يُتوقع الفوز في الانتخابات الوطنية في أيسلندا السبت المقبل لحزب لم يكن موجوداً أصلاً قبل أربعة أعوام، وفقاً للاستطلاعات الأخيرة.
ويدعى "حزب القراصنة"، ويضم بين أعضائه مجموعة من الأناركيين (الفوضويين)، وقراصنة الكمبيوتر، والتحرريين، ومهووسي الإنترنت، وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
يحدد الحزب سياسته العامة من خلال استطلاعات للرأي عبر الإنترنت، ويؤمن أن الحكومة يجب أن تتبع النهج نفسه. ويهدف إلى تحويل أيسلندا إلى "سويسرا من بتات (Bits)" خالية من التلصص الرقمي، أي تحويل أيسلندا إلى "ملاذ رقمي آمن" يشبه إلى حد كبير سياسة سويسرا مع الأعمال المصرفية. كما عرض الحزب على العميل السابق في وكالة الأمن القومي الأميركي، إدوارد سنودن، والذي حصل على لجوء في روسيا، مكاناً جديداً في أيسلندا ليكون بمثابة وطن له.
صعود "القراصنة" من نقطة هامشية إلى محورية في السياسة الأيسلندية، أذهل مؤسسة الحزب نفسه، بريجيتا جانسدوتير (49 عاماً). وهي شاعرة ومبرمجة على شبكة الإنترنت، وناشطة سابقة في مؤسسة "ويكيليكس"، وفقاً للصحيفة. وصرحت جانسدوتير لـ"واشنطن بوست" أنها لم تكن تتصور حزبها في الحكم بعد وقت قصير على إطلاقه.
"لكننا في عام 2016؛ عام المستحيلات في الانتخابات والسياسة كتصويت بريطانيا على "البريكست" وفوز دونالد ترامب بترشيح الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة الأميركية له، وقد ينضم "القراصنة" إلى سلسلة المستحيلات هذه فيتولون حكومة أوروبية"، وفقاً للصحيفة.
وأشارت إلى أن فوز "القراصنة" في الانتخابات الوطنية الأيسلندية لا يعني الانعزال في جمهورية تضم مناظر طبيعية خلابة، وحمماً بركانية، وعدد سكانها أقل من عدد سكان العاصمة الأميركية واشنطن، إذ تعد البلد الأقل كثافة سكانياً في أوروبا، ويعتمد اقتصادها على السياحة وصيد الأسماك، ولا وجود للجيش فيها.
ورأت الصحيفة ذاتها أن فوز "حزب القراصنة" قد يقدم مثالاً حياً على المدى الذي يستعد الأوروبيون للوصول إليه في رفضهم التيار السياسي السائد، وقد يضيف انتصاراً جديداً إلى سلسلة الانتصارات السياسية المتمردة لليسار المتطرف واليمين المتطرف على السواء.
في الوقت نفسه، لا يصنف "القراصنة" حزبهم باليميني أو اليساري، بل يعتبرون أن الحزب حركة راديكالية تجمع الأفضل في الاثنين، وقد تكون الانتخابات في أيسلندا بداية إعادة الاستنهاض التي تحتاجها الديمقراطيات الغربية بشكل ملحّ، وفقاً للصحيفة.
(العربي الجديد)