وقال التلفزيون السويدي الرسمي إنه "لا جواب بسيطا عن سبب عدم إنهاء الكارثة الإنسانية في السابق، في البلد الذي اعتبر الحديقة الخلفية للدولة النفطية المملكة العربية السعودية".
وذكرت مراسلة القناة، ماريا نوردستراند، أنّه "لم يكن بإمكان الأطراف اليمنية التحدث إلى بعضها قبلاً، وهو تغير فرضته ظروف أخرى وجد فيها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان نفسه ينشغل في مكافحة الادعاءات عن تورطه بقتل الصحافي جمال خاشقجي".
وأضافت "حتى حليف الحوثيين، إيران، تجد نفسها في وضع اقتصادي هش، بفعل تأثير العقوبات الاقتصادية، وهو ما يؤثر في مجمله على حرب اليمن، ما يدفع الأطراف نحو التفاوض".
وعن احتمال التوصل لسلام حقيقي في اليمن، ذكرت نوردستراند: "ما يرجح الوصول إليه هو تبادل معتقلين وأسرى وبعض التحويلات المالية، وربما أهم شيء أن يصبح بمقدور الطرفين التواصل، وإلا فإننا سنكون أمام استمرار الحرب حيث يجوع الشعب اليمني حتى الموت، قبل أن ينتصر طرف من الأطراف".
وشرحت القناة السويدية الواقع اليمني منذ 2015: "حين تدخلت السعودية بالتعاون مع الإمارات في قصف مواقع الحوثيين المدعومين من إيران الذين انقلبوا على الرئيس عبد ربه هادي بدأ الصراع يتحول إلى حرب بالوكالة بين قوتين كبيرتين في المنطقة، إيران والسعودية".
وعددت القناة الأثمان التي دفعها الشعب اليمني، منبهة إلى أن "الآلاف قتلوا والملايين هجروا، ونجمت عن الحرب كارثة دوائية وغذائية، حيث تقدر الأمم المتحدة عدد الجوعى في اليمن بـ14 مليون إنسان".
من ناحيتها، تساءلت صحيفة "داغسنيوهتر" عن أفق نجاح مشاورات السويد لتخفض من سقف التوقعات قائلة: "بداية يجب أن ندرك أن الأمم المتحدة تتحدث عن مشاورات وليس مفاوضات، وفي أفضل الأحوال سيتوصل الطرفان إلى خطوات رمزية، كتبادل المعتقلين، وربما إطار لمفاوضات مستقبلية".
وعن سبب اختيار السويد لاستضافة هذه المشاورات، تقول صحيفة "داغسنيوهتر": "نشطت السويد في مجلس الأمن الدولي لإيجاد مخرج للصراع في اليمن"، مذكرة بأنه "جرت أيضا محاولتان سابقتان في الكويت وجنيف ولم تؤديا إلى أية نتيجة".
وأشارت الصحيفة إلى أن "المجتمع المدني اليمني يرى الآن في هذه المشاورات فرصة ورسالة لليمنيين، مفادها أن كارثة بلدهم لم تعد منسية".
وتابعت: "هذه خطوة جيدة وإن كانت لن تنهي الحرب المستمرة منذ ثلاثة أعوام ونصف العام، والإيجابية الوحيدة أن المتصارعين من الحوثيين والحكومة أرسلوا وفدين، وهي المرة الأولى ربما التي يجري فيها حديث عن تسوية، تشمل 14 ألف معتقل لدى الحوثيين، مدنيين وعسكريين، لهذا ربما يكون أكبر إنجاز هو تبادل أسرى".
كما رأت "أفتون بوستن" أن "اغتيال جمال خاشقجي ربما يساهم في تسهيل المباحثات اليمنية".
ومضت قائلة: "حتى أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي الجمهوريون باتوا يرون في محمد بن سلمان مسؤولاً عن قتل خاشقجي، ما قد يستغل للضغط عليه لإجباره على وقف القتال وقبول الحل السلمي".