وتأتي مصادرة الصحيفة ضمن حملة شنها الأمن على الصحف السياسية، إذ صادر خلال الأسبوعين الماضيين نحو سبع صحف لمدة ثلاثة أيام متتالية، وتزامنت هذه الخطوة مع إعلان ناشطين حالة العصيان المدني في البلاد منذ نهاية الشهر الماضي.
وقالت صحيفة "الجريدة" إن "الأمن عمد إلى مصادرة النسخ المطبوعة من الصحيفة بعد إكمال طباعتها فجر اليوم"، ودانت ذلك بشدة، معتبرة أن هذه الخطوة "لن تثنيها عن السير قدماً في خطها التحريري الداعم للمهنية".
وشرعت الصحيفة نهاية الأسبوع الماضي في رفع دعوى قضائية ضد الأمن السوداني، لإقدامه على مصادرة نسخ الصحيفة بعد طباعتها سبع مرات خلال 12 يوماً، كما أطلقت مبادرة "القارئ المعلم"، لاستقبال مبالغ مالية من القرّاء عبر ما يعرف بتحويل الرصيد.
وأكدت الصحيفة أن هدف المبادرة إرسال رسالة للسلطات بأن القارئ والمواطن يطالبان بالاحتكام للقضاء.
وتعتبر فكرة شراء القراء الصحيفة، رغم مصادرتها، الأولى من نوعها في السودان، مع الأخذ بعين الاعتبار الإقبال الكبير على شبكات الإنترنت، على الرغم من مخاوف من إقدام الأمن على إيقاف الصحيفة عن الصدور.
وفي سياق متصل، نشط صحافيون في جمع توقيعات لزملائهم العاملين في مختلف الصحف لتأييد العصيان المدني المزمع تنفيذه بعد غد، الإثنين، وجمعوا حتى اليوم نحو 360 توقيعا من صحافيين وكتاب.
وأكدو أن هذه الخطوة جاءت لتأسيس دولة المواطنة والعدالة وإعلاء قيم الحرية وحقوق الإنسان، فضلاً عن رفع المعاناة والظلم عن الشعب، وتضامناً مع خيار الشعب في العصيان، وما يتلوه من خطوات.