سيل تعليقات، ووسوم ووسوم مضادة، وصور وفيديوهات، وبث مباشر، وهتافات، حصيلة الحدث الذي وصفه كثيرون بالتاريخي، عندما اقتحمت الداخلية المصرية، مبنى نقابة الصحافيين، لتقوم بالقبض على الصحافيين عمرو بدر ومحمود السقا اللذين صدر أمر ضبط وإحضار لهما، إثر دعوتهما للتظاهر يوم 25 أبريل الماضي، احتجاجًا على ما اعتبر تنازلاً من مصر عن جزيرتي تيران وصنافير للجانب السعودي.
ويبدو أن اعتصام بدر والسقا داخل نقابة الصحافيين، ودعم ناشطين وصحافيين لهما في اعتصامهما، أثار حفيظة الداخلية التي تأبى أن يكون للمكان احترام أو منزلة، فبعد اقتحام المساجد لا قداسة لمكان، كما علق ناشطون.
وبعد توافد الصحافيين على نقابتهم، بمن فيهم بعض مؤيدي النظام، والذين قصروا هجومهم على الداخلية ووزيرها مجدي عبد الغفار، تطور الأمر حين طالب نقيب الصحافيين يحيى قلاش باستقالة الوزير، وإعلان صحافيين اعتصامهم، وإضرابهم عن الطعام لعزل عبد الغفار.
معظم برامج "التوك شو" شنت هجومًا على الداخلية، ووصفوا اقتحامها للنقابة بغير مسبوق تاريخيًا. وأكد إبراهيم عيسى وعمرو أديب ووائل الإبراشي، أن هذا الحدث عار، ولم يحدث في تاريخ مصر، ولكنهم برأوا منه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وحملوا وزر ما حدث للداخلية وحدها.
هذا الدور، لعبه ببراعة ياسر رزق رئيس تحرير مؤسسة الأخبار اليوم، المعروف بقربه من النظام، إذ قام بأكثر من مداخلة تليفونية مع قنوات فضائية، مؤكدًا أن السيسي والرئاسة لا علاقة لهما باقتحام النقابة، بل وأشار لاستياء السيسي شخصيا مما حدث، وهو أمر أثار سخرية ناشطين، وأكدوا أن الوزير لا يتحرك من مكتبه، من دون أوامر العسكر، فكيف بالإقدام على اقتحام نقابة الصحافيين؟
ودارت النقاشات على منصات التواصل حول حقيقة ما حدث، والسيناريوهات المتوقع حدوثها، خاصة بعد تسريب موقع "اليوم السابع" المعروف بعلاقته بالأجهزة الأمنية، خبرًا عن إقالة وزير الداخلية، رآه كثيرون محاولة مخابراتية لتهدئة ردود الفعل، وخالفهم بعض المعلقين، ورأوه توطئة لتخلص السيسي من الوزير، خاصةً بعد عدة أزمات تسبب فيها للنظام مع عدة فئات من المصريين.
وانتشر ما يقرب من عشرة وسوم امتلأت بها قائمة الأكثر تداولاً على مواقع التواصل، حول اقتحام نقابة الصحافيين، مثل "#نقابة_الصحفيين"، تاركة عشرات الآلاف من التغريدات، حول اليوم الذي وصفه المغردون بالأسود، حزنًا على اقتحام نقابة الصحافيين، ولوّنوا صور حساباتهم بنفس اللون.
Twitter Post
|
وردت كتائب النظام بوسم "#الصحفيين_مش_فوق_القانون"، و"#افرم_يا_سيسي"، كما انتشرت وسوم "#نقيب_الصحفيين"، و"#اعتصام_النقابة"، و"#سلالم_النقابة"، و"#وزير_الداخلية" و"#بلاها_صحافه".
وعلق السياسي المصري أيمن نور قائلا: "يسجل التاريخ انه في الساعه 9 مساء الأول من مايو 2016في (زمن السيسي) اقتحمت قوات الأمن مقر نقابه الصحافيين المصريين. اشهدي يا مصر وسجل يا تاريخ". وقال الإعلامي جمال ريان: "اقتحام نقابة الصحافيين المصريين لن يمر بسلام الاقتحام سيفتح على النظام قذائف من المقالات اللاذعة وصواريخ من الاقلام الحرة في مصر والعالم".
وحذر الناشط الحقوقي مالك عادلي الداخلية وقال: "أحب أقول للداخلية بعد اقتحام #نقابة_الصحفيين، خافي، انتم حيضحى بكم أحلى تضحية، وحتحاسبوا ع مشاريب السيسي اللي بتهوهوا وراه. خافوا".
Twitter Post
|
ووضع الحقوقي جمال عيد اقتحام النقابة في خانة صراع الأجهزة: "اقتحام نقابة الصحافيين يكشف صراع الاجهزة في الدولة البوليسية، ويفضح غياب أي أسس أو احترام لدولة المؤسسات". وحمل الإعلامي عمرو عبد الحميد السيسي المسؤولية: "إقتحام الأمن لنقابة الصحافيين مصيبة. عدم علم الرئاسة بذلك مصيبة أكبر، لأن الحديث يدور عن نقابة الصحافيين وليس عن وكر لمجموعة مشبوهة".
وعجز الصحافي ومستشار الرئيس السابق أيمن الصياد عن التعليق وقال: "عندما تقتحم قوات الأمن نقابة الصحافيين للمرة الأولى في تاريخها، وليلة اليوم العالمي لحرية الصحافة، فالواقعة تغني عن أي تعليق".