على الرغم من بعض التشابه بين برنامجي آلان جوبيه وفرنسوا فيون، إلا أنّ آخر استطلاع للرأي، يوم الثلاثاء 22 نوفمبر/ تشرين الثاني، منح الأخير فوزاً كاسحاً على غريمه بفارق 30 نقطة.
وأيام كان جوبيه مُدلَّل وسائل الإعلام، وكانت استطلاعات الرأي تمنحه الفوز في كل الاحتمالات، كرّست مجلة "بوليتيس" مقالاً عن جوبيه (19 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي)، بعنوان: "جوبيه المعتدل: أسطورة"، ووقّعه ميشيل سودي، كتب فيه: "غالبا ما ينظر اليسار إلى جوبيه باعتباره "الأقل سوءاً" من منافسيه، إلا أنه مع ذلك يجسد يميناً ليبرالياً جداً ورجعياً بشكل عميق".
إلّا أن اليسار الفرنسي، الذي لم يكن يتوقع، كما هو شأن الكثيرين في فرنسا، أن يرى هذا الصعود الصاروخي للمرشح فرنسوا فيون، بدأ يحسّ بالخطر الشديد من صعود شخص لا يختلف، في شيء، عن نيكولا ساركوزي. وهو الذي ظل رئيس حكومته الوحيد طيلة خمس سنوات كاملة، ونفّذ فيها السياسة التي رفضها الفرنسيون في انتخابات 2012.
صحيفة "ليبراسيون" اليسارية، والمقربة من الحزب الاشتراكي في خطه الاجتماعي الديمقراطي، كرّست ملفاً من 7 صفحات لانتقاد برنامج فرنسوا فيون، الذي ترى فيه شبيهاً برئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر، والتي أجهزت على القطاع العام البريطاني وسحقت، دونما رحمة، النقابات البريطانية التي كان يُحسَب لها حساب.
يبدأ الملف من الصفحة الأولى حيث نشرت الصحيفة تركيباً لوجهيْ فرنسوا فيون ومارغريت تاتشر في صورة واحدة، بعنوان: "أنا الرئيس". ويحاول الملف رصد برنامج فيون الانتخابي، وخاصةً البنود التي لا تخلو من عنف، ومن بينها التخلي عن قانون العمل المحدد بـ35 ساعة أسبوعياً، والتخلي عن 500 ألف وظيفة في القطاع العام، وإعادة العمل بالعقوبة المزدوجة التي كان نيكولا ساركوزي قد ألغاها، وغيرها.
وترى الصحيفة أن فيون ينحاز بشكل كامل للشركات ولا يمنح العائلات المتواضعة إلا "الفتات". وتتذكر الصحيفة أنه حين صوّت البرلمان الفرنسي على قانون المساواة بين النساء والرجال في شهر أغسطس/ آب 2014، فضّل التغيب. وفي ما يخص التعليم، يدافع فيون، الذي كان وزيراً للتربية ما بين سنتي 2004 و2005، عن استقلالية المؤسسات التعليمية عن الدولة.
أما القضاء، فترى صحيفة "ليبراسيون" أن مواقف فيون أكثر تشدداً حتى من مواقف وإنجازات نيكولا ساركوزي. وفي ما يخص السياسة الخارجية، تكشف الصحيفة نظرة فيون التبسيطية للحرب في سورية، في "تبنٍّ لروايَتَي الأسد وبوتين"، حيث يرى: "معسكرين في سورية، لا ثلاثة، معسكر من يريدون إرساء نظام توتاليتاري إسلامي، والآخرون. وأنا اخترتُ الآخَرين". وتتحدث الصحيفة الفرنسية عن الاستقبال الحماسي لفوز فيون في الانتخابات الفرعية لليمين والوسط، من قبل أنصار بوتين، باعتباره فوزا لـ"صديق بوتين". وحين نتجه إلى مجال الطاقة والبيئة، نجد فيون "مدافعا أعمى عن النووي"، كما تقول "ليبراسيون".
