عبر تسريب فيديو بعدسة جيدة الدقة، تظهر 5 نساء سوريات بلباس عسكري، وثلاثة منهنّ يضع حجاباً، ليتحدثن لحاملة الكاميرا، عن التحرش الذي يتعرضن له من قبل قائد وضباط اللواء 130 المقاتل في حلب، النساء المتطوعات للقتال يُنقلن من كل المحافظات إلى التجمع العسكري في حلب، وذلك للقيام بمهمات قتالية ولوجستية دعماً لقتال جيش النظام.
سريعاً يكتشف المتلقي اختلاف صيغة المخاطب أمام الكاميرا، في السنوات الخمس التي توالت على الثورة السورية، لا تملك النسوة المجندات خطاباً سلطوياً حاداً، ولا يملكن انطواء سرياً على ذُل الذات أمام القادة العسكريين.
على أرض متسخة، وببدلاتهن العسكرية، يجلسن على الأرض، ويكسرن نمطاً مثالياً يحاول النظام تكراره لخمس سنين لمظهر جنوده ومواليه. حتى المحجبات منهن يجلسن بأسلوب عفوي غير مُلقم بهيبية مصطنعة، يتحدثن دون أي ذعر أمام الكاميرا عن معاناتهن، لا يترددن كُلهن بموافقة إحداهن، وهي تضع نفسها بموقع الفتاة البشعة، غير الصالحة للأهواء الجنسية لقائد اللواء وضباطه، والأخرى، تشعر نفسها مهانة على كل حاجز، فلا أحد يعترف بقيمة تطوعها للقتال دفاعاً عن البلد كما تدعي، صيغة الفضيحة ليست واضحة تماماً، النسوة يتحدثن من باب الألم والخوف والقهر، وليس من باب استهلاك الفضيحة، في هذا تبدو النسوة قد فقدن كل شيء، في أثناء المحاولة العنفوانية للدفاع عن النظام، وفي الانتماء إليه.
المقطع المسرب أحد المقاطع القليلة جداً، التي تفضح الجيش السوري والنظام بكل صراحة ومن دون أي ارتباك، هذا الهجوم مبطن بأكثر أنواع القهر انتشاراً، العنف ضد المرأة، والاستهانة بها وبقدراتها، وتحويلها إلى جسدٍ صرف أمام شهوة ذكورية لا تنتهي.
فالقادة الذكوريون لن يتخلوا أبداً عن جعلهن مجرد أجسادٍ لتفريغ للشهوة، ولسن جسداً عسكرياً مقاتلاً للموت والشهادة دفاعاً عن الوطن مثل قادتهم الذكور. ما يميز النسوة، أنهن لا يملكن أي خوف في أثناء حديثهن، فرغم انتشار أخبار فساد الجيش وقادته بين الجنود وغيرهم، إلا أن أحداً ما لن يجرؤ على الحديث جهراً عن هذا الفساد، أمام كاميرا، وبكامل الضعف والاستسلام والصراحة، حيث يعد الفيديو اختراقاً للعالم الخارجي الذي يرسمه النظام لمقاتليه.
وسيتبع هذا الفيديو مئات المقاطع، التي تُخرج خفايا الذات العسكرية وأحوالها إلى العالم الخارجي، في سورية آلاف الضعفاء والمظلومين يخفون عالمهم الداخلي، خوفاً من بطش النظام.
ناهيك عن التحرش الجنسي والظلم اللذين تحدثت عنهما النسوة، يخرج إلى العالم الخارجي أيضاً طريقة تعامل جيش النظام مع الوجود الروسي، كيف يُعامل الجيش السوري جنوده في أثناء الزيارات الروسية للقطع العسكرية، حيث يتم إرضاء الجنود وإطعامهم، ذلك لأن الروسي يشترط أن يكون الجيش وأفراده في أفضل حالة، الإهانة المضاعفة الذي سمعها الجميع جهاراً، هي إهانة يعرفها الجميع ويشعر بها، أن يكون الأجنبي جالباً للحياة الكريمة للجندي المقاتل مع النظام. مادحو الوجود الروسي من الجنود والمتطوعات لا يخرج عن كونه أخرجهم من سلطة الرجل العسكري السوري، إلى إمرة وحماية الجندي الروسي الذي أقله لا يسرق طعام المجندين السوريين، ولا يمنع رواتبهم ليتاجر بها.
الفيديو المسرب ليس إلا إهانة طويلة المدى لأيامنا، هذا ما لم نتحدث عن الوضع المُريب لمتطوعات شابات قد رهنّ حياتهن الصعبة لخدمة آلة الموت التي يفعلها النظام في وجه السوريين، بحث دقيق أكد لنا أن النسوة من الساحل السوري، ومن ريف مدينة حلب، وهن في أوضاع اقتصادية صعبة جداً، أجبرهن ظرف اقتصادي، للتطوع في القتال بعد أن تم تقديم وعد لهن براتب ضخم.
