واكتفت السيدة التي قامت بالتصوير بالقول "أيتها المجنونة ماذا تفعلين عودي"، في منطقة صباح السالم بدولة الكويت. ونجت العاملة بأعجوبة، بعد سقوطها فوق سطح حديدي خفيف لأحد المحلات في العمارة نفسها.
وقالت المواطنة الكويتية المتهمة بالإهمال والإساءة للعاملة في تصريح لإحدى الإذاعات المحلية في الكويت: "تعاقدتُ مع الخادمة قبل أيام قليلة فقط من أحد مكاتب الخدم في الكويت وعاملتها بشكل إنساني، ولم أستطع مساعدتها لأنني ضعيفة البنية الجسمانية والخادمة قوية البنية، وإذا قمت بمسك يدها فإنها ستسقطني معها. وأما بالنسبة للتصوير فإنني كنت أقوم بالطبخ وتصوير طبختي، والكاميرا كانت مفتوحة عندما سمعت صرخاتها وهي تشرع في السقوط من النافذة، وقمت بتصويرها لأني أخشى أن أتهم فيما بعد بجريمة القتل فقمت بتوثيق الحدث".
وكشفت التحقيقات أن "العاملة فور وصولها لبيت مستخدميها لم تبدِ أي رغبة بالعمل، فأغلقت ربة المنزل باب الشقة لمنعها من "الهروب"، فحاولت الخروج من النافذة"، فسقطت من علو سبعة طوابق. وقالت التحقيقات أيضاً إنّ العاملة هاربة من كفيلها الأصلي ومتغيبة عن العمل منذ عام 2014، وتقوم بالعمل في المنازل بطريقة غير قانونية بالتعاون مع مكاتب وهمية وغير حقيقية.
من جهتها، قالت العاملة في مقطع فيديو انتشر لها على موقع "فيسبوك": "السلام عليكم، أخوتي وأخواتي الكرام، يا من أهمتكم صحتي، قمت بما قمت به من أجل إنقاذ نفسي، أرادت المرأة أن تدخلني الحمام وتقتلني هناك، هناك في الحمام من دون أن يرى أو يعرف أحد بنبأ موتي، كانت تريد أن تقتلني وتلقيني في القمامة، كنت أحاول حماية نفسي منها ولذلك خرجت من المنزل وسقطت من الدور السابع، لا أراكم الله مكروهاً وأشكركم على اهتمامكم".
Twitter Post
|
وكان فيديو سقوط العاملة قد انتشر بشكلٍ كثيف في مواقع التواصل الاجتماعي، وكتبت عنه عدة صحف عالمية وعربية، وعلى رأسها "ذا اندبندنت" البريطانية و"بي بي سي"، وصحف فرنسية وإيرانية وروسية.
ودان الناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي هذه الحادثة ووصفوها بالمشينة وغير الأخلاقية. فغرد "عقلاني" برابط الفيديو وقال معلقاً عليها "خادمة اثيوبية تستنجد بمعزبتها لإنقاذها، وبدلاً من مساعدتها وإنقاذها تكتفي بتصويرها، اي قلب واي ضمير تحمله هذه المرأة!".
Twitter Post
|
وقال الإعلامي الكويتي شعيب راشد "الحمدلله الخادمة لم تمت .. لكن العزاء مستمر بقلب كل كفيل.. ميّت".
Twitter Post
|
فيما قالت منال: "انا عاجزه عن الكلام بعد رؤية المقطع، أشعر ان بعض الناس يتعامل مع الخادمه وكأنها جهاز لاروح فيه ولامشاعر، اين الرحمه؟".
Twitter Post
|
وأسفت جمعية حقوق الإنسان الكويتية في بيان لها لهذه الحادثة "التي أظهرت أن هناك لا مبالاة بحياة إنسانة يُفترض أنها تعيش بكرامة، لكن ظروف الحياة الاقتصادية أجبرتها على ترك بلدها وأسرتها لتعمل في بلد آخر ومجتمع آخر غير ذلك الذي نشأت فيه، وما حدث يفيد بوجود تجرّد من الإنسانية، ومهما كانت ظروف الملابسات فإن العملية قد تدخل ضمن القتل غير المتعمد، وهو جريمة في عرف القانون".
وكان النائب الكويتي ورئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الدكتور عادل الدمخي قد قال في تصريح سابق لـ"العربي الجديد" إنّ "نظام الكفالة قد عفى عليه الزمن في الكويت، ويجب أن يلغى من كافة بلدان الخليج، كما حدث مع دولة قطر لأنه يمتهن كرامات البشر وحقوقهم ويعامل الخدم وكأنهم عبيد، خصوصاً وأن ملف مكاتب الخدم في الكويت ملف مقلق وتديره عصابات تساهم في زيادة معاناتهم".