عرفت مدن تونسية عدة في اليومين الماضيين مطراً شديداً وقياسياً، ما خلق حالة من الارتباك في الحياة العامة وشللاً شبه تام. ومجدداً أثبتت صحافة المواطنة أنها صاحبة الدور الأبرز في نقل مشاكل المواطن التونسي ومدّ التونسيين بالمعلومة والتقاط الصور الحية للمياه التي تغمر المؤسسات العامة والخاصة. كما قام بعض المواطنين من خلال استعمال خدمة "فيسبوك مباشر" بنقل حي من المناطق التى تضررت من جراء نزول الأمطار.
هذا الحضور البارز لصحافة المواطنة في مواقع التواصل، وحتى عندما قامت ببث الصور والفيديوهات والمعلومات، فإنها كانت متاخرة كثيراً عمّا يتمّ تداوله على مواقع التواصل. وهو ما يطرح إشكالية المنافسة بين الإعلام الكلاسيكي وصحافة المواطنة. لكن بعض وسائل الإعلام التونسية، خصوصاً الإذاعات الخاصة حاولت الاستفادة من خدمات المواطن الصحافي من خلال فتح خطوط الاتصال لبعض المواطنين بهدف تقديم المعلومة السريعة لما يحصل في بعض المدن، خصوصاً في الساحل التونسي حيث وصل معدل تساقط الأمطار إلى 238 ميليمتر فى وقت قياسي.
عن هذه الظاهرة يقول الإعلامي محمد وليد الجموسي "صحافة المواطنة تثبت كلّ يوم أنّها تحقق تقدّماً كبيراً على الصحافة التقليديّة وأنّ قدرتها على التقاط اللحظة وتقديم الصورة كما هي، لا تقارن بالنمط الإعلامي التقليدي الذي ما زال يغالي في التزامه باللغة الخشبيّة وبانتقاء الصورة والخبر وفق زاوية ضيّقة جدّاً". وهو رأي يشاركه فيه عدد كبير من التونسيين الذين جعلوا من مواقع التواصل الاجتماعي مصدراً رئيسياً للخبر عندهم في بلد يبلغ فيه عدد الحسابات على "فيسبوك" ما يناهز سبعة ملايين حساب، أي أن أكثر من 60 بالمئة من التونسيين يمتلكون حسابات فيسبوكية قد تكون مصدرهم الرئيسي للمعلومة.
هذا الصعود الصاروخي لعدد الحسابات الفيسبوكية في تونس والذي كان لا يتجاوز قبل ثورة 14 يناير/كانون الثاني 2011 مليون ونصف مليون حساب، جعل من هذه المنصة وسيلة إعلام بديلة لدى التونسيين يتمّ توظيفها حتى من قبل المؤسسات الرسمية ومن الأحزاب السياسية التي باتت تراهن على الحضور في مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من الحضور في وسائل الإعلام التقليدية وهو ما يطرح التساؤل حول مستقبل الإعلام الكلاسيكي.
تساؤل يرى البعض، ومنهم الدكتور نورالدين الحاج محمود، المختص في علم اجتماع الإعلام، أنه منطقي خصوصاً أمام الأزمة التي تعيشها وسائل الإعلام التقليدية أمام المنافسة الشرسة من قبل المحامل الإلكترونية. وأضاف في تصريح لـ"العربي الجديد" أن وسائل الإعلام التقليدية مطالبة بتوظيفها المحامل الإعلامية الجديدة ومنها منصات التواصل الاجتماعي للمحافظة على استمراريتها وضمان ديمومتها". وأشار الحاج محمود أن هذا لا يعني بالمرة أن صحافة المواطنة قادرة على القضاء نهائياً على وسائل الإعلام التقليدية بل ستكون منافساً لها مثلما كان المذياع منافساً للصحف الورقية والتلفزيون منافساً للراديو لكن لا أحد نفى الآخر وإن حدّ من درجة انتشاره وإشعاعه.
الدكتور نورالدين الحاج محمود يذهب فى تصريحه لـ"العربي الجديد" أن وسائل الإعلام التقليدية تمتلك قدراً أكبر من المصداقية والمهنية فى تناول الخبر وتحليله بينما صحافة المواطنة هي تسجيل للحظة الزمنية أي زمن وقوع الحدث، "كما أن القاعدة المهنية معروفة فالخبر بلا مصدر مجرد إشاعة وبالتالي فمحافظة وسائل الإعلام التقليدية على مكانتها تستمد أساساً من مصداقيتها وذلك بعدم السقوط في التسرع تحت مسمى السبق الصحافي".