وخصصت الصحيفة مقالاً لجوبيه بعنوان: "ليس لدى آلان جوبيه ما يخسره". وترى الصحيفة أنه من الصعب، وليس المستحيل، تقليص فارق 16 نقطة بين المرشحَين. وتعتبر أن عليه أن "يخرس الإشاعات التي تحدثت عن تفكيره في التقاعد، بعد ظهور نتائج الأحد الماضي، ثم البحث عن أسباب تجعله يؤمن بحظوظ الفوز". ولعلّ بعض السياسيين المقربين من آلان جوبيه، يذهبون في هذا الاتجاه. وتستشهد الصحيفة بتصريحات جان - بيير رافاران، رئيس الحكومة السابق، الذي يلخص الأمر بأنّ "صعود فيون كان قويا جدا، ولكنه، في الآن نفسه، متلاشٍ وبالغ الهشاشة". كما أن مدير حملة جوبيه، جيل بْوَايي، ينادي بـ"إفشال التوقعات".
وإذا كانت صعوبة معسكر جوبيه تكمُن في أن الأسلحة التي شُحذَت من قبل كانت تستهدف ساركوزي، فتقول الصحيفة إنّه أصبح من الضروري الآن "غزل الحجج ضد فيون والبحث في الأرشيفات عن أخطاء وانزلاقات فيون".
وكي يفوز معسكر جوبيه، فإن عليه أن يبرهن على أن "برنامج فيون عنيفٌ بقدر ما أنه لا يستقيم. وأن برنامج جوبيه واقعي وأقل إرهاقا"، بحسب ليبراسيون، التي تعتبر أنّ على معسكر جوبيه "أن يدفع للواجهة بروفايل مرشح يمين مفتوح وعصريّ في مواجهة يمين بورجوازي ورجعي". وإذا كان استراتيجية جوبيه في التجمع مع الوسط لم تشتغل كما يجب، فإن عليه أن يلعب على وتر "المرشح الأقدر على مواجهة حزب الجبهة الوطنية"، وهو ما ترى الصحيفة أنه يمكن أن يدغدغ به عواطف اليسار، ولعل المرشحة ناثالي كوسيسكو موريزي، التي انضمت إلى معسكر جوبيه، تستطيع أن تلعب هذا الدور وهذا الإيضاح.
إلّا أن اليسار الفرنسي، الذي لم يكن يتوقع، كما هو شأن الكثيرين في فرنسا، أن يرى هذا الصعود الصاروخي للمرشح فرنسوا فيون، بدأ يحسّ بالخطر الشديد من صعود شخص لا يختلف، في شيء، عن نيكولا ساركوزي. وهو الذي ظل رئيس حكومته الوحيد طيلة خمس سنوات كاملة، ونفّذ فيها السياسة التي رفضها الفرنسيون في انتخابات 2012.
صحيفة "ليبراسيون" اليسارية، والمقربة من الحزب الاشتراكي في خطه الاجتماعي الديمقراطي، كرّست ملفاً من 7 صفحات لانتقاد برنامج فرنسوا فيون، الذي ترى فيه شبيهاً برئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر، والتي أجهزت على القطاع العام البريطاني وسحقت، دونما رحمة، النقابات البريطانية التي كان يُحسَب لها حساب.
يبدأ الملف من الصفحة الأولى حيث نشرت الصحيفة تركيباً لوجهيْ فرنسوا فيون ومارغريت تاتشر في صورة واحدة، بعنوان: "أنا الرئيس". ويحاول الملف رصد برنامج فيون الانتخابي، وخاصةً البنود التي لا تخلو من عنف، ومن بينها التخلي عن قانون العمل المحدد بـ35 ساعة أسبوعياً، والتخلي عن 500 ألف وظيفة في القطاع العام، وإعادة العمل بالعقوبة المزدوجة التي كان نيكولا ساركوزي قد ألغاها، وغيرها.
