بثّت شبكة "الجزيرة"، أمس الأحد، الجزء الأول من تحقيق "قطر 96"، وهو فيلم يعرض للمرة الأولى شهادات تكشف خبايا محاولة الانقلاب على نظام الحكم في قطر عام 1996. وكشف التحقيق ضلوع السعودية والإمارات والبحرين ومصر في دعم محاولة الانقلاب.
وضمن برنامج "ما خفي أعظم" الذي يقدمه الصحافي تامر المسحال، عرض الفيلم وثائق حصريّة وشهادات لقيادات شاركت في محاولة الانقلاب، وأخرى للسفير الأميركي في قطر خلال تلك الفترة يتحدث فيها للمرة الأولى عن الحادثة.
وعرض الجزء الأول من "قطر 96" وثائق سريّة منها تعليمات الاستخبارات السعودية فرع الطائف لتسهيل دخول 107 عناصر من مليشيات قبلية عبر المنفذ الحدودي مع قطر، ووجود ضابطين مصريين يعملان في الجيش القطري برتبة لواء، كانا مساهمين بترتيب ساعة الصفر، بالإضافة إلى خطاب سري يتضمن موافقة أمير منطقة الرياض آنذاك، الملك سلمان بن عبدالعزيز، على نقل مليشيات قبلية بصورة سرية وصرف مستحقاتها طوال العملية.
وبحسب الفيلم، كانت ساعة الصفر في الخامسة فجراً من يوم 16 فبراير/شباط 1996، ولكن يوم 14 فبراير/شباط تم تقديمها إلى الثالثة فجرًا، إذ تجمعت القوة الانقلابية قرب مكينس جنوب غرب الدوحة، وكانت الخطة تقضي بمحاصرة منزل أمير قطر والسيطرة على جميع الاتصالات وتجهيز إذاعة محمولة من البحرين لبثّ البيانات، لكنّ شخصاً برتبة عسكرية صغيرة كشف ما كان يعرفه من أماكن تخزين السلاح، فتمّ إعلان حال الطوارئ واستدعيت كل العناصر العسكرية وبدأ اعتقال الضالعين في المحاولة، على أن يروي الجزء الثاني تفاصيل إفشال محاولة الانقلاب.
وقال الضابط السابق في المخابرات القطرية وأحد أهم المتهمين في القضية، فهد المالكي، إنّ اللجنة القيادية العليا لإدارة الانقلاب تشكلت سرًا في عدة دول خليجية بالإضافة إلى مصر.
وأضاف أنّ من بين أعضاء اللجنة كان من الإمارات الشيخ محمد بن زايد الذي كان رئيس هيئة الأركان، ومن البحرين الشيخ حمد بن عيسى الذي كان ولياً للعهد، ومن قطر الشيخ حمد بن جاسم بن حمد قائد الشرطة سابقاً، ومن السعودية جهاز المخابرات الذي تلقى التكليفات من الأمير سلطان بن عبد العزيز، إضافةً إلى المخابرات المصرية بقيادة عمر سليمان.
وقال المالكي إن فكرة الانقلاب جاءت بعدما تمكن حاكم الإمارات آنذاك الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من إقناع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني باستعادة السلطة في قطر عن طريق انقلاب عسكري.
من جهته، أشار السفير الأميركي السابق في قطر، باتريك ثيروس، إلى أنه كان هناك محاولتين للانقلاب وقعتا في نهاية 1995، الأولى عبر تجنيد مرتزقة من جنوب أفريقيا وتمت بطريقة "مثيرة للسخرية"، والثانية باستخدام مرتزقة فرنسيين لكن فرنسا أحبطت الخطة وأبلغت الجانب الأميركي بذلك.وأحدث الفيلم ردود فعلٍ كبيرة في الخليج العربي على مواقع التواصل الاجتماعي. وكتب خالد جاسم "من اللي صبر على الثاني عشرين سنة، من اللي ذاق طعم الغدر والخيانة وقبض على الجمر 20 سنة لاجل الاخوة والترابط، هنا في حلقة #ماخفي_اعظم #الجزيره جزء بسيط فقط !! وهناك الكثير والأشد في الجزء الثاني".
وكتب عباس الضالعي "15 مليون مشاهدة لبرنامج #ما_خفي_اعظم اثناء البث المباشر
هذا هو الزلزال الذي قلت لكم سيحدث هذه الليلة ويهز قصور #الرياض و #ابوظبي.
قطر صبرت وتحملت طيش هؤلاء المهسترين وتعاملت معهم كأشقاء لكنهم تمادوا.
قطر الآن تلعب بهم مثل كرة السلة! والقطريون يقولون تونا مابدينا#قطر96".
ونشر مغردون كثر مقطع الفيلم والتصريحات والوثائق التي عرضها.