أثار تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أمس، زعم أنّ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، يعاني من مرض في الرئتين وبحاجة ماسة لزرع رئتين جديدتين، وأنّه مسجل لتلقي تبرع كهذا في المشافي الإسرائيلية والأميركية، ردود فعل عنصرية وفاشية على شبكات التواصل الاجتماعي في إسرائيل.
فقد شنّ إسرائيليّون، بينهم ناشطون من اليمين الإسرائيلي، حملة تحريض عنصري ضد عريقات، واصفين إياه بأنه "إرهابي، وكبير المخربين". وأعلن هؤلاء في منشورات على صفحاتهم على "فيسبوك"، عن سحب أسمائهم من سجل جمعية "إدي" الإسرائيلية التي تنظّم وتوثّق سجلاً بمن يعلنون مسبقاً عن استعدادهم للتبرع بأعضائهم بعد الموت، للأغراض الإنسانية.
وتلقّت الجمعية، أمس، عشرات المنشورات والانسحابات التي طالب أصحابها بإزالة أسمائهم من قائمة المتبرعين بالأعضاء، وأخرى طالب فيها الإسرائيليون جمعية "إدي" المذكورة، برفض وعدم التبرع بأعضاء من مواطنين إسرائيليين لصالح "عريقات البالغ من العمر 62 عاماً ويعاني من مرض فيبروزيس في الرئتين".
ونقل موقع "معاريف" اليميني، تقريرا قال فيه إنّ وضع اسم عريقات على قائمة المنتظرين للزراعة، يعني أنّ أي إسرائيلي قد يجد نفسه في الفترة القريبة قد أنقذ حياة عريقات، وهو أمر يعارضه كثير من الإسرائيليين.
وأضاف الموقع أن موقع جمعية إدي تلقى رسائل غاضبة من الإسرائيليين، وأن بعضهم كتب للجمعية يقول إنه وافق على الانضمام للجمعية لإنقاذ حياة الناس ولكنه ليس مستعدا للتبرع بأعضاء من جسمه لإنقاذ حياة "إرهابيين".
وذكر موقع "معاريف" أن مدير حركة "إم ترتسو" اليمينية العنصرية، إيرز تدمور، كتب هو الآخر منشورا على صفحته على "فيسبوك" قال فيه "كمن وقع على بطاقة التبرع بالأعضاء لجمعية إدي أود أن أوضح بأنني كنت أفضل أن يلقى برئتي للشارع أو أن يتم التبرع بهما لتاجر مخدرات من رومانيا على أن يتم التبرع بهما لهذا الحثالة الداعي لإبادة اليهود المعادي للسامية".
واضطرت وزارة الصحة الإسرائيلية على أثر هذه الحملة على "فيسبوك" إلى الإعلان عن أنه "في قائمة المنتظرين لزراعة الأعضاء في إسرائيل يسجل فقط من هم سكان دولة إسرائيل، وأن سلم الأولويات في التبرع بالأعضاء يحدد فقط وفق مقاييس طبية وبدون استثناءات، وفق المبدأ الذي يعطي أولوية للمواطن الإسرائيلي الأكثر حاجة للأعضاء لإنقاذ حياته. وفقط في الحالات التي لا يتوفر فيها مريض إسرائيلي يتم التبرع بالأعضاء لمن ليس مواطنا، ويكون ذلك مشروطاً بموافقة عائلة المتبرع بالأعضاء وبالتنسيق مع مركز زرع الأعضاء".
وأضافت وزارة الصحة الإسرائيلية في بيانها أنها "تلقّت طلباً بإدراج اسم صائب عريقات في هذه القائمة، لكنها ولأسباب قانونية لا يمكنها الاستجابة لهذا الطلب الاستثنائي وكل ذلك انطلاقاً من الواجب بالمحافظة على سلامة ودقة إجراءات التبرع بالأعضاء، يمكن لعريقات أن يحصل على تبرع فقط وفقاً للإجراءات المتعلقة بالتبرع وزرع الأعضاء لمن ليسوا مواطني إسرائيل".