فيما بدأت خدمة الإنترنت تعود إلى إيران بشكل تدريجي، توالت تصريحات للقادة السياسيين والعسكريين في البلاد في الدفاع عن قطعها، على مدى الأيام الماضية، بسبب الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها، رفضاً لزيادة أسعار البنزين "المفاجئة" بنسبة 3 أضعاف، اعتباراً من الخامس عشر من الشهر الحالي. إذ انطلقت الاحتجاجات مساء ذلك اليوم، وأعقبها في اليوم التالي قطع خدمة الإنترنت عن أنحاء البلاد كافة، الأمر الذي أدى إلى انقطاع تواصل الإيرانيين مع العالم الخارجي، وسط خسائر اقتصادية كبيرة، قُدرت بأنها بلغت يوميا أكثر من 350 مليون دولار.
إلا أن السلطات الإيرانية تؤكد أن الخطوة كانت "ضرورة أمنية"، اقتضتها أوضاع البلاد، وسط رمي اتهامات إلى جهات داخلية وخارجية باستغلال الإنترنت لـ"نشر الفوضى في الداخل"، مع تأكيدها على ضرورة تعزيز "الإنترنت الوطني" الإيراني كبديل للإنترنت الدولي.
وفي أول تعليق من الخارجية الإيرانية على قطع الإنترنت لأكثر من أسبوع، اعتبر المتحدث باسمها، عباس موسوي، اليوم الإثنين "خطوة ضرورية"، قائلاً إنه "تم استغلال هذه الأداة المشروعة بشكل غير مشروع" خلال الاحتجاجات.
وأكد موسوي أن "الوصول الحر إلى المعلومات حق للجميع". إلا أنه قال في الوقت نفسه إن "وقت الأزمات قد نواجه قضايا ويتعرض أمننا للخطر بالإنترنت، لذلك علينا أن نعيد الأمن عبر الأداة نفسها"، في إشارة إلى قطعها. وذكر المتحدث الإيراني أن بلاده اتخذت تدابير خلال فترة قطع الإنترنت لتوفيره للمراسلين الأجانب والسفارات الأجنبية.
وفي السياق، اعتبر نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني، الجنرال علي فدوي، في تصريحات له الأحد بشأن الاحتجاجات الأخيرة، أن "الإنترنت مجرى للخباثة الأميركية"، مؤكداً أن بلاده "ستعمل حتما على تأسيس نظام داخلي مشابه للإنترنت، لمنع الأعداء من ممارسة الخباثة عبر العالم الافتراضي".
وأضاف أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو "أصيبا بقلق وخوف من قطع الإنترنت"، معاتبا السلطات المعنية في الداخل لما اعتبره "القصور في مجال الإنترنت"، ثم قال "كان ينبغي أن يكون نظامنا الافتراضي الداخلي الأقوى في العالم، لكن اليوم يجب أن نستخدم تطبيقات وبرامج أميركية، ينفّذون من خلالها ممارساتهم الشريرة"، بحسب تعبيره.
وبعد قطع الإنترنت الدولي تقريباً أمكن لبعض الإيرانيين الوصول إلى المواقع الداخلية فقط عبر "شبكة الإنترنت الوطنية". وهي شبكة محلية بدأت إيران تأسيسها منذ عام 2005، لتكون بديلاً عن الشبكات العالمية و"تضمن تصفحاً آمناً يسهل الحصول على المعلومات والبيانات التي لا تخالف أو تهدد الثقافة الإسلامية في البلاد، وللحفاظ على أمن المعلومات الإيرانية"، وفقاً للقائمين على المشروع.
اقــرأ أيضاً
اعتذار وزير الاتصالات
وفيما يواجه الرئيس الإيراني حسن روحاني وحكومته، انتقادات متزايدة لقطع الإنترنت، وعدم تطبيق وعوده بشأن وصول الإيرانيين بحرية إلى الشبكة العنكبوتية وشبكات التواصل، التي بات معظمهما محظوراً في إيران منذ عدة سنوات، قدّم وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، محمد جواد آذري جهرمي، الأحد، اعتذاره للشعب الإيراني بسبب قطع الخدمة العنكبوتية والمشاكل التي تسببت فيها الخطوة.
