وأعلن بيان للشرطة الصينية نشرته وكالة "فرانس برس" عن توقيف جيا الذي عرف عنه نبرته العالية في انتقاد الحزب الحاكم والنظام القائم في البلاد من دون الإشارة إلى سبب التوقيف.
اختفاء جيا، المدوّن والمشرف على موقع يعنى بحرية الصحافة في الصين الشعبية أثار حفيظة صحافيين ومحامين داعين لإحلال نظام ديمقراطي في البلاد، بعيدا عن الأحادية القطبية التي يفرضها الحزب الشيوعي الحاكم. وهو الأمر الذي عبّر عنه صراحة محامي جيا أمام وسائل الإعلام قائلاً "الكل يعلم أنّ بكين مسؤولة عن اختطاف جيا، الأمر معروف".
وفي السياق، ذكرت "كورييه إنترناسيونال" الفرنسية أنّ توقيف جيا جيا يأتي على خلفية نشره رسالة سرية في الرابع من مارس/آذار الماضي يتوجّه فيها إلى الرئيس الصيني والأمين العام للحزب الشيوعي الحاكم "شين جينغ بينغ" يدعوه فيها للاستقالة مرفقة بعريضة وقّع عليها عدد من أعضاء حزبه.
وفي نص الرسالة يقول جيا "على الرغم من تحقيق نقلة نوعية في مكافحة الفساد وبالرغم من الإصلاحات التي بدأت عام 2013 إلا أن الوضع الإقتصادي والحالة الثقافية في البلاد في تدهور مستمرّ، عدا عن إصرار حكومة شي جين على إيداع مبالغ ضخمة من احتياط النقد الأجنبي في بلدان تسود فيها الفوضى من دون أدنى أمل في تحقيق عائدات الاستثمار".
بدورها ذكرت "لوموند" أنّ الرسالة التي كتبها جيا والتي خرجت إلى العلن على موقع إخباري صيني يحمل طابعا ليبراليا "watching" في نفس الساعة التي فتحت فيها الندوة البرلمانية الدورية أثارت سخط الإعلام الرسمي، الذي سارع إلى اتهام الموقع الديمقراطي المعارض "سانيو" (china Free press) بالسعي إلى تحطيم صورة الرئيس شي جين خصوصاً بعد استعار قضية رن تشي تشيانغ (عضو الحزب الذي تم توقيفه في فبراير/شباط الماضي بعد انتقاده الولاء المطلق للرئيس في وسائل الإعلام) في الوسط السياسي وداخل أروقة البيت الأحمر.
وكانت مواقع صينية خارجية معارضة دعت عبر "تويتر" إلى إطلاق سراح جيا (35 عاما) بعدما عرّفت عن شخصه ومسيرته الإعلامية، وقامت الإذاعة الصينية المعارضة التي تبث من واشنطن "Voa Chinese"، بإحصاء على "تويتر" تساءلت من خلاله عن الجهة التي قد تكون مسؤولة عن اختطاف جيا، وعن الأسباب التي تقف وراء الفعل.
كما نشرت نصا مطوّلا لافتتاحية "Chinal Digital Times" التي كتبها جياو هان البروفيسور في العلوم السياسية خلص فيها إلى القول "نحن في الصين ليس لدينا حرية الهروب من الخوف".
اقرأ أيضاً: الصين تحجب مدونات شهيرة تنتقد وسائل الإعلام الرسمية