نشرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، قصة إحدى الهاربات من تنظيم "داعش" لخصت خلال المقابلة الفترة التي قضتها في سورية بـ "الجحيم". وفي عددها الأسبوعي، نشر قسم "الأوبزرفر" مقابلة مع صوفي كاسيكي وهو اسم وهمي، لامرأة غادرت إلى الرقة برفقة ابنها الصغيرة البالغ من العمر 4 أعوام.
وبينما كانت كاسيكي تنظر إلى صورة لآخر مقاطع التنظيم التي تظهر أحد الأطفال، دمعت عيناها وقالت: "هذا قد يكون ابني الذي قد أقتل نفسي وأقتله قبل أن يصبح قاتلا، أو يقع في أيدي هؤلاء القتلة"، في إشارة منها إلى تنظيم "داعش".
وتعتبر "كاسيكي" واحدة من النساء القلائل اللواتي كنّ في مدينة الرقة، معقل "داعش" في سورية، واستطاعت العودة لرواية قصتها. وقالت "كاسيكي" إنها تشعر بالذنب يومياً، وأنها تُسائل نفسها عما فعلته، وكيف أخذت ابنها إلى سورية، مؤكدة أنها "تكره أولئك الذين تلاعبوا بها واستغفلوا ضعفها وخوفها".
وبحسب صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، وثقت "كاسيكي" قصتها في كتاب "في ليلة داعش"، هي التي ولدت في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ونشأت في بيئة كاثوليكية محافظة، وكان عمرها تسع سنوات عندما أرسلت إلى باريس مع أختها. وبعد عملها مع عائلات المهاجرين، قررت كاسيكي اعتناق الإسلام، من دون أن تخبر زوجها، بسبب فجوة في حياتها، بحسب توصيفها، إلا أن "إيمانها الجديد" جلب لها راحة مؤقتة، وعرفها على ثلاثة فتيان مسلمين،
كانوا يعاملونها كأخت كبيرة.
وفي 20 فبراير/شباط 2015، أخبرت كاسيكي زوجها بأنها سافرت للعمل في ملجأ للأيتام في اسطنبول لبضعة أسابيع، وبأنها ستأخذ ابنها، وبدلا من ذلك، قررت التوجه إلى جنوب تركيا ومنها إلى سورية.
وفي الرقة، اكتشفت كاسيكي، بحسب "ذا غارديان"، أن الحياة مختلفة عن "الجنة" المرسومة في مخيّلات البعض. فقد منعت من الخروج وحدها، وكان عليها أن تغطي نفسها من الرأس إلى الأصبع، وأن تسلّم جواز سفرها، إلى جانب الحد من التواصل مع عائلتها في فرنسا.
وأوضحت "كاسيكي" أن الأمر "تطلب منها عشرة أيام لتستيقظ من "التنويم" الذي كانت تعيشه"، بالإضافة للرسائل والصور التي تبادلتها بين عائلتها وزوجها، قائلة: "طلبتُ الذهاب للمنزل، فبدأوا باختلاق الأعذار، التي تحولت إلى تهديدات بالرجم أو القتل إن حاولت الذهاب". وتابعت: "وعندما طلب أحد الرجال الفرنسيين مني أخذ ابني للصلاة في المسجد صرخت به، فضربني بوحشية على وجهي، وسُجنت لأيام عديدة".
واستطاعت "كاسيكي" الهرب والوصول إلى الحدود التركية بمساعدة بعض عناصر المعارضة السورية بحسب ما ذكرته في مقابلتها، لتصل إلى تركيا ومنها إلى باريس حيث تم التحقيق معها وسُجنت لشهرين، ومُنعت من التواصل مع عائلتها كونها تواجه حتى اليوم، تهماً بخطفها ابنها بالقوة.
وختمت بالقول إن "الطريقة الوحيدة للفرار من التنظيم كانت الزواج من أحد مقاتليه"، مضيفةً أن "النساء هناك كنّ عبارة عن أرحام تلد أطفالاً لداعش"، وتساءلت عن كيفية غسل التنظيم لعقول آلاف الشبان.