وفي مقطع فيديو نشره موقع وزارة الاتصالات الإيرانية، قال جهري إن "قطع شبكة الإنترنت الدولية خلق مشاكل كثيرة للإيرانيين"، مشيراً إلى أنه اطلع على هذه المشاكل خلال الأسبوع الأخير بواسطة اتصالات كثيرة تلقاها.
وأشار إلى أن "الأسر الإيرانية خارج البلاد لم تكن على اطلاع بأوضاع أبنائها في الداخل، وأن الطلاب والأساتذة الجامعيين حرموا خلال هذه الفترة من الوصول إلى المصادر العلمية الدولية، وهناك شركات تصدير واستيراد تحملت خسائر مالية"، موضحا أن بعض هذه الخسائر "غير قابلة للتدارك". وأضاف أن قرار قطع الإنترنت اتخذته السلطات الأمنية بغية "الحفاظ على الهدوء في المجتمع"، قائلاً "إنني على قناعة بأنه لا يمكن تصور الحياة من دون العالم الافتراضي والشبكة العالمية".
ومضى جهري قائلاً إنه قام بـ"متابعات حثيثة لرفع القيود وعودة الإنترنت منذ اللحظات الأولى لقطعه"، لافتا إلى أن الخدمة "قد عادت إلى الشركات والجامعات والدوائر الحكومية يوم الخميس، وفي السبت عادت خدمة الإنترنت المنزلي".
وفيما فرضت الإدارة الأميركية، الجمعة الماضية، عقوبات على الوزير الإيراني بسبب قطع الإنترنت، إلا أنه قال أمس في اجتماع مع كتلة "المستقلين" البرلمانية، إنه لا دور له في قطع وإعادة الإنترنت، وفقا لما نقله عنه النائب الإيراني مهرداد لاهوتي.
وأضاف جهري، بحسب لاهوتي، أن قطع الإنترنت كان بقرار من المجلس الأعلى للأمن القومي، معلنا أن المجلس فوّض وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي في اتخاذ القرار بشأن إعادة توصيله.
في السياق، أعلنت كتلة "أمل" الإصلاحية البرلمانية، الأحد، أنها بدأت إجراءات استجواب وزير الداخلية في البرلمان لـ"عدم اتخاذ تدابير اجتماعية وأمنية لازمة" بالتزامن مع تنفيذ خطة ترشيد أسعار البنزين، معتبرة أن عدم توقّع ما يمكن أن يحدث تسبب في "استغلال الأعداء والمتآمرين" للاحتجاجات.
عودة الإنترنت الجوال
بعد يوم من عودة تدريجية للإنترنت المنزلي الثابت، أعلنت شركات الإنترنت الجوال أنها أبلغت بإمكانية إعادة الاتصال الجوال في بعض المحافظات، هي خراسان الجنوبية، وغلستان وسمنان ويزد وجهار محال بختياري وهمدان وأردبيل وزنجان وإيلام.
وأفادت وكالة "إيسنا" الإيرانية بأنه ليس واضحاً بعدُ موعد إعادة توصيل الخدمة في بقية المحافظات، لكنها نقلت عن وزير الاتصالات أن ذلك بانتظار موافقة وزير الداخلية.
وفي سياق الدفاع عن سياسة قطع الإنترنت، قال نائب النائب العام الإيراني للشؤون الافتراضية، جواد جاويدنيا، مساء السبت، إن معارضي إيران في الخارج من أنصار الملكية ومنظمة "مجاهدي خلق" "قادوا الاضطرابات في العالم الافتراضي من ألبانيا والسعودية"، متهماً الأخيرة بتوفير "جزء مهم من التكاليف المالية".
واعتبر جاويد مهر أن "الشبكة العنكبوتية تمثل خطوطا أمامية في المواجهة مع الأعداء"، مضيفاً أنهم "اتخذوا وضعية الحرب فيها"، داعياً إلى استقلال النظام الافتراضي الإيراني عن الخارج، ليقول إنه "طالما لا يتم تدمير هذه الأدوات الصهيونية ولا يستقل فضاؤنا الافتراضي عن الخارج لن يحدث تطور".
