حذرت السلطات الجزائرية، أمس الثلاثاء، القنوات التلفزيونية المحلية من "بث برامج تغذي التطرف والتعصب الديني والطائفي ".
وأصدرت سلطة ضبط السمعي البصري في الجزائر بيانا شديد اللهجة إلى جميع القنوات التلفزيونية المحلية بشأن "بث برامج ذات محتويات تغذي أي نوع من أنواع التعصب والتطرف".
وهددت الهيئة، التي أنشئت قبل ستة أشهر لتنظيم ومراقبة بث القنوات التلفزيونية المحلية، بفرض عقوبات قد تطاول القنوات في حال بثها لـ"برامج متطرفة"، مشددة، في بيان، على أنها "تحث بشدة جميع المؤسسات السمعية البصرية، العمومية منها والخاصة، على التحلي باليقظة التامة للقضاء على التشدد والكراهية، وعدم التسامح في البرامج التي يتم بثها، سواء كانت منتجة محليا أو مستوردة، والتي من شأنها زرع وتغذية كل أنواع التعصب والتطرف".
وأشارت إلى أنها "لاحظت أن البرامج الدينية في القنوات المحلية يغلب على محتوياتها انحرافات ظلامية، بالنظر إلى خطابات العنف التي تؤسس لعدم الاستقرار والفتنة والتفكك الاجتماعي، ما من شأنه أن يشكل خطرا حقيقيا على أمن بلادنا".
واعتبرت أن "هذا الخطاب كثيرا ما ترافقه فتاوى تصدر عن أشخاص نصبوا أنفسهم دعاة، دون تكوين يؤهلهم لتحمل المسؤولية التي تتطلب صدق النية واليقظة وعدم الاستغلال من طرف الغير".
وذكرت سلطة ضبط السمعي البصري أنها "بادرت، في الأسابيع الأخيرة، من باب الاستشارة وتبادل وجهات النظر مع أهل الاختصاص، بتنظيم سلسلة من اللقاءات مع مسؤولي أعلى المؤسسات والهيئات في البلاد، والتي لها سلطة الإشراف وتأطير الشأن الروحي والديني في الجزائر، كرئيس المجلس الإسلامي الأعلى ووزير الشؤون الدينية والأوقاف، والعديد من العلماء والفقهاء، لوضع مخطط إرشادي يحمي من أية برامج متطرفة، دون المساس بحرية التعبير التي يكفلها القانون للقنوات المستقلة".
وجاء بيان هيئة السمعي البصري في الجزائر عقب جدل إعلامي كبير بين أحد الشيوخ ينشط برنامجا دينيا في قناة محلية، مع شيوخ التيار السلفي في الجزائر، بعد اتهامه لهم بالانحراف عن الدين وبث فتاوى غير صحيحة، ما قوبل برد حاد من رموز التيار.