اقــرأ أيضاً
سريعاً يكتشف المتلقي اختلاف صيغة المخاطب أمام الكاميرا، في السنوات الخمس التي توالت على الثورة السورية، لا تملك النسوة المجندات خطاباً سلطوياً حاداً، ولا يملكن انطواء سرياً على ذُل الذات أمام القادة العسكريين.
على أرض متسخة، وببدلاتهن العسكرية، يجلسن على الأرض، ويكسرن نمطاً مثالياً يحاول النظام تكراره لخمس سنين لمظهر جنوده ومواليه. حتى المحجبات منهن يجلسن بأسلوب عفوي غير مُلقم بهيبية مصطنعة، يتحدثن دون أي ذعر أمام الكاميرا عن معاناتهن، لا يترددن كُلهن بموافقة إحداهن، وهي تضع نفسها بموقع الفتاة البشعة، غير الصالحة للأهواء الجنسية لقائد اللواء وضباطه، والأخرى، تشعر نفسها مهانة على كل حاجز، فلا أحد يعترف بقيمة تطوعها للقتال دفاعاً عن البلد كما تدعي، صيغة الفضيحة ليست واضحة تماماً، النسوة يتحدثن من باب الألم والخوف والقهر، وليس من باب استهلاك الفضيحة، في هذا تبدو النسوة قد فقدن كل شيء، في أثناء المحاولة العنفوانية للدفاع عن النظام، وفي الانتماء إليه.
المقطع المسرب أحد المقاطع القليلة جداً، التي تفضح الجيش السوري والنظام بكل صراحة ومن دون أي ارتباك، هذا الهجوم مبطن بأكثر أنواع القهر انتشاراً، العنف ضد المرأة، والاستهانة بها وبقدراتها، وتحويلها إلى جسدٍ صرف أمام شهوة ذكورية لا تنتهي.
Facebook Post |
فالقادة الذكوريون لن يتخلوا أبداً عن جعلهن مجرد أجسادٍ لتفريغ للشهوة، ولسن جسداً عسكرياً مقاتلاً للموت والشهادة دفاعاً عن الوطن مثل قادتهم الذكور. ما يميز النسوة، أنهن لا يملكن أي خوف في أثناء حديثهن، فرغم انتشار أخبار فساد الجيش وقادته بين الجنود وغيرهم، إلا أن أحداً ما لن يجرؤ على الحديث جهراً عن هذا الفساد، أمام كاميرا، وبكامل الضعف والاستسلام والصراحة، حيث يعد الفيديو اختراقاً للعالم الخارجي الذي يرسمه النظام لمقاتليه.
وسيتبع هذا الفيديو مئات المقاطع، التي تُخرج خفايا الذات العسكرية وأحوالها إلى العالم الخارجي، في سورية آلاف الضعفاء والمظلومين يخفون عالمهم الداخلي، خوفاً من بطش النظام.
ناهيك عن التحرش الجنسي والظلم اللذين تحدثت عنهما النسوة، يخرج إلى العالم الخارجي أيضاً طريقة تعامل جيش النظام مع الوجود الروسي، كيف يُعامل الجيش السوري جنوده في أثناء الزيارات الروسية للقطع العسكرية، حيث يتم إرضاء الجنود وإطعامهم، ذلك لأن الروسي يشترط أن يكون الجيش وأفراده في أفضل حالة، الإهانة المضاعفة الذي سمعها الجميع جهاراً، هي إهانة يعرفها الجميع ويشعر بها، أن يكون الأجنبي جالباً للحياة الكريمة للجندي المقاتل مع النظام. مادحو الوجود الروسي من الجنود والمتطوعات لا يخرج عن كونه أخرجهم من سلطة الرجل العسكري السوري، إلى إمرة وحماية الجندي الروسي الذي أقله لا يسرق طعام المجندين السوريين، ولا يمنع رواتبهم ليتاجر بها.
الفيديو المسرب ليس إلا إهانة طويلة المدى لأيامنا، هذا ما لم نتحدث عن الوضع المُريب لمتطوعات شابات قد رهنّ حياتهن الصعبة لخدمة آلة الموت التي يفعلها النظام في وجه السوريين، بحث دقيق أكد لنا أن النسوة من الساحل السوري، ومن ريف مدينة حلب، وهن في أوضاع اقتصادية صعبة جداً، أجبرهن ظرف اقتصادي، للتطوع في القتال بعد أن تم تقديم وعد لهن براتب ضخم.