ونددت السلطات الأميركية، خلال الأيام الماضية، بقطع الإنترنت في إيران، مع فرضها عقوبات على وزير الاتصالات الإيراني. في حين حضت الخارجية الأميركية، السبت، مواقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك" و"تويتر" و"إنستغرام"، على تعليق حسابات القادة الإيرانيين، إلى حين عودة خدمة الإنترنت في إيران التي تشهد توتراً.
وفي أول تعليق من الخارجية الإيرانية على قطع الإنترنت لأكثر من أسبوع، اعتبر المتحدث باسمها، عباس موسوي، اليوم الإثنين "خطوة ضرورية"، قائلاً إنه "تم استغلال هذه الأداة المشروعة بشكل غير مشروع" خلال الاحتجاجات.
وأكد موسوي أن "الوصول الحر إلى المعلومات حق للجميع". إلا أنه قال في الوقت نفسه إن "وقت الأزمات قد نواجه قضايا ويتعرض أمننا للخطر بالإنترنت، لذلك علينا أن نعيد الأمن عبر الأداة نفسها"، في إشارة إلى قطعها. وذكر المتحدث الإيراني أن بلاده اتخذت تدابير خلال فترة قطع الإنترنت لتوفيره للمراسلين الأجانب والسفارات الأجنبية.
وفي السياق، اعتبر نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني، الجنرال علي فدوي، في تصريحات له الأحد بشأن الاحتجاجات الأخيرة، أن "الإنترنت مجرى للخباثة الأميركية"، مؤكداً أن بلاده "ستعمل حتما على تأسيس نظام داخلي مشابه للإنترنت، لمنع الأعداء من ممارسة الخباثة عبر العالم الافتراضي".
وأضاف أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو "أصيبا بقلق وخوف من قطع الإنترنت"، معاتبا السلطات المعنية في الداخل لما اعتبره "القصور في مجال الإنترنت"، ثم قال "كان ينبغي أن يكون نظامنا الافتراضي الداخلي الأقوى في العالم، لكن اليوم يجب أن نستخدم تطبيقات وبرامج أميركية، ينفّذون من خلالها ممارساتهم الشريرة"، بحسب تعبيره.
وبعد قطع الإنترنت الدولي تقريباً أمكن لبعض الإيرانيين الوصول إلى المواقع الداخلية فقط عبر "شبكة الإنترنت الوطنية". وهي شبكة محلية بدأت إيران تأسيسها منذ عام 2005، لتكون بديلاً عن الشبكات العالمية و"تضمن تصفحاً آمناً يسهل الحصول على المعلومات والبيانات التي لا تخالف أو تهدد الثقافة الإسلامية في البلاد، وللحفاظ على أمن المعلومات الإيرانية"، وفقاً للقائمين على المشروع.
وفيما يواجه الرئيس الإيراني حسن روحاني وحكومته، انتقادات متزايدة لقطع الإنترنت، وعدم تطبيق وعوده بشأن وصول الإيرانيين بحرية إلى الشبكة العنكبوتية وشبكات التواصل، التي بات معظمهما محظوراً في إيران منذ عدة سنوات، قدّم وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، محمد جواد آذري جهرمي، الأحد، اعتذاره للشعب الإيراني بسبب قطع الخدمة العنكبوتية والمشاكل التي تسببت فيها الخطوة.
وفي مقطع فيديو نشره موقع وزارة الاتصالات الإيرانية، قال جهري إن "قطع شبكة الإنترنت الدولية خلق مشاكل كثيرة للإيرانيين"، مشيراً إلى أنه اطلع على هذه المشاكل خلال الأسبوع الأخير بواسطة اتصالات كثيرة تلقاها.
