وبدأت القضية قبل 16 شهراً، أي قبل فضائح المنتج الأميركي المخضرم هارفي وينستين وانطلاق حملة #MeToo (أنا أيضاً)، ببريد إلكتروني وصل إلى صحيفة "إنديانا بوليس ستار" Indianapolis Star، في صباح اليوم الذي نشرت فيه تحقيقاً عملت عليه خمسة أشهر، حول ادعاءات الاعتداء الجنسي من قبل الهيئة الوطنية لإدارة الجمباز، في الولايات المتحدة الأميركية.
وجاء في البريد الإلكتروني المرسل: "قرأت أخيراً مقالة عنوانها (اختلال التوازن) Out of Balance منشورة في (إندي ستار). قد تكون تجربتي غير مرتبطة بتحقيقكم، لكنني أراسلكم كي أبلغ عن حادثة ذات صلة. لم أتعرض للتحرش الجنسي على يد مدربي، بل على يد الطبيب لاري نصار. كنت حينها في الـ 15 من العمر، وأخضع لعلاج في ظهري"، وفق ما نشرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، اليوم السبت.
الرياضية رايتشل دانهولاندر لم تتوقع أن رسالتها هذه ستكشف عن فضيحة الاعتداء الجنسي الكبرى في التاريخ الرياضي التي سيتردد صداها لعقود مقبلة. ووصفت دانهولاندر خطوتها هذه بـ "طلقة في الظلام".
ويبدو أن رصاصة دانهولاندر أصابت، ولم تصل آذاناً صماء، خاصة أنها ليست في الـ 15 الآن، بل امرأة في الـ 32 وأم لثلاثة أطفال. وهكذا، وافقت على الكشف عن اسمها، والتحدث أمام الكاميرا، للصحيفة. وطوال ستة أشهر، وقفت دانهولاندر متحدثة عن تجربتها مع نصار علناً، مع جيمي دانتسر التي كشفت عن هويتها لاحقاً إلى العلن.
ومع مرور الوقت، بدأ مزيد من الرياضيات الضحايا بالتجرؤ على كسر الصمت، وتضامنّ بعضهن مع بعض، ضد نصار الذي تعود أفعاله إلى عام 1997.
يذكر أنه السلطات الأميركية أعلنت عن نيتها فتح تحقيق ضخم بخصوص الابتزاز الجنسي في مختلف الرياضات الأولمبية في الولايات المتحدة الأميركية، وأبرقت إلى جميع الاتحادات الرياضية، ومن بينها اللجنة الأولمبية الدولية، بهذا القرار، الذي من شأنه أن يكشف عن ضحايا يعانون من هذه المشكلة.
وعمل الطبيب لاري نصار في جامعة ميشيغن بين عامي 1997 و2016، هذا بالإضافة إلى عمله في منصب الطبيب المنسق لدى الاتحاد الأميركي للجمباز بين عامي 1996 و2014، واستغل منصبه هناك لابتزاز الرياضيات جنسياً خلال معالجتهن أو الكشف عليهن.
ووفقاً لموقع "بي بي سي"، فإن رياضيات أميركيات اشتكين على لاري نصار، خلال وجوده بين عامي 1997 و2014، إلا أن كل هذه الشكاوى لم تؤخذ بعين الاعتبار من جامعة ميشيغن، وهو الأمر الذي أجبر مسؤولين في الجامعة نفسها على تقديم الاستقالة، كون الفضيحة تطاول الجامعة أيضاً، بالإضافة إلى الإعلان عن استقالة الاتحاد الأميركي للجمباز، اليوم السبت.
(العربي الجديد)