في كلمته، أمس السبت، أمام الأطراف الموقّعة على وثيقة قرطاج التي اعتمدت برنامج عمل للحكومة التونسية، وجّه الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، سهام نقده للصحافة الأجنبية التي اعتبرها "قامت بتشويه تونس في تغطياتها للاحتجاجات التي شهدتها مؤخرًا".
واعتبر كثيرون هذا الموقف اعتداء مجانيا على الصحافة الأجنبية التي تقوم بعملها في نقل الأحداث. وكانت أكثر المواقف الحادة تلك التي صدرت عن نقيب الصحافيين التونسيين ناجي البغوري الذي كتب بشكل ساخر "حول الاستغراب من تصريحات السبسي المتهمة للصحافيين العاملين في وسائل إعلام أجنبية: عمركم ريتو واحد ولّى ديمقراطي في التسعين!؟ (في حياتكم هل رأيتم من أصبح ديمقراطيا في سن التسعين)" وهو إيحاء بأن الرئيس التونسي لا يؤمن بالديمقراطية منذ كان شاباً فما بالك وقد بلغ التسعين.
Facebook Post |
أما الإعلامي خليفة شوشان فرأى أن الصحافة الأجنبية استقت معلوماتها مما صدر من مسؤولي الدولة الذين أصدروا بلاغات وبيانات لتخويف الناس من الاحتجاجات. وقد كتب "السبسي يصرّح "الصحافة الأجنبية شوهتنا لأن هناك من في تونس يثيرها.. وأنا نعرفهم.. مانقولش عليهم…ن قول ربي يصلحهم" ايه سي الباجي الصحافة الأجنبيّة منين استقات معلوماتها ماو من المبالغات الواردة في البلاغات المسيّسة متاع الوزارات والمسؤولين الحكوميين لتخويف الناس من الاحتجاجات وشيطنة المحتجين".
كما أصدرت منظمة "مراسلون بلا حدود" بياناً أدانت فيه الضغوطات الممارسة على الصحافيين الأجانب في تغطيتهم للاحتجاجات في تونس، ذاكرةً حالتي الصحافيين ماتيا غالتيي مراسل صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية الذي تعرض إلى مضايقات من قبل الأمن التونسي في ضاحية طبربة (30 كيلومتراً عن العاصمة التونسية) عند تغطيته للاحتجاجات فيها، والصحافي ناديم بوعمود العامل في موقع Tunisia review الذي تعرض هو الآخر إلى مضايقات أثناء تغطيته للاحتجاجات.
يُذكر أنّ النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين دعت وسائل الإعلام التونسية إلى التعامل بمهنية أكبر مع الأحداث والوقوف إلى صف المواطن والفئات الاجتماعية المهمشة. وهو رأي شاركتها فيه الهيئة العليا المستقلة للإعلام السمعي البصري (الهايكا) التي دعت هي الأخرى إلى الحياد والمهنية في التعاطي الإعلامي مع الأحداث التي شهدتها تونس مركزين نقدهم على التلفزيون الرسمي التونسي الذين اعتبروا أحد برامجه (75 دقيقة) محاكمة على الهواء للمحتجين.
Facebook Post |