سيروي سيرة حياته. وقالا، في حوار للصحيفة البريطانية "ذا غارديان"، إنهما يريدان "تغيير الصُورة النمطية للشخصيات المسلمة في السينما".
علماً أن فرانزوني يرى، في الحوار نفسه، أن الرومي مثل الأديب الإنكليزي وليام شكسبير: "شخصية لديها موهبة كبيرة"، مشيراً إلى أن تأثيره لا يزال فاعلاً وقوياً لغاية الآن، وإلى أن شعبه ومجتمعه "يُقدّرانه كثيراً". وأضاف أن أسباباً عديدة تدفع إلى تنفيذ مشروعٍ كهذا عن الرومي، حالياً: "هذا موضوع يجب أن يُروى. الرومي معروفٌ في الولايات المتحدّة الأميركية، لهذا يجب إظهار وجهه، وسرد حكايته".
أياً يكن، فإن تصريحاته أدّت إلى قيام مجموعة من الرافضين بنشر عريضة للاعتراض على أن يكون دي كابريو هو من يؤدّي دور الرومي، مخالفين توجهات أخرى ترى مسعى حميداً لفرانزوني برسم صورة "تُخالف النمط الذي يتوقّعه المشاهدون من السينما الغربية حول الشخصيات الإسلامية".
وجمعت العريضة التي تواجه "النوايا الحسنة والطيّبة" للثنائي فرانزوني وجويل براون، لغاية 30 يونيو/ حزيران 2016، 10 آلاف و800 توقيع. ويقول نصّ العريضة إن الثنائيّ هذا "يريد إعادة كتابة التاريخ"، مضيفاً أن الممثلين المسلمين "يوضعون، سريعاً، في خانة الإرهابيين. لكن، عندما يريد مشروعاً سينمائياً أن يُصوِّر مسلماً، بطريقة إيجابية، فإن هؤلاء يوضعون جانباً، ويتمّ اختيار ممثل أبيض ليؤدّي الدور". وتُطالب العريضة السيناريست ديفيد فرانزوني والمنتج ستيفن جويل براون، بالتعاون مع ممثل من الشرق الأوسط، لتأدية الدور المطلوب، "كي يُغيّرا، حقيقةً، الصورة النمطية السائدة في هوليوود".
من جهته، لم يؤكّد الممثل الأميركي دي كابريو موافقته على تأدية الدور، لغاية الآن.
وبحسب تقرير "دوتشيه فيليه" نفسه، فإن جدلاً من نوع آخر "يشتعل"، حول الدرويش العاشق، الملقّب بـ "مولانا" (جلال الدين الرومي). ذلك أن الحكومة الأفغانية تطرح تساؤلات "حول هويته ونسبه"، بينما تبدي إيران وتركيا اهتماماً كبيراً بإدراج أشهر دواوينه، "مثنوي مثنوي"، على لائحة التراث الثقافي العالمي لدى "يونسكو"، باعتباره جزءاً من ميراث كلّ منهما، ما يؤدّي، هنا أيضاً، إلى جدل خلافي بينهما.
المعروف أن جلال الدين الرومي الرومي مولودٌ في إقليم "بلخ" في أفغانستان، لكنه غادره مع غزو المغول، متوجّهاً إلى إيران للدراسة. وهو كتب بلغة إيران، التي تُعدّ، حينها (القرن الـ 13 الميلاديّ)، "لغة الأدب والقوانين في تركيا، قبل العهد العثماني". ثم كان سفره إلى بغداد ودمشق، قبل أن يُمضي معظم حياته في المدينة التركية "قونية".
اقــرأ أيضاً
ومع انتشار خبر الفيلم واختيار الممثل، قام الرسّام الإيراني شهاب جعفر نجاد بوضع تخطيط لدي كابريو بعينيه الزرقاوين، يرتدي فيه عمامة الرومي وجلبابه. وانتشر الرسم على مواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم، بحسب ما يشير تقرير لـ "دوتشيه فيليه" الألمانية.