اقــرأ أيضاً
هذا الحضور البارز لصحافة المواطنة في مواقع التواصل، وحتى عندما قامت ببث الصور والفيديوهات والمعلومات، فإنها كانت متاخرة كثيراً عمّا يتمّ تداوله على مواقع التواصل. وهو ما يطرح إشكالية المنافسة بين الإعلام الكلاسيكي وصحافة المواطنة. لكن بعض وسائل الإعلام التونسية، خصوصاً الإذاعات الخاصة حاولت الاستفادة من خدمات المواطن الصحافي من خلال فتح خطوط الاتصال لبعض المواطنين بهدف تقديم المعلومة السريعة لما يحصل في بعض المدن، خصوصاً في الساحل التونسي حيث وصل معدل تساقط الأمطار إلى 238 ميليمتر فى وقت قياسي.
عن هذه الظاهرة يقول الإعلامي محمد وليد الجموسي "صحافة المواطنة تثبت كلّ يوم أنّها تحقق تقدّماً كبيراً على الصحافة التقليديّة وأنّ قدرتها على التقاط اللحظة وتقديم الصورة كما هي، لا تقارن بالنمط الإعلامي التقليدي الذي ما زال يغالي في التزامه باللغة الخشبيّة وبانتقاء الصورة والخبر وفق زاوية ضيّقة جدّاً". وهو رأي يشاركه فيه عدد كبير من التونسيين الذين جعلوا من مواقع التواصل الاجتماعي مصدراً رئيسياً للخبر عندهم في بلد يبلغ فيه عدد الحسابات على "فيسبوك" ما يناهز سبعة ملايين حساب، أي أن أكثر من 60 بالمئة من التونسيين يمتلكون حسابات فيسبوكية قد تكون مصدرهم الرئيسي للمعلومة.
هذا الصعود الصاروخي لعدد الحسابات الفيسبوكية في تونس والذي كان لا يتجاوز قبل ثورة 14 يناير/كانون الثاني 2011 مليون ونصف مليون حساب، جعل من هذه المنصة وسيلة إعلام بديلة لدى التونسيين يتمّ توظيفها حتى من قبل المؤسسات الرسمية ومن الأحزاب السياسية التي باتت تراهن على الحضور في مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من الحضور في وسائل الإعلام التقليدية وهو ما يطرح التساؤل حول مستقبل الإعلام الكلاسيكي.
تساؤل يرى البعض، ومنهم الدكتور نورالدين الحاج محمود، المختص في علم اجتماع الإعلام، أنه منطقي خصوصاً أمام الأزمة التي تعيشها وسائل الإعلام التقليدية أمام المنافسة الشرسة من قبل المحامل الإلكترونية. وأضاف في تصريح لـ"العربي الجديد" أن وسائل الإعلام التقليدية مطالبة بتوظيفها المحامل الإعلامية الجديدة ومنها منصات التواصل الاجتماعي للمحافظة على استمراريتها وضمان ديمومتها". وأشار الحاج محمود أن هذا لا يعني بالمرة أن صحافة المواطنة قادرة على القضاء نهائياً على وسائل الإعلام التقليدية بل ستكون منافساً لها مثلما كان المذياع منافساً للصحف الورقية والتلفزيون منافساً للراديو لكن لا أحد نفى الآخر وإن حدّ من درجة انتشاره وإشعاعه.
الدكتور نورالدين الحاج محمود يذهب فى تصريحه لـ"العربي الجديد" أن وسائل الإعلام التقليدية تمتلك قدراً أكبر من المصداقية والمهنية فى تناول الخبر وتحليله بينما صحافة المواطنة هي تسجيل للحظة الزمنية أي زمن وقوع الحدث، "كما أن القاعدة المهنية معروفة فالخبر بلا مصدر مجرد إشاعة وبالتالي فمحافظة وسائل الإعلام التقليدية على مكانتها تستمد أساساً من مصداقيتها وذلك بعدم السقوط في التسرع تحت مسمى السبق الصحافي".