أثارت مخالفة سير حرّرت بحقّ سائق حافلة نقل ركاب، يوم السبت الماضي، استياءً وجدلاً كبيرين في الأردن، بعد أن تبين أنها تمّت تنفيذاً لرغبة مستشار في الديوان الملكي.
وبحسب ما تداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، وأكدته لاحقاً جهات رسمية، فإن مستشاراً في الديوان الملكي طلب تسطير محضر ضبط مخالفة لحافلة كانت تسير أمامه على خط عمّان - إربد (شمال المملكة)، بعد امتناع سائقها عن فتح الطريق أمام سيارته، التي تجاوزت السرعة القانونية على الطريق.
والمستشار هو عصام الروابدة، ابن رئيس الوزراء الأردني الأسبق عبد الرؤوف الروابدة.
وتظهر مخالفة السير المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي يتهم فيها سائق الحافلة بـ"قيادة المركبة بصورة متهورة على الطريق العام"، أنها حررت بناءً على أمر من مدير الأمن العام.
وبعد جدل استمر يومين، وتجاوز انتقاد المخالفات لانتقاد "السلوك المشين" للمستشار، قبل أن يمتد النقد ليطاول المحيطين بالملك، أصدرت مديرية الأمن العام، اليوم الأربعاء، بياناً، تؤكد فيه "عدم قانونية المخالفة وأنها جاءت بناءً على بلاغ كاذب"، وتعلن فتح تحقيق في الواقعة.
وأوضح البيان أن "مواطنا أبلغ أمس الأول عن حافلة نقل ركاب تسير بسرعة عالية متجهة من عمان إلى إربد وأن سائقها يقوم بالقيادة بطيش وإهمال".
وبحسب البيان، فإن أحد طواقم دورية خارجية قام بتحرير مخالفة بحق السائق قبل التأكد من صحة البلاغ، الذي بينت التحقيقات عدم صحته.
وفي أعقاب البيان، تخوف ناشطون من تحميل المسؤولية لمحرر المخالفة، وطالبوا بالكشف عن هوية مقدم البلاغ الكاذب ومعاقبته، ليقوم رئيس الديوان الملكي، فايز الطراونة، لاحقاً باستقبال صاحب شركة نقل الركاب وسائق الحافلة حيث جرى حل الخلاف، من دون أن يتبين ما إذا كان المستشار سيُعاقَب بتهمة تقديم بلاغ كاذب.