طالب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بتجسيد حالة من التضامن العملي مع الصحافيين الفلسطينيين الذين يواجهون انتهاكات مستمرة، وقد تصاعدت منذ بداية العام الجاري، إذ شكّل الصحافيون هدفاً مستباحاً لقوات الاحتلال الإسرائيلي، خصوصاً خلال تغطيتهم الميدانية لـ"مسيرات العودة" التي انطلقت في الثلاثين من مارس/آذار الماضي، على حدود غزة.
وأوضح رئيس المكتب الإعلامي الحكومي، سلامة معروف، خلال مؤتمرٍ صحافي عقده المكتب في مقره في مدينة غزة، اليوم الأربعاء، بمناسبة الذكرى الـ22 لـ "يوم التضامن العالمي مع الصحافي الفلسطيني"، أن الانتهاكات الإسرائيلية بلغت منذ بداية العام الجاري ما يزيد عن 633 انتهاكاً، بينما صعّد الاحتلال من هجومه ضد الصحافيين على حدود غزة، ما أدى إلى استشهاد صحافيين اثنين وإصابة 210 صحافيين آخرين منذ انطلاق "مسيرات العودة الكبرى".
وبيّن معروف أن الاعتداءات الإسرائيلية ضد صحافيي الضفة المحتلة، قد تنوعت ما بين إيقاع الجروح والحروق أو الضرب والركل وتحطيم المعدات وحتى منعهم من الوصول إلى مناطق الأحداث أو الاعتقال التعسفي وسجنهم من دون توجيه تهم محددة لهم، حيث يقبع في سجون الاحتلال 21 صحافياً، فضلاً عن استهداف مقرات وسائل الإعلام وإغلاق بعضها.
وأشار معروف إلى انتهاكات داخلية فلسطينية أخرى طاولت الصحافيين، باستمرار الرقابة على الإنترنت وملاحقة الصحافيين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي وحجب عشرات المواقع الإلكترونية، ناهيك بمصادقة الحكومة في رام الله على قانون الجرائم الإلكترونية الذي يقوض أي جهود تبذل دعماً لحرية الرأي والتعبير.
وفي ضوء ذلك، دعا معروف كافة المؤسسات والمنظمات الدولية والإقليمية المعنية بتجسيد حالة تضامن حقيقي مع الصحافي الفلسطيني في وجه الاحتلال، من خلال أفعال عملية ومواقف جريئة تتناسب مع فداحة اعتداءات الاحتلال، ومطالباً بـ"شطب عضوية الاحتلال من كافة المحافل المدافعة عن حرية الرأي والتعبير وعلى رأسها الاتحاد الدولي للصحافيين".
وحذّر المكتب الإعلامي الحكومي من حالة الصمت التي تسود كافة الجهات أمام تصاعد جرائم الاحتلال بحق الصحافيين الفلسطينيين، لافتاً إلى أن جهود محاكمة قادة الاحتلال جراء الاعتداءات بحق الصحافيين يجب أن تستمر وتزداد.
كما ناشد المؤسسات الدولية بالتدخل والضغط على الاحتلال للسماح بدخول معدات الحماية الخاصة بالصحافيين مثل الدروع ضد الرصاص والخوذات والكمامات الواقية، وغيرها من الوسائل التي يمنع الاحتلال دخولها للصحافيين والإعلاميين في قطاع غزة منذ 11 عاماً.
وأكد معروف حق الصحافي الفلسطيني بالعمل وفق القانون والقيم والأخلاق المهنية والمجتمعية المتعارف عليها، ووفق المسؤولية الاجتماعية والوطنية التي تعد السياج الذي يحميه، مشدداً على ضرورة الالتزام بالدفاع عن الصحافي ومناصرته ضد ما يمكن أن يتعرض له والسعي الحثيث إلى توفير بيئة العمل المناسبة.
وشدد على "ضرورة الوحدة وجمع الكلمة وتحمل الصحافيين المسؤولية والأمانة التاريخية تجاه حالة الانقسام، لا سيما في ظل التحديات الكبيرة التي تعترض قضيتنا الوطنية في هذه المرحلة"، مجدداً الدعوة إلى إعادة الاعتبار للجسم الصحافي الفلسطيني عبر تفعيل نقابة الصحافيين وفق انتخابات حرة وشفافة يشارك فيها المجموع الصحافي.