لعبت مئات الحسابات على "تويتر" دورًا محوريًا في الحديث عن حادثة إطلاق النار في مدرسة ثانوية في باركلاند في فلوريدا الأميركية، منذ وقوعها يوم الأربعاء الماضي، وركّزت العديد من وسائل الإعلام على أنّها قد تكون تحت إدارة غرف عمليات روسية.
وكان العديد من هذه الحسابات تغرد حول مواضيع تتعلق بأماكن تسعى روسيا لتعزيز نفوذها فيها، مثل سورية وأوكرانيا، قبل أن تتحول بشكل مفاجئ لإطلاق وسم #guncontrolnow الذي يهدف للسيطرة على انتشار الأسلحة في أميركا، وفقًا لموقع "إن بي آر".
وتشير البيانات التي جمعها موقع "هاملتون 68"، المسؤول عن دراسة التأثير الروسي على "تويتر"، والذي يتعقب حوالي 600 حساب تديره الحكومة الروسية، أو أشخاص متعاطفون مع وجهة نظرها السياسية، إلى أن هذا النوع من الصفحات أثر بشكل كبير في الأشهر القليلة الماضية، على طريقة انتشار الأخبار المأساوية، لإثارة القلق في المجتمع الأميركي.
وقال بريت شافر، محلل البيانات في موقع "هاملتون 68"، إن العديد من الحسابات التي يتعقبها، طرحت موضوع السلاح بشكل متطرف، في حين تعمد بعضها الآخر مهاجمة الجمعية الوطنية للبنادق، وأضاف: "لا يهتم الكرملين بالحد من انتشار الأسلحة في أميركا، إلا أن تناول القضايا على الإنترنت بشكل عدائي، يساهم فقط في تفكيك الشعب الأميركي".
وتشعر أجهزة المخابرات الأميركية بقلق متزايد إزاء الحسابات الروسية على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث حذر دان كوتس، مدير الاستخبارات الوطنية، في جلسة استماع أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، من خطر الحرب الإلكترونية، وأكد أنّها من أكبر مخاوفه، قبل يوم واحد فقط، من حادثة إطلاق النار. وأضاف: "تتعرض الولايات المتحدة للهجوم، ويسعى خصومها لزرع الانقسام وإضعاف القيادة الأميركية".
كما حذرت لجنة الاستخبارات الأميركية، في بيان تقييم التهديدات السنوية، يوم الثلاثاء، من أن روسيا ستستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، لمفاقمة الانشقاقات السياسية والاجتماعية في الولايات المتحدة، وتوقعت أن تستهدف هجماتها انتخابات عام 2018 المقبلة.
وأكد شافر أن الحسابات الروسية التي يتعقبها، تتصرف بمنتهى الحنكة، إذ إنها في البداية تنشر الأخبار التي تلاقي تفاعلًا جماهيريًا، من أجل جذب المتابعين، ثم تبدأ تغريد مواد مثيرة للجدل والفتنة، وتروج لنظريات مؤامرة تهز ثقة الناس بالحكومة ووسائل الإعلام". وأضاف: "لا يكمن خطرها فقط في زرع الانقسامات، بل في تآكل الثقة".
(العربي الجديد)