وشكل هذا الواقع مادة للبحث والجدل من قبل الاختصاصيين والجمعيات النسوية، بينها "جمعية النساء الديمقراطيات" التي نظمت بالتعاون مع "الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري" (الهايكا)، أمس الخميس، ندوة بعنوان "حقوق الإنسان للنساء والتعاطي الإعلامي مع العنف الجنسوي في تونس".
واستعرضت خلال الندوة صعوبة واقع المرأة التونسية العاملة في مجال الإعلام، بالإضافة إلى الصورة النمطية السلبية التي تسوّق عنها إعلامياً. وعرضت عضوة في "الهايكا"، راضية السعيدي، معطيات صادمة حول صورة المرأة وخطاب الكراهية الموجه ضدّها في الإعلام التونسي، من خلال رصد ثماني قنوات تلفزيونية تونسية وسبع محطات إذاعية.
وأوضحت السعيدي أن موقف الصحافي من خطاب الكراهية والتمييز ضد المرأة يمكن تقسيمه إلى ثلاثة أصناف: متفرج بنسبة 74 في المئة، أو معارض بنسبة 6 في المئة، أو مشارك بنسبة 20 في المئة.
ورصد خطاب الكراهية ضدّ المرأة في البرامج التفاعلية بنسبة 36 في المئة، و20 في المئة في البرامج الترفيهية والإخبارية. ولا يتجاوز حضور المرأة في البرامج التلفزيونية والإذاعية لمناقشة قضايا الشأن العام الـ11 في المئة، مقابل حضور الرجل بنسبة 89 في المئة. كما لا تحضر المرأة التونسية بصفتها خبيرة في البرامج الإذاعية والتلفزيونية، إلا بنسبة واحد في المئة.
هذه الصورة المتشائمة عن حضور المرأة التونسية دفعت أطرافاً عدة من جمعيات المجتمع المدني إلى المطالبة بالإنصاف في الحضور الإعلامي للمرأة التونسية، سواء في المراكز القيادية أو في "البلاتوهات" التلفزيونية، بشكل يتماشى مع حقيقة الدور الذي تلعبه في تونس اليوم.