وبحسب إحصاءات المخابرات الفرنسية، تتواجد حوالي 220 امرأة فرنسية مع تنظيم "داعش"، بينما 35 بالمئة منهنّ اعتنقن الإسلام حديثاً.
اقرأ أيضاً: خلف قناع رجل "داعش" البريطاني الجديد "أبو رميثة"
وبينما كانت كاسيكي تنظر إلى صورة لآخر مقاطع التنظيم التي تظهر أحد الأطفال، دمعت عيناها وقالت: "هذا قد يكون ابني الذي قد أقتل نفسي وأقتله قبل أن يصبح قاتلا، أو يقع في أيدي هؤلاء القتلة"، في إشارة منها إلى تنظيم "داعش".
وتعتبر "كاسيكي" واحدة من النساء القلائل اللواتي كنّ في مدينة الرقة، معقل "داعش" في سورية، واستطاعت العودة لرواية قصتها. وقالت "كاسيكي" إنها تشعر بالذنب يومياً، وأنها تُسائل نفسها عما فعلته، وكيف أخذت ابنها إلى سورية، مؤكدة أنها "تكره أولئك الذين تلاعبوا بها واستغفلوا ضعفها وخوفها".
Twitter Post
|
وبحسب صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، وثقت "كاسيكي" قصتها في كتاب "في ليلة داعش"، هي التي ولدت في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ونشأت في بيئة كاثوليكية محافظة، وكان عمرها تسع سنوات عندما أرسلت إلى باريس مع أختها. وبعد عملها مع عائلات المهاجرين، قررت كاسيكي اعتناق الإسلام، من دون أن تخبر زوجها، بسبب فجوة في حياتها، بحسب توصيفها، إلا أن "إيمانها الجديد" جلب لها راحة مؤقتة، وعرفها على ثلاثة فتيان مسلمين،
وفي 20 فبراير/شباط 2015، أخبرت كاسيكي زوجها بأنها سافرت للعمل في ملجأ للأيتام في اسطنبول لبضعة أسابيع، وبأنها ستأخذ ابنها، وبدلا من ذلك، قررت التوجه إلى جنوب تركيا ومنها إلى سورية.
وفي الرقة، اكتشفت كاسيكي، بحسب "ذا غارديان"، أن الحياة مختلفة عن "الجنة" المرسومة في مخيّلات البعض. فقد منعت من الخروج وحدها، وكان عليها أن تغطي نفسها من الرأس إلى الأصبع، وأن تسلّم جواز سفرها، إلى جانب الحد من التواصل مع عائلتها في فرنسا.
وأوضحت "كاسيكي" أن الأمر "تطلب منها عشرة أيام لتستيقظ من "التنويم" الذي كانت تعيشه"، بالإضافة للرسائل والصور التي تبادلتها بين عائلتها وزوجها، قائلة: "طلبتُ الذهاب للمنزل، فبدأوا باختلاق الأعذار، التي تحولت إلى تهديدات بالرجم أو القتل إن حاولت الذهاب". وتابعت: "وعندما طلب أحد الرجال الفرنسيين مني أخذ ابني للصلاة في المسجد صرخت به، فضربني بوحشية على وجهي، وسُجنت لأيام عديدة".
واستطاعت "كاسيكي" الهرب والوصول إلى الحدود التركية بمساعدة بعض عناصر المعارضة السورية بحسب ما ذكرته في مقابلتها، لتصل إلى تركيا ومنها إلى باريس حيث تم التحقيق معها وسُجنت لشهرين، ومُنعت من التواصل مع عائلتها كونها تواجه حتى اليوم، تهماً بخطفها ابنها بالقوة.
وختمت بالقول إن "الطريقة الوحيدة للفرار من التنظيم كانت الزواج من أحد مقاتليه"، مضيفةً أن "النساء هناك كنّ عبارة عن أرحام تلد أطفالاً لداعش"، وتساءلت عن كيفية غسل التنظيم لعقول آلاف الشبان.
وبحسب إحصاءات المخابرات الفرنسية، تتواجد حوالي 220 امرأة فرنسية مع تنظيم "داعش"، بينما 35 بالمئة منهنّ اعتنقن الإسلام حديثاً.
اقرأ أيضاً: خلف قناع رجل "داعش" البريطاني الجديد "أبو رميثة"