وهدف مشروع "Backrub" العلمي الذي ابتكره الطالبان إلى تبسيط عملية البحث عبر الإنترنت، وعرض النتائج مرتبة بدقة وجودة أعلى، بالاعتماد على فحص الروابط الموجودة داخل صفحات الإنترنت التي بدورها تشير إلى روابط أخرى ذات صلة، لتقييم مدى أهمية نتائج البحث.
وصمم برين وبايج محرك بحثهما بالاعتماد على خوارزمية رياضية معقدة، تعطي وزنًا أكبر للروابط الموجودة داخل الصفحات ذات الموثوقية العالية. وكانت محركات البحث في ذلك الوقت لا تعتمد على تحليل الروابط، بل على مدى تكرار الكلمة المفتاحية "الكلمة التي نبحث عنها" داخل صفحات الإنترنت.
واختبر الطالبان محرك بحثهما، للمرة الأولى، على الصفحة الرئيسية لموقع "جامعة ستانفورد" عام 1996، فحاز إعجاب الأكاديميين ولاقى انتشارًا واسعًا هناك. وغيرا اسمه في أغسطس/آب من العام نفسه إلى Google، وهو تلاعب بمصطلح googol الذي يعني "العدد 10 وبجانبه 100 صفر".
وسجل الطالبان ملكية موقع google.com في 15 سبتمبر/أيلول عام 1997، وبحلول شهر آب/ أغسطس كان تصميمه الأول (رجل يحترق) جاهزًا، ثم حصلا على تمويل قيمته 100 ألف دولار من آندي بيكتولشيم، مؤسس شركة Sun Microsystems، وسجلا شركتهما باسم "شركة غوغل" في 4 سبتمبر/أيلول من عام 1998، وكان مقرها مرأب سيارات صديقتهما سوزان وجسيكي، التي تتولى الآن منصب الرئيس التنفيذي لـ "يويتوب".
كما تلقت شركة "غوغل" في بداياتها تمويلًا من جيف بيزوس، مؤسس موقع "أمازون"، إلا أن مؤسسَيها رغبا في بيع ابتكارهما لعدة شركات من بينها Excite ،Yahoo وAltavista، وفشلا، مما دفعهما إلى التسليم بالأمر الواقع، وتوظيف المهندسين، ثم نقل مقر الشركة إلى كاليفورنيا عام 1999.
وفازت شركة "غوغل" في نهاية العقد الأول من عمرها بحرب محركات البحث، بسبب دقة محرك بحثها وبساطة صفحتها الرئيسية، لتخرج من ميدان خبرتها وتتحول إلى العملاق العالمي الذي هي عليه اليوم، بالاستحواذ على ملكية عدة مواقع، أهمها شراء "يوتيوب" بمبلغ 1.65 مليار دولار.
وواجهت شركة "غوغل" عدة دعاوى قضائية بسبب عدم التزامها بحقوق النشر، من بينها دعوى رفعتها شركة "فياكوم"، زعمت فيها أن أكثر من 150000 مقطع من عروضها المحمية بحقوق النشر، كانت متوفرة على موقع "يوتيوب"، ودعوى رفعتها وكالة "فرانس برس"، التي قالت إن شركة "غوغل" استخدمت صورها من دون إذن، مما اضطر الأخيرة إلى تقديم الكثير من التنازلات على مدى العقد الماضي، مثل دفع رسوم ترخيص في بعض البلدان، وإنشاء صناديق خيرية لدعم الصحافة.
وتواجه شركة "غوغل" تهديدًا كبيرًا على مصالحها، من قبل عدة شركات أخرى تستحوذ على اهتمام مستخدمي الإنترنت، مثل "فيسبوك" و"أمازون"، وبالطبع قد يأتي التهديد أيضًا من شركات جديدة، قد تسلب الضوء منها بعد 20 عامًا، مثلما فعلت هي مع نجوم عصرها قبل عقدين.