جدل حول اتهام لاجئين بتفجيرات باريس

14 نوفمبر 2015
"حروبكم .. موتانا" (Getty)
+ الخط -
بعد أن هزّت العاصمة الفرنسية باريس، مساء الجمعة، أربع هجمات إرهابية متزامنة أودت بحياة العشرات وجرح آخرين، تداول معلّقون على شبكات التواصل نظريات واحتمالات في محاولات منهم للكشف عن حقيقة ما حصل.


وجاءت الهجمات الأربع إثر هجوم مسلح على واجهة مقهى، واقتحام مسرح لوباتاكلان الباريسي، بالإضافة إلى تفجيرين يرجح أنهما انتحاريين قرب ملعب فرنسا الدولي.

الهجوم الإرهابي اعتُبر الأعنف والأكثر تنظيماً منذ سنوات، حيث استمرّ إعلان حال الطوارئ في العاصمة حتى ساعات الفجر الأولى. وسارع بعض روّاد شبكات التواصل إلى إلقاء اللوم على اللاجئين الذين دخلوا حديثاً إلى عدة دول أوروبية هرباً من الحروب المشتعلة في بلادهم.

وقد تبادل المغرّدون الاتهامات في ظل إصرار بعضهم على لوم اللاجئين السوريين والعرب الذين عبروا الحدود الفرنسية مؤخراً.

وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قد أعلن عقب هجمات البارحة عن إغلاق الحدود الفرنسية من دون تحديد المدة الزمنية، وذلك منعاً لاستخدام المتهمين المشتبه بتورطهم بالهجمات الأخيرة تلك الحدود للهروب إلى بلاد مجاورة.



وأكد هولاند أنه أصدر تعليماته لتوفير كل القوات الممكنة لإلقاء القبض على منفذي الهجوم، في الوقت الذي أعلنت فيه الشرطة في مدينة باريس ما يشبه حالة حظر تجول في العاصمة وطلبت من الباريسيين عدم مغادرة منازلهم إلا للضرورة القصوى.



وتساءل المغرّدون إن كان إغلاق الحدود الفرنسية اعترافاً ضمنياً من الدولة بأن الإرهاب دخيلٌ على المجتمع الفرنسي استُقدم من الخارج وتوغّل في البلاد مستغلاً أزمات اللجوء وتدفّق اللاجئين. أما تغريدة "دان هالاوي" فلقيت تفاعلاً كبيرا حيث تساءل عن الهدف من اتهام اللاجئين بالمشاركة في الهجمات الأخيرة مضيفاً: "ألا تدرون أن هؤلاد غادروا بلادهم هرباً من الإرهاب نفسه؟".



الشائعات والأخبار التي جرى تداولها في الساعات الماضية حوّلت كل ناشط حريص على شبكات التواصل إلى محقق يسعى للتأكد من الوقائع قبل إعادة نشرها، ففور نشر أحد مراسلي شبكة "فوكس نيوز" خبر وجود جواز سفر سوري بالقرب من جثة أحد الانتحاريين تساءل بعضهم عن مدى صحة الخبر وحقيقة تلف جواز السفر عقب الانفجار والحرائق، حيث أنه من المستحيل أن يبقى جواز سفر على حاله بعد انفجار.


المحلل الأمني مايكل هوروويتز نقل عبر حسابه على "تويتر" عن الانتهاء من فحوصات الحمض النووي التي أكدت أن انتحاري من الانتحاريين فرنسي الجنسية معروف بتطرّفه.


وبالتزامن مع موجة الاتهامات العنصرية برز وسم "#MUSLIMSARENOTTERRORISTS" الذي دعا إلى استباق حالة "الإسلاموفوبيا" التي قد تنتشر خلال الأيام القليلة المقبلة في أوروبا كنتيجة عكسية للهجوم الإرهابي. وطالب هؤلاء بعدم شمل المسلمين جميعاً مع مجموعة من الأشخاص "الذين لا يمتلكون عقلاً كداعش".

الخوف من التنميط دفع بشاب فرنسي مسلم للقول خلال مقابلة له مع تلفزيون "فرانس 2: "نحن كمسلمون في فرنسا، نخاف اليوم من أن ندفع ثمن الهجمات الإرهابية التي حصلت".

محطات إخبارية فرنسية محلية كانت قد نقلت ليل الجمعة السبت أخباراً عن اندلاع النيران في مخيم "كاليه" للاجئين شمال فرنسا بعد ساعات قليلة من التفجيرات التي ضربت مناطق متفرقة من العاصمة الفرنسية.


اقرأ أيضاً: مغرّدون عرب: حياة الفلسطينيين مهمّة أيضاً