وأشار إلى أن "الأسر الإيرانية خارج البلاد لم تكن على اطلاع بأوضاع أبنائها في الداخل، وأن الطلاب والأساتذة الجامعيين حرموا خلال هذه الفترة من الوصول إلى المصادر العلمية الدولية، وهناك شركات تصدير واستيراد تحملت خسائر مالية"، موضحا أن بعض هذه الخسائر "غير قابلة للتدارك". وأضاف أن قرار قطع الإنترنت اتخذته السلطات الأمنية بغية "الحفاظ على الهدوء في المجتمع"، قائلاً "إنني على قناعة بأنه لا يمكن تصور الحياة من دون العالم الافتراضي والشبكة العالمية".
ومضى جهري قائلاً إنه قام بـ"متابعات حثيثة لرفع القيود وعودة الإنترنت منذ اللحظات الأولى لقطعه"، لافتا إلى أن الخدمة "قد عادت إلى الشركات والجامعات والدوائر الحكومية يوم الخميس، وفي السبت عادت خدمة الإنترنت المنزلي".
وفيما فرضت الإدارة الأميركية، الجمعة الماضية، عقوبات على الوزير الإيراني بسبب قطع الإنترنت، إلا أنه قال أمس في اجتماع مع كتلة "المستقلين" البرلمانية، إنه لا دور له في قطع وإعادة الإنترنت، وفقا لما نقله عنه النائب الإيراني مهرداد لاهوتي.
وأضاف جهري، بحسب لاهوتي، أن قطع الإنترنت كان بقرار من المجلس الأعلى للأمن القومي، معلنا أن المجلس فوّض وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي في اتخاذ القرار بشأن إعادة توصيله.
في السياق، أعلنت كتلة "أمل" الإصلاحية البرلمانية، الأحد، أنها بدأت إجراءات استجواب وزير الداخلية في البرلمان لـ"عدم اتخاذ تدابير اجتماعية وأمنية لازمة" بالتزامن مع تنفيذ خطة ترشيد أسعار البنزين، معتبرة أن عدم توقّع ما يمكن أن يحدث تسبب في "استغلال الأعداء والمتآمرين" للاحتجاجات.
عودة الإنترنت الجوال
بعد يوم من عودة تدريجية للإنترنت المنزلي الثابت، أعلنت شركات الإنترنت الجوال أنها أبلغت بإمكانية إعادة الاتصال الجوال في بعض المحافظات، هي خراسان الجنوبية، وغلستان وسمنان ويزد وجهار محال بختياري وهمدان وأردبيل وزنجان وإيلام.
وأفادت وكالة "إيسنا" الإيرانية بأنه ليس واضحاً بعدُ موعد إعادة توصيل الخدمة في بقية المحافظات، لكنها نقلت عن وزير الاتصالات أن ذلك بانتظار موافقة وزير الداخلية.
وفي سياق الدفاع عن سياسة قطع الإنترنت، قال نائب النائب العام الإيراني للشؤون الافتراضية، جواد جاويدنيا، مساء السبت، إن معارضي إيران في الخارج من أنصار الملكية ومنظمة "مجاهدي خلق" "قادوا الاضطرابات في العالم الافتراضي من ألبانيا والسعودية"، متهماً الأخيرة بتوفير "جزء مهم من التكاليف المالية".
واعتبر جاويد مهر أن "الشبكة العنكبوتية تمثل خطوطا أمامية في المواجهة مع الأعداء"، مضيفاً أنهم "اتخذوا وضعية الحرب فيها"، داعياً إلى استقلال النظام الافتراضي الإيراني عن الخارج، ليقول إنه "طالما لا يتم تدمير هذه الأدوات الصهيونية ولا يستقل فضاؤنا الافتراضي عن الخارج لن يحدث تطور".
ونددت السلطات الأميركية، خلال الأيام الماضية، بقطع الإنترنت في إيران، مع فرضها عقوبات على وزير الاتصالات الإيراني. في حين حضت الخارجية الأميركية، السبت، مواقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك" و"تويتر" و"إنستغرام"، على تعليق حسابات القادة الإيرانيين، إلى حين عودة خدمة الإنترنت في إيران التي تشهد توتراً.