أظهر تحقيق قامت به صحيفة "ذا تايمز" البريطانيّة أنّ مفترسي الأطفال يستخدمون منصة "يوتيوب" كـ"نافذة تسوّق" لاستعراض الأطفال المُساء إليهم قبل تبادل صور ومقاطع لهم مع المتحرشين جنسياً بالأطفال (البيدوفيليين) حول العالم.
فقد نشر بيدوفيلي برازيلي إثنا عشر مقطع فيديو لفتيات صغيرات على "يوتيوب" هذا الشهر. أغلبها كانت مدّتها 10 ثوانٍ وأظهرت الطفلات يقفن صامتات ويرقصن. وفي أحد تلك المقاطع، يقول طفل مغطى الوجه ويبلغ عمره حوالى عشرة أعوام "مرحباً شباب أريد أن أحصل على ملابس داخلية جديدة".
وتضمّن كلّ فيديو البريد الإلكتروني للمتحرش بالأطفال. وعندما تواصل معه صحافي متخفّ، تفاخر بأنّه يملك 315 جيغابايت من محتوى يُظهر أطفالاً عراة، بحسب الصحيفة.
مسيء آخر للأطفال سُمح له بنشر مقاطع فيديو رغم أنّه تم الإبلاغ عن اسم الاستخدام الخاص به للسلطات الأميركية والكندية المكافحة للإساءة للأطفال، نشر 5 فيديوهات، أحدها تحت اسم "نانسي (12 عاماً) ترقص في ملابس رمادية". وعلى حسابه، دعا المستخدمين لتبادل مقاطع فاضحة على تطبيق "تيليغرام" المشفّر.
وحذّر خبراء قانون من أنّ "غوغل" قد يكون يخرق القانون بعدما اقترحت خوارزمية "يوتيوب" البيدوفيلي الأول بين "القنوات الموصى بها" وأظهرت صفحة الثاني كـ"رابط مرتبط". هذان التصرفان رفعا نسبة أن يكون الحسابان قد عثر عليهما من البيدوفيليين، بحسب الخبراء.
وأغلقت معظم تلك القنوات بعدما أبلغت "ذا تايمز" عنها.
وقال "يوتيوب" للصحيفة إنّ المحتوى الذي يُعرّض الأطفال للخطر مرفوض ولا نريده أبدًا على المنصة. لدينا سياسات واضحة حول الفيديوهات التي تعرض الأطفال للخطر ونفرضها بقوة".
وأشار الموقع إلى أنّه حذف 150 ألف فيديو في الأسابيع القليلة الماضية.
وعانى "يوتيوب" من فضائح عديدة هذا العام. وهجر أكثر من 250 معلناً منصة تبادل الفيديو خلال الصيف بعدما ظهرت إعلاناتهم إلى جانب محتوى متطرّف.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني قامت شركات بسحب إعلاناتها بعدما كشفت تحقيقات لـ"باز فيد" و"تايمز" أنّ إعلانات تلك الشركات تظهر إلى جانب أشرطة فيديو استغلالية للأطفال، أو بريئة ومليئة بالتعليقات المتحرشة جنسياً بهم.
(العربي الجديد)