اكتظ مطار قرطاج الدولي، أمس الإثنين، بمجموعة من الشبان التونسيين الذين جاؤوا لاستقبال "اليوتيوبي" التونسي المقيم في ألمانيا، ربيع بودن.
وكان بودن أثار دهشة وإعجاب التونسيين في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تحدّث في فيديوهاته على قناة "يوتيوب" الخاصة به عن الواقع السياسي والاجتماعي في تونس، مستخدماً لغة تطغى عليها الألفاظ النابية والبذيئة والهزل. لكن يبدو أنه يلقى صدىً لدى فئة مهمة من الشباب التونسي، إذ تصل عدد المشاهدات لبعض الفيديوهات على قناته إلى 400 ألف مشاهدة.
واعتبر الكثيرون أن المتابعة التي يحظى بها بودن تعكس الأزمة العميقة التي يعيشها الشباب التونسي، خاصة في ظل فشل السياسيين في استقطابه.
وانقسمت الآراء على مواقع التواصل الاجتماعي حول نجم "يوتيوب"، إذ اعتبره كثيرون تعبيراً عن أزمة مجتمع، بينما رأى آخرون فيه ظاهرة يجب دراستها باعتباره استطاع التواصل مع الشباب التونسي وجلعهم يتابعون فيديوهاته.
وكتب كريم وناس: "حكاية ربيع بودن ساهلة ياسر (بسيطة جداً)... شخص يخاطب في الشباب باللغة إلي يفهموها وقاعد يحكيلهم في الحكايات الي يحبو يسمعوها بأسلوب يغلب عليه طابع الضمار(الهزل) مع برشا (الكثير) كلام زايد (البذيء) ويدعو فيهم للإقبال على الحياة وقت إللي أغلب السياسيين يبثوا في خطاب مبهم (أحمق) وتجاوزوا التاريخ وبكلوا شعارات فضفاضة لا علاقة لها بواقع الشاب التونسي".
كما دافعت الإعلامية، تبر النعيمي، عن بودن، موجهة اللوم لمن استهجنوا استقباله في المطار، رغم أنهم يتابعون فيديوهاته، فقالت: "بربي إللي موش عاجبو ربيع بودن ينجم ينقدو وهذا حق مشروع... أما أنو يسب العباد إلي تحبوا ويعمل فيها مثقف ومفكر ومبدع وكذا فهذا ما يليقش بهذه المواصفات إلي في الواقع ما يتمتعون بيها" (من لا يعجبه ربيع بودن يحقّ له انتقاده، أما التهجم على من يحبونه بادعاء أنك مثقف، فذلك لا يليق بك، ولا يتماشى مع صفاتك في الواقع).
وعبّر بعض التونسيين عن غضبهم، بعد إعلان قناة "التاسعة" استضافة بودن وتخصيص فقرة للحديث عن تجربته، ما اعتبروه سقوطاً في الشعبوية لزيادة نسب المشاهدة.