بداية الضجة حول الأمر كانت في 6 يونيو/ حزيران 2016، حين أكد السيناريست والمنتج رغبتهما في التعاون مع الممثل الشاب، الفائز بـ "أوسكار" أفضل ممثل عن دوره في "المنبعث" (2015) للمكسيكيّ أليخاندرو غونزاليس إينّاريتو، للقيام بدور الرومي في الفيلم الذي سيروي سيرة حياته. وقالا، في حوار للصحيفة البريطانية "ذا غارديان"، إنهما يريدان "تغيير الصُورة النمطية للشخصيات المسلمة في السينما".
علماً أن فرانزوني يرى، في الحوار نفسه، أن الرومي مثل الأديب الإنكليزي وليام شكسبير: "شخصية لديها موهبة كبيرة"، مشيراً إلى أن تأثيره لا يزال فاعلاً وقوياً لغاية الآن، وإلى أن شعبه ومجتمعه "يُقدّرانه كثيراً". وأضاف أن أسباباً عديدة تدفع إلى تنفيذ مشروعٍ كهذا عن الرومي، حالياً: "هذا موضوع يجب أن يُروى. الرومي معروفٌ في الولايات المتحدّة الأميركية، لهذا يجب إظهار وجهه، وسرد حكايته".
أياً يكن، فإن تصريحاته أدّت إلى قيام مجموعة من الرافضين بنشر عريضة للاعتراض على أن يكون دي كابريو هو من يؤدّي دور الرومي، مخالفين توجهات أخرى ترى مسعى حميداً لفرانزوني برسم صورة "تُخالف النمط الذي يتوقّعه المشاهدون من السينما الغربية حول الشخصيات الإسلامية".
وجمعت العريضة التي تواجه "النوايا الحسنة والطيّبة" للثنائي فرانزوني وجويل براون، لغاية 30 يونيو/ حزيران 2016، 10 آلاف و800 توقيع. ويقول نصّ العريضة إن الثنائيّ هذا "يريد إعادة كتابة التاريخ"، مضيفاً أن الممثلين المسلمين "يوضعون، سريعاً، في خانة الإرهابيين. لكن، عندما يريد مشروعاً سينمائياً أن يُصوِّر مسلماً، بطريقة إيجابية، فإن هؤلاء يوضعون جانباً، ويتمّ اختيار ممثل أبيض ليؤدّي الدور". وتُطالب العريضة السيناريست ديفيد فرانزوني والمنتج ستيفن جويل براون، بالتعاون مع ممثل من الشرق الأوسط، لتأدية الدور المطلوب، "كي يُغيّرا، حقيقةً، الصورة النمطية السائدة في هوليوود".
من جهته، لم يؤكّد الممثل الأميركي دي كابريو موافقته على تأدية الدور، لغاية الآن.
وبحسب تقرير "دوتشيه فيليه" نفسه، فإن جدلاً من نوع آخر "يشتعل"، حول الدرويش العاشق، الملقّب بـ "مولانا" (جلال الدين الرومي). ذلك أن الحكومة الأفغانية تطرح تساؤلات "حول هويته ونسبه"، بينما تبدي إيران وتركيا اهتماماً كبيراً بإدراج أشهر دواوينه، "مثنوي مثنوي"، على لائحة التراث الثقافي العالمي لدى "يونسكو"، باعتباره جزءاً من ميراث كلّ منهما، ما يؤدّي، هنا أيضاً، إلى جدل خلافي بينهما.
المعروف أن جلال الدين الرومي الرومي مولودٌ في إقليم "بلخ" في أفغانستان، لكنه غادره مع غزو المغول، متوجّهاً إلى إيران للدراسة. وهو كتب بلغة إيران، التي تُعدّ، حينها (القرن الـ 13 الميلاديّ)، "لغة الأدب والقوانين في تركيا، قبل العهد العثماني". ثم كان سفره إلى بغداد ودمشق، قبل أن يُمضي معظم حياته في المدينة التركية "قونية".