وترى الصحيفة أن فيون ينحاز بشكل كامل للشركات ولا يمنح العائلات المتواضعة إلا "الفتات". وتتذكر الصحيفة أنه حين صوّت البرلمان الفرنسي على قانون المساواة بين النساء والرجال في شهر أغسطس/ آب 2014، فضّل التغيب. وفي ما يخص التعليم، يدافع فيون، الذي كان وزيراً للتربية ما بين سنتي 2004 و2005، عن استقلالية المؤسسات التعليمية عن الدولة.
أما القضاء، فترى صحيفة "ليبراسيون" أن مواقف فيون أكثر تشدداً حتى من مواقف وإنجازات نيكولا ساركوزي. وفي ما يخص السياسة الخارجية، تكشف الصحيفة نظرة فيون التبسيطية للحرب في سورية، في "تبنٍّ لروايَتَي الأسد وبوتين"، حيث يرى: "معسكرين في سورية، لا ثلاثة، معسكر من يريدون إرساء نظام توتاليتاري إسلامي، والآخرون. وأنا اخترتُ الآخَرين". وتتحدث الصحيفة الفرنسية عن الاستقبال الحماسي لفوز فيون في الانتخابات الفرعية لليمين والوسط، من قبل أنصار بوتين، باعتباره فوزا لـ"صديق بوتين". وحين نتجه إلى مجال الطاقة والبيئة، نجد فيون "مدافعا أعمى عن النووي"، كما تقول "ليبراسيون".
وخصصت الصحيفة مقالاً لجوبيه بعنوان: "ليس لدى آلان جوبيه ما يخسره". وترى الصحيفة أنه من الصعب، وليس المستحيل، تقليص فارق 16 نقطة بين المرشحَين. وتعتبر أن عليه أن "يخرس الإشاعات التي تحدثت عن تفكيره في التقاعد، بعد ظهور نتائج الأحد الماضي، ثم البحث عن أسباب تجعله يؤمن بحظوظ الفوز". ولعلّ بعض السياسيين المقربين من آلان جوبيه، يذهبون في هذا الاتجاه. وتستشهد الصحيفة بتصريحات جان - بيير رافاران، رئيس الحكومة السابق، الذي يلخص الأمر بأنّ "صعود فيون كان قويا جدا، ولكنه، في الآن نفسه، متلاشٍ وبالغ الهشاشة". كما أن مدير حملة جوبيه، جيل بْوَايي، ينادي بـ"إفشال التوقعات".
وإذا كانت صعوبة معسكر جوبيه تكمُن في أن الأسلحة التي شُحذَت من قبل كانت تستهدف ساركوزي، فتقول الصحيفة إنّه أصبح من الضروري الآن "غزل الحجج ضد فيون والبحث في الأرشيفات عن أخطاء وانزلاقات فيون".
وكي يفوز معسكر جوبيه، فإن عليه أن يبرهن على أن "برنامج فيون عنيفٌ بقدر ما أنه لا يستقيم. وأن برنامج جوبيه واقعي وأقل إرهاقا"، بحسب ليبراسيون، التي تعتبر أنّ على معسكر جوبيه "أن يدفع للواجهة بروفايل مرشح يمين مفتوح وعصريّ في مواجهة يمين بورجوازي ورجعي". وإذا كان استراتيجية جوبيه في التجمع مع الوسط لم تشتغل كما يجب، فإن عليه أن يلعب على وتر "المرشح الأقدر على مواجهة حزب الجبهة الوطنية"، وهو ما ترى الصحيفة أنه يمكن أن يدغدغ به عواطف اليسار، ولعل المرشحة ناثالي كوسيسكو موريزي، التي انضمت إلى معسكر جوبيه، تستطيع أن تلعب هذا الدور وهذا الإيضاح.