خلال المقابلة، أوضح بادنوس أنه ذهب إلى سورية من دون أي تفويض من مؤسسة إعلامية معينة، مشيراً إلى أن قراره هذا كان "غبياً، لكنه ذهب بكلّ الأحوال".
وقال بادنوس إنه تصادق مع ثلاثة شبان في مدينة أنطاكيا التركية، وعبروا معاً الحدود باتجاه سورية، حيث انضمّ إليهم شخص إضافي. وبعدها، وصلوا إلى مدينة بنش (محافظة إدلب)، حيث تناولوا القهوة، قبل أن يتمّ اعتقالهم في منزل مهجور خارج المدينة.
وأشار إلى أن كاميرات فيديو عدّة كانت موزعة داخل المنزل، مؤكداً أن معتقليه "كانوا يصورون كل ما يقومون به"، وأرادوا توثيق لحظة اعتقال الصحافي الأميركي.
كما تحدّث عن التعذيب الجسدي والنفسي الذي تعرّض له، إذ ضُرب بالكابلات، وقُيدت يداه وقدماه، كما واجه التعذيب بالحرق والكهرباء، لكنه أكدّ أن التعذيب الذي يتضمن دماءً كان الأكثر ألماً، إذ قاموا بكسر عظامه أيضاً، وفقاً له. كما قال إن التعذيب المعنوي ترك أثراً كبيراً في نفسه، لأنه لم يكن يعلم متى سيتعرّض للقتل.
وأوضح أنه لا يرى تصرفات معتقليه "سادية"، إذ لاحظ بعد فترة من اعتقاله، أنهم لا يعذبون لـ"الشعور بالمتعة"، بل إن "الأمر أكثر تعقيداً، فهم يعتقدون أنهم يؤدون واجبهم الديني بهذه الطريقة".
وأشار إلى أنه فكّر مراراً بالانتحار للتخلّص مما تعرّض له، لكن لم تتح أمامه أي أداة لتنفيذ هذه الفكرة، مؤكداً أنه "لو حصل على دواء أو مسدس أو أي أداة أخرى لكان انتحر حينها". وقال إن السبب الوحيد لبقائه على قيد الحياة "قرارهم بعدم قتله".
وقال إنه عندما عرف خبر الإفراج عنه، ظنّ "الأمر كذبة"، ولم يصدّق ذلك حتى أثناء "تمدّده غارقاً بدموعه في إحدى حافلات الأمم المتحدة"، واصفاً الأمر بـ"السريالي".
كما رأى بادنوس أن الاجتياح الأميركي للعراقي عام 2003 ساهم بالأحداث في سورية الآن، معتبراً أن الغرب ساهم بطريقة غير مباشرة في تأسيس "تنظيم الدولة" (داعش) في سورية.
وأكد بادنوس أنه لا يزال هناك "ثوّار رائعون" في سورية حتى اليوم، لكن "عليك إيجادهم، والعيش معهم لتقدر على تمييزهم عن الباقين، والتأكدّ من مصداقيتهم"، مشيراً إلى أن معظم الثوّار المتمرسين موجودون الآن في تركيا أو باريس أو لندن.
واعتبر أن أصحاب القرار في الولايات المتحدة الأميركية مسؤولون عن اعتقاله، لأنهم "لم يتنبهوا إلى أنهم باجتياحهم العراق عرّضوا الأميركيين كلهم للخطر والألم، وليسوا مستعدين للاعتذار حتى عن هذا الأمر".
أما حول رأيه بالرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، فقال بادنوس "إن لا أحد يعرف ما هو مقدم على فعله، وهو نفسه لا يعرف"، واصفاً إياه بـ"الفنان الارتجالي" و"غير المنطقي".
في المقابل، رأى أن ترامب "لن يقدم على قصف أي بلد مسلم، لأنه تعلّم من تجربتنا في العراق. قد يقصف بلادا أخرى، لكنه لن يقدم على قصف العراق وسورية في الوقت الحالي على الأقلّ".